انطلق اليوم مؤتمر الآثار السودانية الأول بقاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتنظيم من جامعة النيلين كلية الآداب قسم الآثار تحت شعار (نحو رؤية معرفية لترسيخ البحث والمعرفة بالآثار السودانية).
وطالبت برفيسور انتصار الزين صغيرون وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وربطه بالمجتمع السوداني.
شددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، علي اعتماد البحوث العلمية وكتابة أوراق البحث العلمي والرسائل العلمية لنيل الدرجات العلمية لحل المشاكل لا من أجل الترقي الوظيفي والعلمي وذلك في مؤتمر الآثار السودانية الأول.
وقالت ننبه العالم بأن الآثار السودانية ليس من أجل الترقي وإنما من أجل الهوية وتوحيد البلاد،مشيرة إلى أنه لابد من دراسة النباتات القديمة ودلالاتها لمعرفة الزراعة والأوبئة والتقنيات وكيفية الاستفادة منها في المستقبل .
ونوهت صغيرون الي أن قيام المؤتمر تكريم لذكرى الراحل البروفيسور عبد القادر محمد مؤسس قسم اللغات القديمة بجامعة النيلين، يعد لفتة بارعة من قسم الآثار بالجامعة، لافتة الي الاستفادة منها.
وأضافت حتى تستمر الذكري لابد من الاهتمام بها ليس في إقامة المؤتمرات وإنما دراسة البحوث والدراسات والفرضيات التي تركها الراحل، ودعت الطلاب والطالبات لإجراء البحوث في مجال الماجستير والدكتوراه حول رؤيته ودراسته للغة المروية والآثار السودانية .
من جانبه قال بروفيسور محمد الأمين احمد مدير جامعة النيلين، ان الفرصة متاحة للاستفادة من البحوث وتطويرها في ظل التغيير والانفتاح على العالم الخارجي بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة، منوها الي ان للآثار السودانية والتراث القومي دورا فاعلا في التعريف بالسودان وانسانه وفي دفع عجلة الاقتصاد السوداني.
وأضاف لابد لهذا المؤتمر أن يقف على محطة مهمة تنبيه بالمخاطر المحدقة التى تتعرض لها الآثار السودانية وعلى سبيل المثال التنقيب العشوائي بمناطق الذهب والتي تؤثر على الآثار السودانية وتأثيرها على البيئة.
وقال مدير الجامعة إننا ندق ناقوس الخطر بالمهددات البيئية في مناطق التعدين العشوائي، آملين أن يأخذ المسؤولون هذه المسألة بعين الاعتبار وأن تصب توصيات المؤتمر في مجال البحث العلمي ودعم الاقتصاد السوداني.
وأضاف أن الجامعة تقيم مؤتمر الآثار السودانية الأول إيمانا منها بأن الماضي والمستقبل لا ينفصل عن الحاضر، وأضاف قائلا "نحن أمة تعتز بالحضارات القديمة التى كان لها إسهامها في تشكيل وجدان الشعب السوداني وفي تميزه بالأخلاق الكريمة وبالتدين الفطري.
مؤكدا أن هذا المؤتمر سيلعب دورا كبيرا في تسليط الضوء في مجال البحث العلمي للارتقاء به وهو فرصة للتوعية بأهمية الآثار والتراث القومي الذى عانى ولا زال يعاني في حاضر السودان ومستقبله، وأضاف أن كثيرا من الدول في المحيط العالمي اهتمت بالتراث القومي مما جعل منها رافدا مهما في الاقتصاد وأصبحت لها مزارات يؤمها الكثير من السواح.
ابراهيم محمد أحمد رئيس قسم الآثار بجامعة النيلين قال هذا أول مؤتمر آثار يلتئم داخل السودان تكرس فيه الجهود لمناقشة الآثار السودانية المتعددة بغرض كسر الجمود الفكري في الجامعات مشيرا إلى أن المؤتمر تناول أهم القضايا في مجال الآثار السودانية بمنظور وطني ذا دلالات حضارية عبر كفاءات وجدارة علمية تنظم الأثر الحضاري في غايته الوطنية أهمها قضايا البيئة، الهوية، آثار الأقاليم المختلفة المحافظة على الآثار، المجتمعات المعاصرة عبر منهج راسخ وقيم.
لافتا إلى أن المؤتمر تناول عدة محاور أهمها، آثار السودان القديم وحضارته، علم الآثار البيئي، الدراسات الاثنواركيولوجية، البحوث والأعمال الأثرية الجارية، المسح الأثري للمواقع الأثرية ، المتاحف والسياحة.
وشهد المؤتمر تكريم للمرحوم البروفيسور عبد القادر محمد عالم الآثار ومؤسس قسم الآثار بجامعة النيلين.