فتح الرحمن النحاس
*كل ما يجري علي الأرض الآن في السودان ليس (مصادفة) أو مجرد (إختبار)، بل هو خطة (استعمارية) كاملة الدسم تم وضعها بعناية في المعامل التي أنشئت خصيصاً (لتجريف) إرادة وحرية وسيادة الدول والشعوب والاستيلاء علي (مواردها) بغرض إشباع بطون هذه الدوائر الأجنبية الإستعمارية.وقد كان مثيراً (للشك والريبة) أن تبشرنا حكومة قحت المقبورة (بخير وفير) سيتدفق من (المانحين) فإذا بعمرها ينقضي فما أورثتنا غير (حشف وسوء كيلة)، مع تفاقم الفقرا والغلاء، بل كان ما هو (أقبح وأضل) أن يسارع رئيس الحكومة حمدوك لإستدعاء (البعثة الأممية) والناس في غفلة من أمرهم، ثم ما ظهر من (لقاءات وتوادد وتواصل) مع إسرائيل، وفي خاطر من طرقوا أبوابها، أن أرزاق أهل السودان ورضا أمريكا وكل العالم بيديها..!!
إستدعاء بعثة الأمم المتحدة تحت غطاء دعم التحول الديمقراطي، يمثل (أخطر) خيار تركن إليه السلطة الحاكمة، وهو (البداية الفعلية) لإنفاذ المخطط الإستعماري، وقد بدأ واضحاً أن أركان السلطة الحاكمة (لايقرأون) تأريخ هذه البعثات القريب والبعيد، وما أفرزته من (مشاكل متعددة( في البلدان التي (أبتليت) بها.
والآن… الآن فإن السودان داخل (دائرة الفخ) إن لم تنتبه القيادة وتسارع بطرد هذه البعثة التي أوردنا حمدوك (موارد هلاكها)، فهي تأتي في إطار (البند السابع) لميثاق الأمم المتحدة، الذي يخول لها وضع كل السودان تحت (الوصاية الدولية)، ويعززها بآلاف (الجنود العسكريين) من قوات تدخل سريع وشرطة، ويمنحها ترخيص الإشراف على تنفيذ الدستور الإنتقالي والإنتخابات، ثم ما هو (أشد خطورة) ويتمثل في (إعادة هيكلة) الجيش والأجهزة الأمنية (وتفكيك) منظومتيهما.. ليسهل (الإجهاز) علي السودان (تقسيماً وإستعماراً كاملاً)..ويكفي مانراه في العراق اليوم..!!
*ومن (الغباء السياسي) أن يحلم الحالمون من وكلاء الإستعمار العملاء، بأن هذه (البعثة اللعينة)، ستؤمن الإستقرار السياسي و(تمنع الانقلابات)، فهل تحقق ذلك في العراق والكونغو وأفريقيا الوسطى وليبيا وجنوب السودان وكشمير، تلك الدول التي (ابتليت) بخرافة البعثات الأممية، فما حصدت غير الخراب والإنقلابات و(الدماء والدموع) … فهل يا حكام السودان، من برهان وحميدتي وحمدوك وحتى أصغر مسؤول في الدولة، ترضون لوطنكم مثل هذه المآلات الحزينة، وهذا (الإستعمار) الذي بين ظهرانينا..؟! ألا ترون وتسمعون ما يفعله فولكر من انتهاكات لسيادة البلد وإرادة الشعب…اعتبروا… اعتبروا يا أولي الألباب..!!
سنكتب ونكتب…!!!