الرئيسية » المقالات » أهداف[نعمات النعيم]:المرأة في عيدها:نرفع القبعات وننحني

أهداف[نعمات النعيم]:المرأة في عيدها:نرفع القبعات وننحني

النعيم

نعمات النعيم
يتقلب العالم ويتأرجح بين كفتي الصراع بين الخير والشر ،الحرب والسلم ،القوي والضعيف ،قوة المادة وضعف الإرادة وهناك قوي خفية تحرك المشهد.نظل نتصارع ونتشاكس ونمارس العنف بكل لغاته وأسالبيه الممنوعة والمسموح بها ولا ادري من يعطي الأوامر بالتدمير والهلاك..هكذا جبل الإنسان على ظلم أخيه لأجل البقاء.
.صراع الجبابرة المحموم والمسموم مازال مستمرا بين من أطلق على نفسه حلف كذا وتجمع كذا .ونحن نتفرج علي المشهد في مسرح الحياة مسرحية ابطالها وهميون نعم وهميون .كلنا يعيش وهم السلطة والسطوة و البريق الزائف.وشعوبنا يقتلها الفقر والجوع والمرض والجهل .وهناك الآلة الحربية التي تفوقت وتقدمت على خيال المبدع الفنان لتقتل وتدمر في مشارق الأرض ومغاربها …يتكرر المشهد كل يوم في دول المقدمة او المتقدمة كما يحلو لنا جميعآ أن نطلق هكذا مسميات يعلو صوت الآلة لتسجل وتقتل الإنسان …لكنها لا تقتل قيمه ومثله وأخلاقه.من يسقط اليوم في ميدان المعركة في غير معترك قادر ان يقف غدآ ليقود ركب الأمم .
تتباين وتتنوع أسباب ودوافع الطغاة في كل العالم ولكن الهدف واحد ،الصراع من أجل البقاء .صراع القوي يأكل الضعيف.هكذا لغة العالم الواحدة رغم تعدد الألسن لكنه الصراع لأجل الديمومة والبقاء.لم ولن تسلم من هذا الصراع كبرى الأندية الرياضية مثلما تتصارع الكتل السياسية الوهمية للفوز بمقاعد زائلة .وحتي الأسر لن تسلم من هكذا صراعات بين مؤيد للفريق كذا والفريق كذا ،وبين منتمي لحزب تقدم به العمر أكل الدهر عليه وشرب وحزب ناشئ أتت به ظروف الحرب اللعينة يبحث عن موطئ قدم في شارع السياسة غير المعبد بالأسفلت أو المفروش بالورود.
لعل الصراعات داخل الأسر وأن تباينت مسبباتها ودوافعها مقدور عليها ،هناك من بيده مقاليد السلطة وربان السفينة وقائد الركب وحامي العرين يستطيع ان يحسم فوضى خلافات طبيعية .هكذا بني البشر لا يتوافقون على أمر واحد .كثير من الصراعات داخل الأسر تحسمها كلمة واحدة من سيدة الموفق وتنهي جدلا بيزنطيا لايسمن ولا يغني من جوع. كلمة من امرأة نالت شرف أنها تخرج للدنيا كل هؤلاء الذين يتصارعون من أجل البقاء.وهي التي أنجبت فئة أخرى تحمل أدوات البناء لا الهدم …هي المرأة التي تكابد في الحياة لأجل أن يعيش أبناؤها ..هي الأم …الحبيبة….الزوجة …الابنة…الأخت.
وكل المعاني الفاضلة لا نستطيع ان يعدد أدوارها على المستوى الشخصي أو العام …تجدها حضورا في أدق تفاصيل حياتنا سندآ وعضدآ عند الملمات …الأفراح والأتراح…..وحتى من يفشل في إدارة عمله تجده يلجأ لها مشورة وفكرآ ثاقبآ ناصحة مؤيدة داعمة …قوية تسند أخاها وزوجها وإبنها …عندها السقوط والفشل لا يعني نهاية المطاف …عندها الفشل يعني إستراحة محارب لتبدأ مشوار جديد بقوة وصلابة..
التحية لكل نساء بلادي وللمرأة في مشارق الأرض ومغاربها والعالم يتذكرها اليوم في عيدها .الثامن من مارس عيد المرأة كما درجت كل شعوب العالم ان تحتفل به رغم القصف الجوي وصوت المدافع وماتخلفه من لجوء وتشرد في ارجاء المعمورة .نحن نحتفل كل يوم بالمرأة التي تمثلنا على أعلى المستويات في الدولة داخل البرلمانات والوزارات والتي نال السودان شرف التقدم على بقية الدول في محيطه العربي والأفريقي.المرأة التي تتقدم الصفوف داخل المؤسسات جديرة بالاحترام والاحتفال بها .
دعوتنا لكل نساء بلادي أن يواصلن تقدم الصفوف وركب الأمم.دعونا نتخطى حاجز الخوف والرهبة داخل كل إمراة طاقة جبارة هي الطبيبة والمهندسة والقاضية لا نقل ضربة قاضية لكنها تحكم بالعدل ،وهي المحامية تدافع عن حقوق الرجل قبل المرأة ،وهي الكاتبة المدافعة عن حقوق الجميع تسلط الضوء على المسكوت عنه…وهي المعلمة التي تخرج كل الأجيال بكل التخصصات …
دعونا نرفع القبعات لنساء بلادي وكل حواء ثقلت عليها أعباء المسئولية في غياب آدم المبرر وغير المبرر. تبادلت معه الأدوار وتبدلت الأحوال.وتظل المرأة هي المرأة راكزة قوية ثابتة فقط تهتز شجرتها لترمي بثمارها على أبنائها وكل من يستظل بظلها.