صحيفة اللحظة:
يبحث مجلس الأمن الدولي، الاثنين، في وفاة ما لا يقل عن 23 مهاجراً إفريقياً خلال محاولة دخول جماعي إلى جيب مليلية الذي يخضع لسلطة إسبانيا الجمعة، في وقت أعلن القضاء المغربي ملاحقة 65 مهاجراً.
وعلى وقع تنديد مفوضية الاتحاد الإفريقي بـ"المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة"، أشادت إسبانيا بـ"تعاون" الرباط في "الدفاع" عن حدودها.
وأعلن سفير كينيا لدى الأمم المتحدة مارتن كيماني، أنه دعا بمبادرة إلى جانب الجابون وغانا الدولتين الافريقيتين الأخريين، مجلس الأمن إلى الانعقاد في جلسة مغلقة لبحث "القمع العنيف للمهاجرين".
وقال كيماني إن الجلسة ستركز على "أعمال العنف المميتة التي واجهها المهاجرون الأفارقة أثناء دخولهم". وأضاف: "المهاجرون هم نفسهم سواء قدموا من إفريقيا أو أوروبا، وهم لا يستحقون أن تتم معاملتهم بوحشية".
من ناحيته، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن المنظمة "تستنكر هذا الحدث المأساوي والخسائر في الأرواح" التي تسببت فيها.
تحقيق مغربي:
وقرّر القضاء المغربي الاثنين، ملاحقة 65 مهاجراً، أغلبيتهم من السودان، أوقفوا بعد محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية الخاضع للسيادة الإسبانية.
ووجهت النيابة العامة بمدينة الناظور (شمال شرق) لـ37 من الموقوفين تهم "الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي" و"العنف ضدّ موظفين عموميين" و"التجمهر المسلّح" و"العصيان"، بحسب ما أوضح محاميهم خالد أمعز لوكالة "فرانس برس".
وأضاف المحامي أنّ الموقوفين الباقين وعددهم 28 مهاجراً سيحاكمون بنفس التّهم، إضافة إلى تهمة "الانضمام لعصابة لتنظيم وتسهيل الهجرة السرية إلى الخارج".
وأوضح أمعز أن أغلبية هؤلاء المهاجرين يتحدّرون من إقليم دارفور بالسودان، في حين يتحدّر الباقون من تشاد ومالي، إضافة إلى مهاجر يمني واحد.
وأضاف أنّ الدفاع التمس ملاحقتهم في حالة إطلاق سراح، غير أنّ النيابة العامة رفضت الاستجابة لهذا الطلب "لانعدام ضمانات حضورهم وخطورة الأفعال المنسوبة إليهم".
وكانت السلطات المغربية أفادت بأن الوفيات نجمت عما وصفته بـ"التدافع وسقوط مهاجرين من فوق سياج مرتفع". وأوضحت أن العشرات أصيبوا إلى جانب عشرات من رجال الأمن المغربي.
ترحيب اسباني:
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل رودريجيز، الاثنين، في مؤتمر صحافي إن "الحكومة تشكر السلطات المغربية على تعاونها في الدفاع عن حدودنا".
وأضافت أن "الحكومة تأسف بشدة للخسارة في الأرواح البشرية"، وحملت مسؤولية الوفيات إلى "المافيا الدولية المتورطة في الاتجار بالبشر"، مكررة بذلك تصريحات أدلت بها حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي الأحد.
ومحاولة الدخول الجماعية إلى مليلية هي الأولى منذ تطبيع العلاقات في مارس الماضي، بين مدريد والرباط بعد نزاع دبلوماسي دام نحو عام. والهدف الرئيسي من هذا التطبيع بالنسبة لمدريد هو ضمان "تعاون" الرباط في التصدي للهجرة غير النظامية.
غضب إفريقي:
والأحد، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد: "أعبر عن مشاعري العميقة وقلقي في وجه المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة الذين كانوا يحاولون عبور حدود دولية بين المغرب وإسبانيا".
وأضاف: "أدعو إلى إجراء تحقيق فوري في هذه القضية وأذكر جميع الدول بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بمعاملة جميع المهاجرين بكرامة ووضع سلامتهم وحقوقهم الإنسانية في المقام الأول، مع الحد من أيّ استخدام مفرط للقوة".
وانضمت إليه نحو 50 منظمة تدافع عن المهاجرين، بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة الإسبانية غير الحكومية "كاميناندو فرونتيراس".
وهذه الحصيلة هي الكبرى على الإطلاق من بين الحصائل المسجلة أثناء المحاولات العديدة التي قام بها مهاجرون لدخول مليلية والجيب المجاور سبتة.
المصدر:الشرق