صحيفة اللحظة:
في اليوم الرابع من الاشتباكات، ضاق الطالب بكلية الآداب، المظفر فاروق، ذرعا من كونه محاصرا وعالقا في جامعة الخرطوم، مع العشرات من زملاءه، منذ بدء الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فاتخذوا قرارا خطيرا.
قرر فاروق، وحوالي 40 طالبا معه، الخروج والعودة إلى مساكنهم، رغم الخطر الكامن خارج مقر الجامعة، واحتمال إصابته برصاصة طائشة، كما حدث مع زميله الطالب بكلية الآداب خالد عبدالمنعم الطقيع، الذي توفي إثر إصابته بطلقة أسفل الصدر.
وقال فاروق لموقع “الحرة”: “نعم خاطرنا بحياتنا بالخروج وسط الاشتباكات، لكن الوضع بالجامعة أيضا خطير، وكنا نعيش طوال الأيام الأربع الماضية في خوف وقلق”.
وأضاف “الجامعة تقع في منتصف (ساحة) المعركة بين طرفي الصراع، لأنها بالقرب من القيادة العامة للجيش حيث الاشتباكات لا تنقطع، فضلا عن انقطاع المياه، لذا فضلت الخروج”.
وعلق العشرات من الطلاب والعمال والأساتذة في جامعة الخرطوم وسط استمرار المعارك وقطع الطرق، ولجأوا إلى مبنى كلية الهندسة، مناشدين منذ أيام من يمكنه إنقاذهم.
وكان المعتاد أن تستغرف رحلة المظفر فاروق بالسيارة إلى منزله، الكائن في شرق الخرطوم، نحو عشر دقائق بالسيارة، لكنه سار الطريق كاملا على قدميه لأكثر من ساعة، خضع فيها لعمليات تفتيش مرتين من قوات الجيش، ومرة من عناصر الدعم السريع.
وقال: “منزلي في شرق الخرطوم وكان علي أن أمضي شرقا من الجامعة مرورا بقوات الجيش ثم مناطق يوجد فيها الدعم السريع لأتمكن من الوصول للبيت”.
وأضاف فاروق لموقع “الحرة”: “كنت وزميل آخر في هذه المغامرة سويا، وهذه الارتكازات كانت تخضعنا للتفيش وتسألنا من أين أتينا وإلى أين نذهب، وكانت عناصر الجيش أكثر لطفا وأرقى في التعامل”، مشيرا إلى أنه رغم الهدنة لساعات كانت الشوارع خالية تماما من المارة.
وقال طالب آخر بكلية الآداب، عمر الفاروق، إنهم اختاروا اللجوء لمبنى كلية الهندسة “لأنه يوجد دور أرضي يحميهم من القصف والشظايا والرصاصات الطائشة”.
ولا يزال عمر الفاروق و40 طالبا وأربعة أساتذة وبعض العمال عالقين في المبنى حتى الآن، على أمل إنقاذهم.
وأضاف: “لم تنفذ عملية إجلاء كما أشاع البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، ما حدث، أن 40 طالبا تحركوا بصورة متفرقة وفردية من الجامعة نظرا للخطورة الشديدة هنا، ووصلوا إلى ارتكازات تابعة للجيش في مناطق متفرقة في الخرطوم بحري وشرق النيل، ولا يزال هنا العشرات من الطلاب”.
وقال: “الجامعة بها طعام، لكن المشكلة أننا نعاني من شح المياه”.
ويكشف الفاروق “هلع” الطلاب العالقين الرافضين للخروج، مشيرا إلى أن شبح الموت يخيم على الطلاب منذ مقتل زميلهم الذي كان يختبئ بالقرب من الجامعة ليوم كامل، وعندما حاول الاحتماء بمبنى كلية الهندسة، عندما سمع عن الهدنة، أصابته رصاصة يوم الأحد فقتلته.
وأضاف: “طلبنا الإسعاف لكن لم يأت أحد لنجدته فمات”، مشيرا إلى أن “الأمر وصل إلى أننا حفرنا له قبرا ودفناه داخل الجامعة”.