لئن كان الفيتو الروسي في مجلس الأمن ألجم نوايا بريطانيا الإستعمارية وانتصر للإرادة السودانية الحرة، فإنه في ذات الوقت يرفع من أسهم روسيا عالمياً ويثبت لكل شعوب العالم أنها دولة تحترم موقعها المتميز في (الريادة العالمية) وأنها (صادقة) مع نفسها ومع علاقاتها الثنائية التي تربطها مع دول العالم، و(مناصرة) لحقوق وسيادة الدول وأنها ليست دولة متلونة ولا (مخادعة) في مواقفها مع الدول وتنأى بنفسها عن أي نوازع (إستعمارية) تجاه البلدان الأخرى…
روسيا بوتين تمنح الآن (الأمل) لكل الشعوب المستضعفة بأنه ماعاد في عالم اليوم (قطب دولي) واحد يمسك (ببوصلة) السياسة الدولية يوجهها إلي حيث يشاء من إتجاهات لفرض (السيطرة والإستعباد)، فهذا يعني أن روسيا فرضت (التوازن الدولي)، وجعلت (ميزان القوى) العالمية متساوٍ (لارجحان) فيه لصالح قوة دون الأخرى..!!
*وتبقي الآن الكرة في ملعب القيادة السودانية لبناء (شراكة واسعة) مع روسيا تشمل كل تعاون ممكن، وأن تأتي الخطوة (فورية)، فالفرصة الذهبية متاحة الأن ويجب (قطفها) بلا تلكؤ وبلا حسابات (محاذرة) اضاعت علينا من قبل الكثير من الفرص الذهبية..فالعلاقات مع روسيا (حق) من حقوق السودان في إطار التعاون بين الدول ولا(ينتقص) من أي تعاون مع دول أخري، فالعالم فضاء مفتوح لتبادل (المنافع) المختلفة وتحقيق التعايش (السلمي) ورفاهية الشعوب بين مجاميعها المختلفة…وروسيا تستحق بعد هذا الموقف (التأريخي المساند) للسودان، أن (تتسع دائرة) مصالحها مع السودان، بما يساهم في نهضته ومن ثم استعادة حضوره الدولي والإقليمي المؤثر بمالديه من مقومات هذا الحضور..!!
السودان وطن وشعب ولاتستطيع أي قوة استعمارية أن تنال منه مهما تلونت بألوان الحرباء… وأما بريطانيا إن كانت تظن أنها يمكن ان تصادر إرادة شعبنا فعليها أن تعيد (قراءة حسباتها) ألف مرة..علها تدرك (إستحالة) تحقيق نواياها الاستعمارية تجاه السودان..أو لعلها تفهم أن مواقفها تلك تعني (غروب شمس) إمبراطوريتها في عالم اليوم الذي ترفض شعوبه (ردة العالم) نحو الإستعمار البغيض كما تحاول الآن مع السودان، فما حدث في مجلس الأمن الدولي وانعكاسات والفيتو الروسي (المزلزل)، كفيل بأن ينقل لبريد بريطانيا (رسالة مهمة) هي في حاجة (للاستفادة) من فحواها ومضامينها الأهم..!!
سنكتب ونكتب…!!!