تولدت ثورات الربيع العربي من رحم (إرادة الشعوب) والتي هي من إرادة الله جل وعلا، فلا مشيئة لأحد خارج مشيئة الله، لكن ما كانت (القوى الاستعمارية) المتربصة بالأمة العربية والإسلامية، لترضي لها أن تحكم بإرادتها، فكان أن عمدت إلي (إفراغ) هذه الثورات من مضمونها الحقيقي، فاطلقت عليها مسمى (الفوضى الخلاقة)، والثورات لم تكن كذلك، بل أن قوى الاستكبار هي (صانعة الفوضى) فقد (سعرًت) الخلافات داخل بلدان الربيع العربي بين الاحزاب والجماعات، لأجل هدف واحد وهو أن (تزهد) الشعوب في الثورات ويصيبها (الإحباط) فتشيح بوجهها عن دعمها، ثم جرفها (الحنين) لماضيها الذي اسقطته، وبالفعل أصبح الربيع العربي (وبالاً) علي الشعوب والبلدان التي وقعت في (فخ الفوضى) وأصبحت عرض (للتشتت والتقسيم) والأمثلة واضحة في ليبيا واليمن وتونس والعراق، ماعدا مصر والسودان اللذان (تحاشا) هذا المصير الأسود بفعل (قوة) الجيشين في البلدين..!!
*ثورة سوريا التي أسقطت (الطاغية الأسد)، تنتظرها ذات المؤامرة التي تمشي تحت لافتة الفوضي الخلاقة، وللأسف فإن بعض (نخب المسلمين) العرب، بدأوا في تعاطي (تحليلات وهمية) من شاكلة أن سقوط الاسد جاء نتيجة (صفقة) بين قوي دولية وإقليمية من بينها أمريكا وإسرائيل وروسيا، وأن طلائع الثورة من (الدواعش) وغيرها من أوهام هنا وهناك، وكلها (حسابات بشرية) نسي من يطلقونها أن إرادة الله هي (الغالبة)، فإن كان الثوار السوريين أنفسهم رفضوا أن (ينسبوا) النصر (لأنفسهم)، وقالوا أنه من عند الله، فمابال المحللون الواهمون يحاولون أن ينسبوه لقوي دولية وإقليمية..؟!! أم أن هؤلاء يريدون أن (يهدوا) للقوى الإستعمارية من حيث يدرون ولايدرون، (خريطة طريق) لإحكام قبضتها علي سوريا..؟!!
وعي الشعب السوري و(قواه الحية) التي وصلت به للنصر، ستخرج بالتغيير إلي (بر الأمان)، وستحول (جراحات) الماضي الأسدي، إلى وفاق وطني شامل يتجه به الجميع لإعادة تشكيل سوريا في (وجهتها) العربية والإسلامية المؤثرة، وإستعادة دورها الرائد في المنطقة، بعد هذه (الغربة الطويلة) التي امتدت لأكثر من نصف قرن… فيا(مدمني) التحليلات الوهمية، أتركوا للشعب السوري وطليعته ليقرروا مستقبل بلدهم بأنفسهم، فهذه الأوهام ستخلق البيئة المناسبة للقوي الاستعمارية (لتصطاد) في الماء العكر، وتذكروا أن مشيئة الله هي (النافذة)، وليس نتنياهو ولا ترمب ولا غيرهما…حفظ الله سوريا وجنبها الفتن ماظهر منها ومابطن..!!
سنكتب ونكتب…!!!