* الصحفي المصري محمد حسنين هيكل رحمه الله، كتب عن الرئيس الليبي معمر القذافي، وحكي كي التف حوله الكثيرون واستغلوه واستغلوه) وحصلوا منه علي كثير (منافع)، وبدأ هيكل وكأنه (يتحسر) علي حال الرجل.
كان القذافي سعى ليصبح رمزاً ومفكراً (أممياً) من خلال أطروحاته (النظرية العالمية الثالثة) التي حواها (الكتاب الأخضر)…وقد أنفق القذافي (أموالاً مهولة) في نشر المؤلف والدعاية له وكتابة بحوث حوله ليكون معبره إلي العالمية، ومن هنا بدأ تدفق (جحافل النفعيين) فالمال وفير والرجل ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر>
فكان أن تزاحم (المنافقون)علي خزائنه و(رتعوا) في السر والعلن وشبعوا…ثم تمر السنوات وتحل (ساعة الحارًة). فيلتفت القذافي ليجدهم وقد (انفضوا) من حوله، (لا يسانده) أحد أو يذكر محاسنه، عدا قلة من مواطني دولة آسيوية (أشادوا) به وذكروا أنه بنى لهم مسجداً..!!
نموذج القذافي ليس في ليبيا وحدها بل يكاد يعم معظم دول العالم إن لم تكن كلها، فأينما وجد المال وجد طلابه وحام حوله ذباب النفعيين والمنافقين، والسودان ليس استثناء، فكم من أمثال هؤلاء (تحلقوا) حول رأسماليين ورجال أعمال ووزراء، ومسؤليين (كبار)، وعندما (جف الضرع) وتغيرت الأحوال (لاذوا) بالفرار منهم>
ونسوا ما كان ولنا في نظام الإنقاذ (أمثلة كثيرة) فقد تدافع نحو الكثيرون بوجوه (مستعارة) ظاهرها (الولاء) وباطنها ( النفاق) وقد وجدوا من الإسلاميين الخدمات والقربي والحميمية والتسهيلات و(المكرمات) والأريحية المترعة، وما إن سقط النظام، إلا وقد (عضً) كل منهم طرف ثوبه وأسرع الخطى نحو (حضن جديد)، تاركين وراءهم (سطوراً قذرة) تشهد علي سوء أفعالهم ونواياهم!!
*الآن..يستلم حميدتي الراية، ويصبح هو (القبلة) المرجوة فقد أنعم الله علي الرجل (بسعة الرزق) إضافة لما في حوزته من (قوات الدعم السريع)، فبدأت أسراب الباحثين عن المال، تهرول ناحيته، ونسي الكثيرون ماضي الرجل القريب وهو يحمي (الثغور) ويهزم التمرد في دارفور، وتحول عندهم (لجيب يدفع) وليس (جندياً) أسهم في حماية أمن الوطن>
وأضحت مجالسهم مشغولة بمكرمات حميدتي، فهو اعطي ذاك مالاً واهدي لآخر سيارة وعين مستشارين، وأرسل جنود لليمن ،وضم لقواته ضباطاً وجنوداً بمخصصات عالية..وقد طغت هذه (الأحاديث الهباب) علي أفعال الرجل الإنسانية والخدمية وإغاثة المتضررين وعلاج المرضي، وإطعام الصائمين، مايعني>
وأكاد أجزم أن الكثيرين الذين يتحلقون حول حميدتي إنما ينظرون لما في (جيبه) من عطايا، وهذا سيجعل منه مجرد (شباك صرف) في بنك، وستسقط عنه قيمته المعنوية (كرمز وطني) وغداً إن تبدل الحال قد يلتفت فيجد (سامر النفعيين) قد انفض من حوله…فماذا تقول يا حميدتي؟!!
إعلام الدعم السريع الذي عهدنا فيه كفاءات ممتازة و(همة عالية) وحضوراً في مواقع التواصل والفضائيات والندوات والدفع الثقافي، هو وحده الفصيل الذي يقدم قائده حميدتي، (رمزاً وطنياً) ..ومن هنا تقع علي عاتقه تحويل كل اتجاهات البوصلة ناحية الدور الوطني للرجل وألا يتركوا ثغرة يدخل منها النفعيون والمنافقون!!
سنكتب ونكتب…!!!