في الملتقى التنويري حول عمليات الاستجابة الإنسانية في وضع الطوارئ الراهن، الذي عقد الخميس (7 ديسمبر 2023م)، بفندق كورال ببورتسودان، أشاد وزير الصحة الاتحادي المكلف، د. هيثم محمد إبراهيم، بتكاتف جميع مكونات الشعب السوداني والدور الحكومي الواضح الذى مكن السودان تقبل الصدمة، رغم أن الحرب أثرت على حياة الانسان السوداني ..
أشار هيثم إلى تأثر أكثر من 42 مليون مواطن، لافتا إلى أن الحرب أثرت على النظام الصحي بالبلاد، موضحا أن الجميع كان يتوقع ان ينهار السودان بعد تمرد قوات الدعم السريع، ولكن رغم الظروف التي تمر بها البلاد تحركت الوزارات بالموارد المتاحة وتم تفعيل دولاب العمل، مضيفا أن الاستخدام الأمثل للموارد الموجودة بالبلاد ساعدت في التصدي للصدمة ..
ولفت الوزير، إلى أن الملتقى سيناقش عدداً من أوراق العمل التي تركز على السياسات والأولويات لعمليات الاستجابة الإنسانية في السودان، و من ضمن الأوراق التي تم تقديمها ورقة تحت عنوان الاستجابة للطوارئ الصحية و أولويات الاستجابة و إعادة بناء النظام الصحي في السودان، بالإضافة إلى خطة الوزارة للعام 2024م – 2025م، وحددت الورقة المشاريع ذات الأولوية (الاستجابة، تقوية النظام اللا مركزي، إعادة البناء والتأهيل) .. نكتفي
ومن أجواء الفنادق واحتفائيات التنظير الوثير، يبدو ان قادة نظامنا الصحي قد تنفسوا الصعداء الان، وهو امر محمود، رغم ان تكرار المكرر لإنجاز مطلوب منفذ المانحين كان أولى به قطاع عريض من قادة وخبراء النظام الصحي الذين رمى بهم حظهم العاثر في الرصيف بأمر خطة الصحة الافتراضية لطوارئ الحرب، فقط لأنهم لم يكونوا من أهل الحظوة والقبول من شلة أصدقاء خطة الصحة الافتراضية ..
أما خطة تقوية النظام الصحي اللا مركزي أو المحلى، فيمكن تشبيه القائمين على أمره الآن بالذي قيدت كلتا يديه والقى به في بحر لجى وقبل له إياك ثم إياك ان تبتل، فمكاتب الصحة بالمحليات تركت لترهات قادة الأجهزة الجبائية، و وصل بها البؤس ان يتم ختم الكرت الصحي بختم إدارة الجباية ببعض المحليات و الوحدات الإدارية التابعة لها الان، فالأمر في نظر هؤلاء الموتورين لا تعدو فائدته سوى كونه احد اليات زيادة حافز التحصيل و #بس ..
بعد أخير :
خلاصة القول، لن ينصلح حال النظام الصحي اللا مركزي بسياسات إطفاء الحرائق المرتبطة بمحاربة الأوبئة كما نرى الان، و في ظل هذا التوجه البائس لن نحلم بتنفيذ منهج إدماج الصحة في كل السياسات التي تهدف لتحقيق استدامة تعزيز الصحة، بل نتوقع ظهور مزيد من الأجسام الطفيلية التي تدعى حماية صحة المواطن المغلوب على أمره في ظاهرها وفى باطنها الجبايات وفرض الرسوم الجزافية ..
وأخيرا، ما هكذا يتم التخطيط لإعادة بناء النظام الصحي يا هؤلاء …
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين