الرئيسية » المجتمع » حرائق بريطانيا تصل لندن والحرارة تسجل أرقاماً قياسية

حرائق بريطانيا تصل لندن والحرارة تسجل أرقاماً قياسية

لندن

صحيفة اللحظة:
أعلنت السلطات البريطانية، مساء الثلاثاء، حالة الاستنفار القصوى، في العاصمة لندن، لمواجهة الحرائق، بينما سجلت البلاد أقصى درجة حرارة في تاريخها، وسط مخاوف من تفاقم أزمة المناخ في العالم.
ووصف عمدة مدينة لندن، صديق خان، الوضع الناجم عن الحرائق بـ"الحرج"، داعيا الناس ليبقوا آمنين، لافتا إلى أن عناصر الإطفاء يعملون تحت ضغط كبير.
وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن المئات من عناصر الإطفاء تحركوا من أجل السيطرة على عشرة حرائق على الأقل حول لندن.
وفي إحدى البلدات الواقعة شرقي لندن، تعرضت عدة بيوت للدمار، فيما تضررت أخرى بشكل كبير، من جراء الحرائق.
وأظهرت صور ملتطقة من الأعلى سحبا من الدخان الكثيف والأسود فوق بلدات محاذية للندن، فيما لم ترد أنباء بعد عن وقوع خسائر بشرية.
وفي قرية وينينجتون على مشارف شرق لندن دُمرت عدة منازل وتضررت منازل أخرى بشدة بعد اندلاع حرائق اجتاحت الممتلكات.
وأرسلت فرقة الإطفاء في لندن 15 سيارة إطفاء ونحو 100 عنصر من أجل التعامل مع الحرائق التي أتت على عدد من المباني والأراضي العشبية المجاورة.
ونقلت "سكاي نيوز" عن مسؤول بفرقة الإطفاء في لندن، جوناثان سميث القول إن فرق الإطفاء "بصدد السيطرة" على الحريق الهائل في بلدة وينينجتون. لكنه حذر من أن الوضع "يبقى ديناميكياً للغاية"، في إشارة إلى احتمال انتشار الحريق.
وأظهرت لقطات جوية دخاناً يغطي القرية الواقعة في مقاطعة لندن، فيما يقترب الحريق من كنيسة تاريخية في البلدة.
وفي أماكن أخرى في المملكة المتحدة ، أعلنت خدمة الإطفاء والإنقاذ في ليسيسترشاير أيضاً وقوع حادث كبير في مقاطعتها "بسبب ارتفاع الطلب".
وأضافت: "لن نبعث فرق الإنقاذ للتعامل مع أجهزة إنذار الحريق التلقائية. يرجى الاتصال بنا فقط إذا كانت حالة طارئة".
"حالة من الفوضى"
وأعلنت بريطانيا، التي يمكن أن تعاني من أجل الحفاظ على خدمات النقل الرئيسية في درجات الحرارة الشديدة أو عند تساقط الثلوج، "حالة طوارئ وطنية" بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل.
وقال وزير النقل جرانت شابس، إن الأمر سيستغرق سنوات عدة قبل أن تتمكن البلاد من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين على الأقل والتواء بعض قضبان القطارات.
وشهدت مطارات محلية في بريطانيا حالة من الفوضى، بعد أن ألحقت موجة الحر القياسية أضراراً بمدرجات هبوط الطائرات التي لم تُجهز لتحمل الحرارة المفرطة.
ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية، عن هيئة إدارة مطار "لوتون" في لندن، أن الحرارة تسببت في انصهار مدرج الهبوط في المطار، ما أدى إلى تعطل حركة الطيران لساعات.
في حين اعتبر موقع "أكسيوس" الأميركي أن "انصهار" مهابط الطائرات في بعض المطارات، يُعد مثالاً آخر على فشل البنية التحتية في مواكبة واقع المناخ سريع التغير.
وأبلغ مطار "لوتون" في لندن، وقاعدة "بريز نورتون" الجوية الملكية، عن وقف الرحلات بسبب مشكلات في مدرجات هبوط الطائرات، إذ اقتربت درجات الحرارة من 100 درجة فهرنهايت (نحو 38 درجة مئوية) في أجزاء من المملكة المتحدة.
والاثنين، نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن مصدر عسكري قوله إن سلاح الجو الملكي البريطاني أوقف الرحلات الجوية في قاعدة "برايز نورتون" الجوية في أكسفوردشير بعد تضرر المدرج من ارتفاع درجات الحرارة.
حرارة قياسية
هيئة الأرصاد الجوية في بريطانيا، قالت، الثلاثاء، إن المملكة المتحدة سجلت درجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية بشكل مؤقت لأول مرة على الإطلاق في البلاد.
وأفادت الهيئة، في بيان، على تويتر، بأنها سجلت درجة حرارة بلغت 40.2 درجة في مطار هيثرو بلندن الساعة 11:50 بتوقيت جرينتش.
وفي وقت سابق الثلاثاء، تم تسجيل درجة حرارة قياسية عند 39.1 درجة مئوية قبل الظهر في تشارلوود، بالقرب من مطار جاتويك في جنوب إنجلترا، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 38.7 درجة المسجل في عام 2019، وذلك وفقاً لبيانات مؤقتة من هيئة الأرصاد الجوية.
وتوقعت الهيئة أن تشتد الحرارة أكثر بفعل موجة حارة ألحقت بالفعل أضراراً بمدارج مطارات وخطوط للسكك الحديدية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية: "إذا تأكد الأمر، ستكون هذه أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في بريطانيا. ستحتاج الهيئة إلى التحقق من صحة المعدات المستخدمة لتسجيل أي درجة حرارة قياسية قبل إعلانها رسمياً.
إلى ذلك، توقعت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، الثلاثاء، ارتفاع الوفيات الناتجة عن موجة الحر التي تضرب أوروبا، خاصة في أوساط كبار السن والمرضى.
وقالت المنظمة إن موجة الحر في أوروبا وصلت ذروتها، الثلاثاء، لكنها رجحت أن تظل درجات الحرارة فوق المعدل الطبيعي حتى منتصف الأسبوع المقبل.
ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي، حسبما يرى العلماء، إذ أن انبعاثات الغازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.