الخرطوم: اللحظة
كشف مصدر مطلع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن عدد المقاعد الشاغرة في المؤسسات التعليمية الخاصة حتى هذه اللحظة لتخصصات المجالات الطبية والهندسية بلغ 1371 مقعد في التخصصات الطبية والصيدلة والأسنان ، وعدد 5571 في التخصصات الهندسية والأرقام تمثل نسبة عالية كمقاعد متاحة .
وأكد المصدر إن هذه المقاعد الشاغرة ظلت هكذا دون إقبال عليها بسبب عجز وعدم قدرة الطلاب وذويهم لشغلها، لارتفاع تكلفة رسومها الدراسية ، تحديداً في المجالات الطبية بالإضافة لعدم الرغبة وعزوف الطلاب عن الإقبال لدخول كليات الهندسة.
كما أشار المصدر في حديثه ان وزارة التعليم العالي لا يُعرف لها سياسات واضحة نحو دراسة وميول هؤلاء الطلاب، بل تركت الأمر كله لرغباتهم دون التدخل أو إبداء أي توجيهات وإرشادات في كيفية اختيار نوع الدراسة ، مما سبب لها ازعاجاً شديداً وحرجاً في الإيفاء بهذه الرغبات المتزايدة خاصة اصحاب النسب العالية.
والوزارة تعلم حجم المعاناة والنقص الواضح في جميع الكليات الطبية وشح المستشفيات التعليمية المؤهلة ، مؤكداً أنه لابد من وضع إجراءات صارمة في القبول لهذه الكليات مستقبلاً ، وأن تعمل الوزارة مع الجهات ذات الصلة في دراسة مؤشرات الحاجة الحقيقية للكوادر الطبية والهندسية التي تخرجها الجامعات نحو سوق العمل .
وقد ألمح نفس المصدر بأن الجامعات والكليات الخاصة الآن تمثل رافداً حقيقياً لمقاعد التعليم العالي في عملية القبول ، ولكن اذا استمر الحال بهذه الطريقة المتدهورة ستتوقف هذه الجامعات عن ممارسة نشاطها بسبب حالة التضخم المالي المتزايد مع ابتعاد الطلاب عنها لشح وضيق الحال المادي للأسر ، وهو تقاطع قد يحرم المؤسسة والمجتمع من تبادل المنفعة التعليمية بينهما بصورة سليمة. مؤكداً على أهمية تدخل الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي بأن تعمل على وضع استراتيجيات وخطط القبول للأعوام القادمة تُبنى على أرقام حقيقية لها أثرها الواضح وبصورة شاملة لحالة واتجاهات المجتمع السوداني نحو التعليم الجامعي ، تفادياً لأي خلل وتباين شاذ في نسب القبول كما حدث هذا العام .