صحيفة اللحظة:
امتدت شرارة الصراع المندلع منذ أسبوعين بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم، إلى إقليم دارفور الذي عاش سنوات دموية من الحرب الأهلية، لاسيما في مدن نيالا والجنينة والفاشر.
فقد أفادت مصادر العربية/الحدث اليوم الجمعة باستمرار القتال منذ أيام، ومواصلة عمليات السرقة والنهب لسوق الجنينة غرب دارفور، فضلاً عن مستودعات للمنظمات الإنسانية.
كما أكدت أن حركة نزوح كبيرة تجري حالياً من الإقليم الواقع في أقصى الغرب السوداني، لاسيما من منطقة الميناء البري، باتجاه تشاد.
يما نشرت ولاية جنوب دار فور المئات من عناصر الشرطة لتأمين الأسواق ومدينة نيالا.
وكان 74 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم يومي الاثنين والثلاثاء في معارك مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور على ما جاء في حصيلة مؤقتة أصدرتها نقابة الأطباء السودانية فيما القتال مستمر.
إلا أنها أوضحت أنه لا يوجد بعد حصر لوفيات الأربعاء والخميس والجمعة مع تواصل المعارك العنيفة.
وتكتسب دارفور أهمية استراتيجية لطرفي الصراع المتحاربين، وهما القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، إذ بنى الرجلان حياتهما المهنية في تلك المنطقة، وفق رويترز.
لاسيما أن البرهان ارتقى في صفوف الجيش أثناء القتال هناك.
فيما بدأ حميدتي حياته العسكرية قائداً لإحدى الميليشيات التي قاتلت ضمن معارك عدة لصالح الحكومة خلال عهد عمر البشير.
كما تزخر تلك المنطقة الشاسعة غربي السودان، التي تسكنها قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهورة بالزراعة، وتعادل مساحة فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيها عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، إلا أن التوتر لا يزال مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية!