لا أخفي فجيعتي في ما أطلقه الشيخ عبد الحي يوسف من حديث، لاأجد له تبريراً مهما كان في هذا الظرف الوطني (الحرج) والجيش يخوض معركة الكرامة ضد مليشيا (تهلك) الحرث والنسل وترتكب (أبشع) الجرائم ضد شعب السودان شرقاً وغرباً ووسطاً وشمالاً وجنوباً..فإن تشارك معه مقاتلون إسلاميون أو غيرهم في قتال شراذم التمرد، فلايخصم ذلك أو يقلل من (دوره الأعظم) في القتال، بل فات علي الشيخ عبد الحي أن يتذكر أن الجيش هو المدرسة (الأم العريقة) التي تخرجت منها كل القوي الأخري المسلحة المساعدة له سابقاً ولاحقاً بالتدريب منه والتسليح والتخطيط للعمليات العسكرية، وحتي ماحققه (الدعم الصريع) من نجاحات ضد التمرد في دارفور كانت (بتخطيط) الجيش وماحققه (الدفاع الشعبي) في حرب الجنوب كان من تخطيط الجيش وله في الأمن والمخابرات (اليد الطولي)..فأينما وليت وجهك وجدت الجيش، رأس الرمح في (حفظ وصون) سيادة الوطن و(حماية) الشعب، وفي الثورات الشعبية (الرقم الحاسم) في نجاحها وحمايتها..والإنقلابات ظلت إنقاذا للوطن من سيولة الديمقراطيات..!!
(٢)
*أجزم أن الكثرة الغالبة من المحبين والمتابعين للشيخ عبد الحي، صعب عليهم (هضم) حديثه حتي إن كان (رأياً خاصاً) به وحده، بل هم كانوا يظنون أن مواقفه (المناصرة) للدين وإرادة الشعب وأطروحاته في (الفقه) والتوعية الإسلامية، وماحظي به من (تعاطف واسع) وهو مستهدف من قبل (العلمانيين واليساريين) وأذنابهم ومالحقه منهم من تذي وشتائم ومحاولات (للتقليل) من أدواره المشهودة، كانوا ينتظرون أن تكون (عاصمة) له من الخوض في آراء شخصية (قاتلة ومدمرة) كالتي خرج بها علي الناس..حتي بدأ وكأنه كمن (ينقض غزله) من بعد قوة (أنكاثا) أو كمن يفطر عن صوم (عمداً) في رمضان بلا عذر شرعي أو كمن (زُلت قدمه) بعد ثبوتها..فالوقت وقت (مناصرة) لجيش الوطن و (لحمة) باهرة بينه وبين الشعب وهو يري (تضحيات) الضباط والجنود في كل المعارك فيسقط منهم (الشهداء والجرحي) ووجهم (مغبرة)، وسهر وتعب (عظيمين) و(بُعد) عن الاسر والابناء والبنات، وهم (ممسكون) بالكلاشات بالرشاشات والهاونات والمدفعية والصواريخ ثم في موقع (نسور جو) الكاسرة المرعبة للتمرد..!!
(٣)
ألا يري الشيخ عبد الحي كل ذلك وهل كان بإمكان (الإسلاميين والمجاهدين) او غيرهم أن يحققوا كل هذه الأنتصارات في كل الميادين، وحدهم لولا (حرفية وخبرة) الجيش..ثم ألا يري الشيخ عبدالحي كبار ضباط الجيش وهم يتقدمون الصفوف في القتال..؟! هل نسيت (الشهداء) أيوب وياسر فضل الله وغيرهم، أم لم تتذكر آدم هارون ونصر الدين وبحر وأبطال المشتركة و(صناديد) الأمن والمخابرات و(الفرسان) الآخرين من الضباط والجنود..؟!! أم أن الشيخ عبدالحي (نسي) اسود معركة الكرامة من قيادات الجيش الممثلون في البرهان والعطا والكباشي وجابر وبقية غرفة القيادة..؟!! ثم ليتك ياشيخنا تتذكر (العهود) التي (قطعها) البرهان مع الشعب أن يجده في كل المواقف التي (تشرفه)، وان (يستأصل) شأفة التمرد وألا (حوار) القحاتة والعملاء وكل من يدعم التمرد..ألا تكفيه كل هذه (المواقف الحية) ليجد (التوقير) والتقدير والمساندة..؟!!…ألا يري الشيخ عبدالحي هذا (الإلتفاف الشعبي) حول البرهان وقناعته بشجاعته وصدقه وإخلاصه وإقدامه و(وفائه) لوطنه وشعبه ودينه..؟!!
(٤)
*من حسنات معركة الكرامة أنها تجاوزت بالشعب من حالة (التشتت الحزبي) إلي (التوحد القومي)، وترسيخها (القناعة التامة) في نفوس الشعب بأن الجيش هو (ثروته القومية) وحصنه المتين و(ركيزة) أمنه وسلامة، وهو (الملجأ) وقت الحارة…والإسلاميون أنفسهم (يفتخرون) بجيشهم ويدعمونه و(يساندونه) في القتال عن (ولاء ومحبة) وليس عن (نفاق) ولا طمع في (مكسب) ولا سلطة بل (تعضيداً) لخيارات وإرادة الأمة ودينها وعزتها وكرامتها وكل هذه القيم لن تبقي وترسخ بدون (السند) من جيشنا الفتي…ليتك ياشيخنا عبد الحي انصرفت (للدعوة) ونصرة الحق ومساندة الجيش فالمقام مقام (حرب مقدسة) وليس مقام (آراء شخصية)..فهذا الوطن إما أن يكون أولا يكون وسيكون ويبقي ويصعد بإذن الله تعالي وحوله وقوته و(إلتفاف) شعبه بجيشه الموحد (القومي) بلا بطاقات حزبية..!!
سنكتب ونكتب…!!!