أتتني دعوة كريمة من الإداري المعتق سنوسى سليمان، الالتحاق بمنظمة سقيا السودان، فأجبت لأن عمل الخير اصطفاء لا يتكرر، لفت نظري أول بوست اطلع عليه بعد انضمامي لاحد قروبات السقيا هو (منظمة سقيا السودان تقوم في الشهر الثاني علي التوالي بتحفيز عمال محطات هيئة مياه ولاية الخرطوم، معاونة لهم علي مجهوداتهم في هذه الظروف الصعبة)، سأفرد مساحة أوسع لعكس جهود هذه المنظمة العظيمة بمشيئة الله تعالى ..
اخي والى ولاية الخرطوم، لن يزايد الا مكابر على جهودكم التي سجلها التاريخ خلال حرب أبريل اللعينة، لقناعتي التامة بحكمتكم وقوة الشكيمة التي تميز عطائكم، اسمحوا لي اليوم ان اضع امامكم ملف بطعم مختلف، فجنود هيئة مياه ولاية الخرطوم ظلوا مرابطين بصبر وجلد لضمان إمداد مائي لما تبقى من سكان ولاية الخرطوم المغلوب على امرهم، محطات مياه جبل أولياء، سوبا، توتي، الصالحة، أم كتي، القماير، المنارة، النية، شمال بحري والشجرة بالإضافة لعدد كبير جدا من الآبار داخل الأحياء يتجاوز الخمسَمائة بئر ظلت عاملة طوال فترة هذه الحرب اللعينة بفضل جهود هؤلاء الرجال ..
كانت فاتورة مرابطتهم قاسية، فقد زفوا ثلاثة شهداء منذ قيام الحرب، نسأل الله لهم القبول، كما قدموا عدد كبير من الجرحى والمصابين في المحطات، كمحطة الشجرة، النية، شمال بحري، محطة بحري الرئيسية والمناره، نسأل الله لهم الشفاء العاجل، كما تم اعتقال بعض مهندسي وعمال الهيئة من قبل التمرد، و قصف محطة مياه المنارة بعدد (١١) دانه، و رغم ذلك واصل عمال المنارة العمل بعد يوم واحد من القصف ..
رغم كل هذه التضحيات العظيمة الباهظة الثمن، ظل العاملين بهيئة مياه ولاية الخرطوم كشجرة الصندل تعطر فأس قاطعها، ايمانا منهم بعظم المسؤولية، واهمية الخدمة التى يقدمونها فى ظل ظروف الحرب القاسية، فكان سفرا خالدا بالعطاء ممهورا بالتضحيات المضمخة بالدماء الطاهرة ..
أخي الوالي، العاملين بهيئة مياه ولاية الخرطوم، يعملون الان في ظروف قاسيه، تأتيهم بعض الإعانات من الجيش في شكل مواد عينيه، أو من بعض المنظمات كمنظمة السقيا أو ما يجود به الخيرين من ابناء السودان العظيم، بعضهم لم يعودوا لأسرهم طيلة هذه الحرب كالعاملين في محطة سوبا ..
اخى الوالي، هل تعلم بأن هؤلاء الفرسان المعطاؤون لم يصرفوا حتى الآن سوى (٣٥٪) من مرتب أبريل، ومرتب مايو بدون علاوات .. لماذا لا يعامل عمال المويه كما يعامل عمال الكهرباء الذين صرفوا مرتباتهم حتى شهر أكتوبر ؟! .. و لثقتنا التامة في حسن تدبيركم أخي الوالى، ونرفع لكم اليوم هذه القضية التي تستحق العناية الفائقة اليوم قبل الغد ..
بعد أخير :
خلاصة القول، إن الجهود التي تبذلها الحكومة للإيفاء بمرتبات العاملين في ظل الحرب تشكل تحدي كبير بدأت بشريات حله تتحرك للأمام بوتيرة مقدرة، ونثق في قدرة الدولة على الإيفاء بالتزاماتها رغم التحديات الماثلة، و لكننا نرى ضرورة سد ثغرات الأولويات لبعض الفئات العمالية الخاصة، والعاملين في هيئة مياه ولاية الخرطوم، أخيرا، نحث جميع المنظمات الوطنية والدولية ومبادرات العون الإنساني والخيرين بمد يد العون والمساعدة لهؤلاء الجنود المجهولين ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين