الرئيسية » المقالات » البعد – الاخر[مصعب بريــر] ضنك القضارف (1) ..!

البعد – الاخر[مصعب بريــر] ضنك القضارف (1) ..!

مصعب برير3


 كرد فيما يبدو على مقالنا بعنوان “هل فشلت تدخلات الصحة الاتحادية في كبح جماح انتشار الأوبئة بالسودان ..؟!، المنشور عبر #البعد_الاخر بتاريخ (24 أكتوبر 2023م)، اطلعنا على تعميم صحفي صادر من إدارة صحة البيئة ومكافحة نواقل الامراض بالقضارف تحت عنوان (تواصل التدخلات الصحية للقضاء على الإسهالات المائية والضنك بالقضارف)، وهو امر محمود سنعيد نشره عملا بحق الرد الذى نحرص عليه ..
أكد الأستاذ محمد أبكر داوود  اختصاصي الحشرات الطبية ومكافحة نواقل الأمراض، مدير إدارة صحة البيئة بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف، استمرار وتواصل التدخلات لمكافحة حمى الضنك والإسهالات المائية عبر عدة محاور، مؤكداً مساهمة التدخلات التي تمت في تقليل كثافة الباعوض الناقل بصورة كبيرة ..
في تصريح صحفي إلى استمرار التدخلات بذات النهج والوتيرة خلال العام الجاري والدخول لخريف خالي من الضنك خلال العام القادم والقضاء على كثافة الناقل نهائياً ..
وأوضح محمد، أن التدخلات الجارية الآن تشمل أربعة محاور رئيسية للقضاء على ناقل الضنك تشمل محور تعزيز الصحة، مكافحة البعوض داخل المنازل عبر الزائرات المنزليات والرش بالطلمبات المحمولة على الكتف إلي جانب الرش خارج المنازل الذي يستهدف الأطوار المائية بالإضافة إلى الطلمبات المحمولة على العربات مناشدا المواطنين بالتعاون ومساعدة أتيام الرش ..
 وأبان محمد، أن إدارته نفذت عددا من الأنشطة لمكافحة الاسهالات المائية عبر إلزام أصحاب الآبار بكلورتها بالإضافة إلى قفل الأسواق التي تستهدف أماكن تداول الأطعمة والمشروبات ..
 وحذر من مغبة استفحال وانتشار الكوليرا ودعا الشركاء لتقديم أنشطة قوية لمكافحة المرض خصوصاً مع توقع زيادة في الحالات والانتشار، مشيراً إلى أن الدعم الذي تم تقديمه حتى الآن من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف يعتبر ضعيف ..
 وناشد المواطنين بالاهتمام بالسلوكيات التي تساعد في الوقاية من الكوليرا عبر غسل الأيدي بالماء والصابون وعدم شرب الماء غير المكلور وتناول الطعام غير المأمون لوصول لولاية خالية من الاسهالات المائية .. انتهى
 من المعلوم ان حكومة ولاية القضارف وبإشراف مباشر من السيد/ الوالي، بذلت مجهودات عظيمة ولا زالت لتوفير معينات التصدي لهذه الأوبئة وسنفرد مساحة لها تفصيلا لاحقا، ولكن من حق الرأي العام مراقبة و تقييم أداء الدولة، خاصة فى فترات الأوبئة القاتلة التي نعايشها الان، سنفرد هذه السلسلة مساحة لتحليل البيان الصحفي إعلان باعتباره أول وثيقة رسمية تصدر من هذه الجهة المختصة ..
 بدا لم يجاوب هذا البيان الإنشائي على سؤالنا المهم جدا لتقييم التدخلات الأربعة التي تم إعلانها عبره، ما هي كثافات البعوض الناقل للضنك قبل وبعد الحملات الثلاثة التي تم تنفيذها بالولاية ؟!، فالإعلان عن التدخلات التي تمت نجحت في تقليل كثافة الباعوض الناقل بصورة كبيرة كما جاء في البيان، في تقديري رد غير علمي وغير كاف لتقييم فعالية التدخلات التي تمت ..
بعيدا عن الانفعالات وردود الأفعال التي تصلح ميادين الصراع السياسي، فإن وعد السيد المدير بأن هذه التدخلات تهدف لضمان الدخول لخريف خالي من الضنك خلال العام القادم والقضاء على كثافة الناقل نهائياً تكذبه قرائن الواقع الراهن، فإن ولاية القضارف لوحدها بلغت عن (2231)حالة من جملة (3414)حالة بجميع ولايات السودان التي انتشر بها الوباء، فمواطنكم الذى تعدونه الجنة العام القادم تحمل أكثر من 71% من الإصابات هذا العام، وله الحق ان يتساءل لماذا ؟!
بعد أخير :
خلاصة القول، لن تنفع الوعود في مكافحة الأوبئة، فضنك القضارف لم ينجو منه أي منزل الان، الكل دفع الثمن غاليا، عليه على الجهات المعنية توسيع صدرها لتقبل النقد الإيجابي حتى تتحسن التدخلات التي يبدو انها فاشلة حتى الآن فى السيطرة على انتشار وباء الضنك بأرقام تقارير وزارة الصحة الاتحادية المنشورة، وهو أمر يستدعي المراجعة والإشراف العاجل على جودة تدخلات مكافحة الناقل، فإن كانت ناجحة لتوقف الانتشار الان، وهو امر سيكون بعيد المنال إن لم يتم إعادة تقييم التدخلات التي يجرى تنفيذها حاليا، وأخيرا، بعيدا عن حساسيات المهنية وغيرها، فإن المواطن البسيط يطالب الآن بالإجابة على سؤال محدد، متى سيتم السيطرة على انتشار وباء الضنك ؟! أما الكوليرا وغيرها فيبدو ان امر السيطرة عليها بعيد المنال بشهادة هذا البيان أيضا، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين