الرئيسية » المجتمع » العالم يحتفل للمرة الأولى بيوم المنحدرين من أصول أفريقية

العالم يحتفل للمرة الأولى بيوم المنحدرين من أصول أفريقية

بالافارقة

صحيفة اللحظة:
احتفلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة للمرة الأولى بـ"اليوم الدولي الأول للمنحدرين من أصل أفريقي"، الذي يوافق 31 أغسطس، وفي هذه المناسبة أكدت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها تولي اهتماما للقضايا العرقية.
فيما قالت الأمم المتحدة إن الاحتفال بها اليوم هو "اعتراف طال انتظاره" بمساهمات الشتات الأفريقي حول العالم.
وتشير الأمم المتحدة إلى أنها تريد من هذا الاحتفال، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، "تعزيز المساهمات الاستثنائية الشتات الأفريقي في كل أنحاء العالم والقضاء على جميع أشكال التمييز" ضد هذه الفئة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين، الثلاثاء، إنه "كجزء من تركيز الإدارة على العدالة العرقية والإنصاف في الخارج وفي الداخل، تفخر الولايات المتحدة بالاحتفال باليوم الدولي الأول للمنحدرين من أصل أفريقي ودعم منتدى الأمم المتحدة الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي الذي تم إنشاؤه مؤخرا".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في كلمة إن هذا اليوم هو "اعتراف طال انتظاره بالظلم العميق والتمييز المنهجي الذي عانى منه المنحدرون من أصل أفريقي لقرون، وما زالوا يواجهونه اليوم"، داعيا إلى التزام أكبر بالنهوض بوعد المساواة والعدالة والكرامة للجميع.
وتقول المنظمة الدولية إن هناك حوالي 200 مليون شخص يعرفون أنفسهم بأنهم ينحدرون من أصول أفريقية. وهناك الملايين غيرهم ممن يعيشون في بقاع مختلفة من العالم خارج القارة الأفريقية، "وفي كثير من الحالات" يعانون من "عدم الاعتراف والاحترام، وكثيرا ما يعانون من التمييز عند الاحتكام إلى القضاء، ويتعرضون لنسب عالية مقلقة من العنف على أيدي الشرطة، إلى جانب ما يطالهم من تنميط عنصري".
و"سواء كانوا من نسل ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، أو مهاجرين حديثا، فهم من بين أفقر الفئات وأكثرها تهميشا".
وفي ديسمبر الماضي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإعلان اليوم الدولي الأول للمنحدرين من أصل أفريقي، وكان الهدف هو "التشجيع على قدر أكبر من الاعتراف والاحترام للتراث والثقافة المتنوعة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي وإسهامهم في تنمية المجتمعات، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للسكان المنحدرين" من هذه الفئة.
وأشار القرار إلى مبادرتين مرتبطتين بالأمم المتحدة، هما المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب لعام 2001، الذي عقد في ديربان، بجنوب أفريقيا، وإعلان العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي الذي يمتد من 2005 حتى عام 2024.
وقد أقر إعلان وبرنامج عمل ديربان بأن المنحدرين من أصل أفريقي كانوا ضحايا الرق، وتجارة الرقيق، والاستعمار ولا يزالون يعانون من عواقبها.
وساهمت عملية ديربان في التعريف بقضيتهم وساعدت على إحراز تقدم هام في تعزيز حقوقهم وحمايتها بفضل الإجراءات الملموسة التي اتخذتها الدول والأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني.
ويمثل العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي فترة تعمل من خلالها الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمجتمع المدني وجميع الجهات الفاعلة الأخرى المعنية على دعم هذه الفئة.
وفي حين أُحرز بعض التقدم حتى عام 2020، على المستويات التشريعية والسياسية والمؤسسية، لايزال المنحدرون من أصل أفريقي "يعانون من أشكال متقاطعة ومركبة من التمييز العنصري والتهميش والإقصاء".
وألقت جائحة كوفيد-19 الضوء على "الحاجة الملحة لمعالجة أوجه التفاوت الهيكلية طويلة الأمد والعنصرية المنهجية في مجال الصحة".
وجاء مقتل جورج فلويد، في 2020، ليحشد الناس للاحتجاج على العنصرية والتمييز العنصري، ودفع إلى مناقشات عالمية مهمة بشأن العدالة العرقية.
وفي 19 يونيو 2020، اعتمد مجلس حقوق الإنسان قرارا بشأن "تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفريقيين والمنحدرين من أصل أفريقي من الاستخدام المفرط للقوة وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان على يد الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين".
الأمين العام للأمم المتحدة قال في كلمته بالمناسبة: "بعد 20 عاما من إعلان وبرنامج عمل ديربان، وبعد أكثر من منتصف العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، نشهد زخما غير مسبوق نحو إنهاء آفة العنصرية العالمية… يجب ألا نهدر هذه الفرصة".
ويشير تقرير صحفي للأمم المتحدة بهذه المناسبة إلى حالة شاب أسود يدعى، جان أندريه سولانو، وهو طالب جامعي وناشط من كوستاريكا، ومعجب برمز الحقوق المدنية الراحل، مارتن لوثر كينغ.
يقول جان إنه لا يفهم سبب عبور بعض الأشخاص للشارع عند رؤيته، أو سبب تعرضه لإهانات، بما في ذلك مراقبته عن كثب في محلات السوبر ماركت أو إخضاعه لعمليات تفتيش الشرطة أثناء وجوده في الأماكن العامة.
ومثل مارتن لوثر كينغ، قال جان إن لديه أيضا حلما: "إنهاء الإقصاء وعدم المساواة والعنصرية والتمييز إلى الأبد من العالم".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته إلى جهود تبذلها المنظمة لإنهاء العنصرية، مثل "مشروع طريق الرقيق"، الذي تديره "اليونسكو"، والذي يشجع "الحوار المفتوح والصادق حول رعب وجشع العبودية".
وتركز مبادرة أخرى من صندوق الأمم المتحدة للسكان، على توسيع الفرص للشباب المنحدرين من أصل أفريقي، بينما أطلق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ما يسمى "أجندة نحو تغيير تحويلي من أجل العدالة العرقية والمساواة".
الولايات المتحدة تشارك في الجهود
وأنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الشهر، المنتدى الدائم للأمم المتحدة للمنحدرين من أصل أفريقي، وهو هيئة استشارية من 10 أعضاء ستعمل بشكل وثيق مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال في إفادته الصحفية: "نحن فخورون بأننا ساعدنا في تشكيل المنتدى" مضيفا: أن الولايات المتحدة سوف "تستخدم هذا المنتدى كمنصة متعددة الأطراف للولايات المتحدة وغيرها لمواجهة آفة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب على مستوى العالم".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن الاعتراف بالإرث الراسخ للاستعباد، وتصحيح أخطاء التاريخ، وتحطيم أكذوبة السيادة الشريرة، يتطلب المثابرة والعمل كل يوم، وعلى كل المستويات، وفي كل مجتمع".
وقال: "معا، دعونا نلتزم بالقيام بدورنا وتعزيز الوعد بالمساواة والعدالة والكرامة للجميع".
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة أقرت، في يونيو الماضي، عطلة فيدرالية في البلاد لإحياء ذكرى إنهاء العبودية، وجاء القرار بعد نحو 150 عاما من اعتبار هذا اليوم نهاية للاستعباد الذي كان قانونيا ضد الأميركيين السود وإسدال الستار على حقبة صعبة في تاريخ البلاد.