الرئيسية » المقالات » البعد – الاخر[مصعب بريــر] هكذا يودع العظماء الحياة .. غابرييل غارسيا ..!

البعد – الاخر[مصعب بريــر] هكذا يودع العظماء الحياة .. غابرييل غارسيا ..!  

مصعب برير3

راسلني الاعلامى المعتق صديقى الغالى الأستاذ الشاذلى عبدالقادر كعادته باحدى الدرر الروائية التى يتحفنى بها فجر الجمعة، تحفة اليوم اجبرتنى روعتها ان استأذنه بمشاركتها معكم اليوم تأملوها رجاءا ..
اعتزل الروائي الشهير، غابرييل غارسيا ماركيز، الحياة العامة لأسباب صحية بسبب معاناته من مرض خبيث ..
و من على فراش المرض أرسل رسالة وداع فريدة إلى أصدقائه، لقد انتشرت تلك الرسالة بسرعة ، وذلك بفضل الأنترنت …
فوصلت إلى ملايين الأصدقاء والمحبين عبر العالم .. هذا النص القصير الذي كتبه ألمع كتاب أمريكا اللاتينية، مؤثر جداً وغني بالعبر والدروس .. تنص الرسالة :
لو شاء الله أن ينسى إنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله ..
 سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه ..
سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور ..
سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام ..
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة واستلقي على الأرض عاري الروح ..
سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق ..
للطفل سوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده ..
وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان ..
لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر .. تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن تسلقه ..
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد ..
تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف ..
تعلمت منكم أشياء كثيرة .. لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة ..
قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه ..
لزوجتي : لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ وتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك ..
لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت “أحبك” و لتجاهلت، بخجل، انك تعرفين ذلك ..
هناك دوماً يوم الغد، و الحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ و هذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبكم، وأنني لن أنساكم أبداً ..
لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب و لا للمسن .. ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم .. فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي و لابد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق ، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً .. كي ترسل لهم أمنية أخيرة ..
حافظ بقربك على من تحب، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم و اعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل : أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها ..

لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الله القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهن لأصدقائك وأحبائك كم هم مهمون لديك .. انتهى
بعد أخير :
خلاصة القول، هل تأملت حياتك بهدوء رغم الضنك، المحن والاحن، ما هو هدفك الذى تحقق ؟! ماذا تريد ان تترك من أثر بعد ذهابك ؟!، وأخيرا، انت من يجعل حياتك وحياة من حولك سعيدة أو تعبسه، فكن منحازا للإيجابية والتفاؤل والثقة بالله ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين