صحيفة اللحظة:
شهدت ورشة تنظيم وإدارة الوقت نقاشاً على درجة عالية من الشفافية والوضوح وتحديد مواضع الخلل التي تؤدي إلى إهدار الوقت وعدم احترام المواعيد.
وأقيمت الورشة بالتعاون بين ولاية الخرطوم والمنظمة القومية لاحترام الوقت تحت شعار (الوقت هو الحياة) بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لاحترام الوقت الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر من كل عام بمقر امانة الحكومة.
وأبدى والي الخرطوم المُكلف الأستاذ أحمد عثمان حمزة تضامنه مع المنظمة التى تعاني من عدم اهتمام الدولة بأهداف المنظمة ودورها في نشر ثقافة احترام الوقت غير أن حرص الولاية على هذه الورشة جاء من خلال حضور كامل أعضاء حكومة الولاية وقيادات الخدمة المدنية.
ووجه الوالي كل مديري وحدات الولاية بإلزام العاملين بوحداتهم بالحضور والانصراف وفقا للدوام الرسمي وإنجاز معاملات الجمهور في وقتها.
وأضاف علينا أن نلغي عبارة (تعال بكرة) وطالب الوالي مسئولي الولاية بالانضمام لعضوية المنظمة والالتزام بشروطها .
وأعرب الوالي عن أسفه لمغادرة العديد من المستثمرين للبلاد بسبب (عدم التزامنا بالوقت وعدم التزامنا حتى بالمواقيت المنصوص عليها في العقود).
وتعهد الوالي بتحويل توصيات الورشة إلى موجهات لتعضيد قيمة الوقت.
وتحدث بروفيسور علي شمو الرئيس الفخري للمنظمة عن تجربته مع الإذاعة السودانية كنموذج للانضباط واحترام الوقت وقال شمو إن هجرة السودانيين للخليج وقبولهم هناك كانت مبنية على الانضباط، معربا عن أسفه لضياع هذا الإرث والسمعة.
وقطع شمو بأن العاملين في الخدمة تقع عليهم مسئولية الانضباط واحترام الوقت. وعزا عدم الانضباط في الخدمة المدنية إلى عدم الالتزام بالتدرج الوظيفي والمهام والاختصاصات والقوانين واللوائح وقطع شمو بقوله: ” لن نتقدم ما لم نحل مشكلة احترام الوقت “.
فيما تحدث عوض أحمدان المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة رئيس اللجنة المنظمة للورشة عن قيمة الوقت في العقائد وفي أدبيات الشعر والنثر والغناء السوداني.
ودعا المشاركين في الورشة للبحث بعمق عن أسباب تأخر السودانيين عن المواعيد المحددة مسبقاً .
دكتورة جميلة الجميعابي أمينة المرأة بالمنظمة طالبت باعلاء قيمة الوقت لانه ثروة قومية يجب أن نستخدمها لتحقيق التنمية المستدامة .
ورسمت الورقة الرئيسية للورشة التي قدمها المدرب عبدالله همت عن تنظيم وإدارة الوقت واقعا مريرا عن إهدار الوقت وعدم الانضباط وتدني الإنتاج.
وقال مقدم الورقة اذا طبق السودانيون التزامهم بأداء العبادات في مواقيتها على أدائهم في الوظيفة العامة ستنتهي المشكلة غير أنهم ينفقون ٨٠% من وقتهم على الأنشطة الاجتماعية والمجاملات.
وحسب دراسة علمية فإن إنتاجية الموظف العام لا تتعدى ٣ دقائق في اليوم. وأورد مقدم الورقة عدة أسباب لعدم احترام الوقت منها أسباب تتعلق بالموروث الثقافي الريفي البدوي بتحديد المواعيد على شاكلة (بعد الصلاة وبعد الغداء) كذلك من الأسباب أن الآباء والامهات والمعلمين لا يقدمون للصغار نموذجا في الانضباط يقتدي به هؤلاء الصغار.
وصوبت الورقة انتقادات لسلوك وجهاء المجتمع وكبار المسئولين الذين يتعمدون التأخير عن المواعيد كنوع من (البرستيج).بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بضعف الكفاءة وغياب القدوة الإدارية والتدريب واحتكار السلطة ورفض التفويض للصلاحيات.
فيما أدار المسئولون المشاركون في الورشة نقداً ذاتيا عن إهدار الوقت فيما لا ينفع وذهب البعض أن الفوضى وصلت مرحلة لا يجدي معها إلا تطبيق القوانين ووضع إشتراطات صارمة أثناء ساعات الدوام الرسمي ومنع أي أنشطة تعطل دولاب العمل، فيما طالب البعض بتطبيق الانظمة الإلكترونية لإنجاز كل معاملات الجمهور حتى لا يكون المواطن تحت رحمة الموظف.
وقال الأمين العام لحكومة ولاية الخرطوم الأستاذ رابح أحمد حامد الذي رأس جلسة المناقشات والتوصيات بأن التوصيات سترفع لوالي ولاية الخرطوم وأبرزها إصدار قرارات تمنع خروج العاملين أثناء الدوام للمناسبات الاجتماعية واستكمال مطلوبات الحكومة الالكترونية وتطبيق المعايير العالمية للجودة وتكثيف الدورات التدريبية التي تحث على قيمة العمل واستثمار الوقت في ما يفيد.