صحيفة اللحظة:
قال الأستاذ لقمان احمد المدير العام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ان الاعلام مهنة مقدسة وسلطة رابعة من أبرز مهامها المراقبة والمتابعة والمحاسبة وأشار في برنامج (حديث النـاس) بقناة النيل الأزرق أن كل وسائل الإعلام تؤدي ثلاثة مهام رئيسية هي الأخبار والتعليم والترفيه
وقال لقمان أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في السودان منهارة وتخالف كل المعايير الصحفية باعتبار أنها جهاز مملوك للحكومة وظل يعمل على الدوام على هوى الحاكم والمسؤول
وقال ان تبعية أجهزة الإعلام للحكومة هو أمر خاطئ الإعلام ينبغي ان يكون حرا وأوضح لقمان أن مرحلة توليه لأمر الإذاعة والتلفزيون هي من اصعب مراحل حياته وأنه تعرض لتجاذبات كبيرة جدا
مشيرا الى أن الفهم الحقيقي لدور وسائل الاعلام لم يتشكل بعد في المجتمع السوداني مطالبا بضرورة زيادة جرعات الوعي لفهم دور الإعلام في المجتمع وقال بعد ثورة الاتصالات والتطور الكبير في العالم لا أرى مبررا لسيطرة الحكومات على وسائل الإعلام
وقال انه كان يجتهد في ان ينقل الهئية العامة للإذاعة والتلفزيون من هيئة مملوكة للحكومة الى هيئة مملوكة للدولة والمجتمع وأكد أن الهيئة ستحرر من أسر الحكومة وتقوم بدورها الحقيقي
وأشار الى مواقع التواصل الاجتماعي وقال انها ليست جديرة بالثقة لكي ينقل عنها الأخبار وليست مؤهلة لصناعة الأخبار وساهمت في تسميم الأجواء في الفترة الأخيرة وهي للأسف الشديد المصدر الأول للأخبار في السودان مطالبا بضرورة الاعتماد على المصادر الصحفية الحقيقية .
وقال الخبير الإعلامي البروفيسور جلال زيادة أن وسائل الإعلام لاتعمل بصورة جيدة إلا تحت مظلة الحريات وأشار في برنامج (حديث النـاس) بقناة النيل الأزرق أن الاعلام السوداني الآن في مأزق كبير بين السياسة والمهنية
مشيرا الى ان كل القنوات ووسائل الإعلام الخارجية تعمل وفق خطط ومصالح لأجهزة مخابرات كبيرة وقال أن وسائل الإعلام الرسمية كانت خصم على الثورة السودانية في محطات كثيرة ولم تقف معها وقال ان الاعلام السوداني اذا تناول قضايا حقيقية من الواقع فإن الشعب السوداني يتابعه
مشيرا الى ان كل التغييرات في السودان سببها أجهزة مخابرات اجنبية تعمل لمصالحها مؤكدا ان الاعلام السوداني لا يمكن ان ينقل الحقيقة الكاملة وسيدفع ثمن ذلك وطالب البروف زيادة بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية في تغطية الأخبار المضمنة في ميثاق الشرف الصحفي .
وتحدث الأستاذ الصحفي عزمي عبدالرازق ان وسائل الاعلام في السودان تعاني من وصول المعلومات من المسؤولين وقال ان السياسيين العساكر والمدنيين عند وصولهم للسلطة العدو الأول لهم هو الصحافة ووسائل الإعلام
وأشار عزمي في برنامج (حديث النـاس) بقناة النيل الأزرق أن الفترة الانتقالية توقف فيها عدد من الصحف والقنوات وبعد إجراءات 25 أكتوبر ايضا تم ايقاف عدد من الإذاعات وقال ان الإعلام في السودان الآن ليس سلطة رابعة للأسف الشديد وقال ان الصحف في السودان ظلت تعاني من الرقابة القبلية الصارمة وتم توريثها لرؤساء التحرير مشيرا الى ان بعض وسائل الإعلام في الفترة السابقة عملت على تغييب الصوت الآخر وقال انه لا يوجد حياد في الإعلام وإنما مهنية وأخلاقيات يجب الالتزام بها موضحا ان وسائل الاعلام الخارجية لم.تحصل على حرية داخل بلدها مثل الحرية التي تعمل بها في السودان حتى وصل الأمر مرحلة إختراق للأمن القومي من قبل هذه القنوات الفضائية وذلك بسبب التقصير الكبير لوسائل الإعلام المحلية
وقال عزمي لايوجد عمل استقصائي وجهد إعلامي هنالك كسل لدى العاملين في وسائل الإعلام السودانية ويعيدون استهلاك المعلومات القادمة من وسائل التواصل الاجتماعي مطالبا بضرورة السعي خلف الحقيقة
وقال ان أكبر تحدي يواجه الاعلام السوداني هو الحريات والسودان في المركز 159 عالميا وأشار الى مسألة الانتماء السياسي للإسلاميين السودانيين وقال من الصعوبة العثور على إعلامي سوداني غير منتمين سياسيا
مشيرا الى أن الانتماء حق وليس عيبا لكن يجب ان لا يؤثر في عملية نقل الحقائق مطالبا الإعلاميين بضرورة بذل جهد أكبر في الحصول على المعلومات كاملة وعدم الاعتماد على وسائل التواصل الإجتماعي .
وأوضح مدير اذاعة بلادي الاستاذ عبود سيف الدين أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها الإعلام في السودان هم المسؤولين في الدولة الذين يفتكرون ان لجوهم لوسائل الإعلام الخارجية يصل صوتهم بصورة أسرع من وسائل الإعلام الوطنية وأشار عبود في برنامج (حديث النـاس) بقناة النيل الأزرق ان هنالك رقيب داخلي وخوف من المسؤولين لدى كل العاملين في وسائل الإعلام الرسمية
مؤكدا ان النظريات التي تدرس للطلاب في كليات الاعلام تتنافى تماما الواقع العملي مشيرا الى معاناة اجهزة الاعلام الرسمية في الحصول على المعلومات لذلك دائما المواطن يلجأ لوسائل الإعلام الخارجية التي قال إنها تعمل بأجندة ومصالح خاصة بها شاكيا من عدم وجود استراتيجية اعلامية واضحة مطالبا الاعلاميين السودانيين بالعمل على نبذ خطاب الكراهية والحث على قبول الرأي والرأي الآخر والتحدث عن التنمية والخدمات التي تهم المواطن السوداني .