الرئيسية » المقالات » البعد – الاخر[مصعب بريــر] هل فشلت تدخلات الصحة الاتحادية فى كبح جماح انتشار الأوبئة بالسودان ..؟!

البعد – الاخر[مصعب بريــر] هل فشلت تدخلات الصحة الاتحادية فى كبح جماح انتشار الأوبئة بالسودان ..؟!

مصعب برير3

اطلعت بحسرة و حيرة على تقرير الأمراض الوبائية بالبلاد لحمى الضنك، الإسهال المائي الحاد الكوليرا، و الحصبة، في الفترة من 15 ابريل وحتى 20 أكتوبر 2023م، والذى نشرته وزارة الصحة الاتحادية يوم الاحد 22 أكتوبر 2023م، وجاء فيه
حمى الضنك: جملة الحالات التي تم تبليغها من جميع الولايات (3414) حالة وبلغ عدد الوفيات فيها (38) حالة وفاة .. حيث تم تسجيل حالات حمى الضنك في (9) ولايات هي (القضارف 2231 حالة، الجزيرة 145حالة ، جنوب كردفان 34 حالة ، شمال كردفان 490 حالة، كسلا 206 حالة، البحر الأحمر 17حالة، النيل الازرق 1 حالة، غرب كردفان 4 حالات، شمال دارفور 286 حالة)، (9) ولايات هذا العام مقارنة بـ (13) ولاية في العام السابق …
الإسهال المائي الحاد (الكوليرا): جملة الحالات التي تم تبليغها (1617) حالة اشتباه منها (64) حالة وفاة .. و تم تسجيل حالات الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) في (4) ولايات هى: (القضارف 744 حالة، الخرطوم 256 حالة، الجزيرة 217 حالة، جنوب كردفان 400 حالة)
الحصبة: بلغت جملة الحالات التي تم تبليغها (4166) حالة إصابة بالحصبة منها (101) وفاة .. حيث سجلت (11) ولاية (القضارف 59حالة، الخرطوم 8حالة، الجزيرة 212حالة، كسلا 290حالة، البحر الأحمر 87حالة، النيل الأبيض 3095حالة، النيل الازرق 270 حالة، غرب كردفان 1حالة، نهر النيل 37 حالة، شمال دارفور 104حالة، سنار 3 حالة) .. انتهى
على الرغم من عدم شمول التقرير لموقف الاصابة والوفيات بسبب الملاريا، إلا ان هذه الأرقام الكبيرة في نسبة الإصابات والوفيات مقرونا مع تمدد انتشار الاوبئة لتصل لـ (11)

كما أوضح التقرير في وباء الحصبة الذي أصاب (4166)طفل، وادى لوفاة (101)طفل في انتكاسة تاريخية للبرنامج القومي للتحصين الموسع، وهو دليل قاطع على تخبط خطة احتواء الأوبئة التي يجرى تنفيذها حاليا ..
 فقد رصدت جمعية تعزيز الصحة السودانية تجاوزات فنية قاتلة لبرنامج مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك، من حيث الوسائل والتطبيق، بالأمس مثلا على الرغم من الأمطار والهواء إلا ان عمليات الرش بالماكينات الرزازية بأحد أحياء مدينة القضارف ظلت عاملة في هدر واضح للموارد، او انعدام واضح للأشراف، كما تلاحظ عدم التزام سائقي سيارات الرش الرزازى بالسرعة الموصي بها والتي يجب أن لا تتجاوز (20) كيلومتر في الساعة، وعدم التقيد بمسارات التغطية الضامنة لشمول وصول الجرعات الفعالة للحشرة المستهدفة، تجيب على أسئلة أسباب فشل هذه التدخلات في انهاء انتشار الوباء رغم تكرار التغطية والحملات، بل و تستوجب التحقيق و المحاسبة ..
بعد أخير :
خلاصة القول، يجب مراجعة فعالية التدخلات المبذولة حاليا حتى لا يتم هدر الموارد الشحيحة دون جدوى، وسبق ان طالب خبراء جمعية تعزيز الصحة السودانية بضرورة نشر قراءات كثافات البعوض قبل وبعد حملات الرش الصحي المنفذة، باعتبارها المؤشر الوحيد الفعال لتقييم كفاءة الحملات، ويبقى السؤال هل تم إجراء المسوحات الحشرية للبعوض المستهدف قبل وبعد حملات الرش التي نفذت ؟!

وأخيرا، هل تمتلك وزارة الصحة وفريقها الصحي الافتراضي أي مؤشرات قياس أخرى لتقييم اثر التدخلات المعلنة بخلاف حالات الإصابة والوفيات ؟! وحتى متى سيستمر انتشار هذه الأوبئة المركبة ؟! والى أي مدى ستصل حتى يتم السيطرة عليها ؟! .. وسنواصل ان كان بالعمر بقية بمشيئة الله تعالى
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين