أصدرت عدد من المنظمات الدولية العاملة بالسودان اليوم بيانا حول يوم الطفل الإفريقي تدعو فيه إلى تعزيز السياسات والقوانين الخاصة بحماية الأطفال والحد من ختان الطفلات بصفة خاصة.
وذكرت المنظمات إن السودان يقف على مفترق طرق حاسم نحو القدرة على حماية واحترام حقوق الطفل وتحقيق ذلك على أتمّ وجه. بينما نحتفل ، 16/6/2021 م والذي يصادف اليوم العالمي للطفل الأفريقي، بالانتصارات الأخيرة التي تمّ تحقيقها بالنسبة لحقوق الطفل في السودان، فإننا ندعو أيضًا إلى بذل المزيد من الجهود لجعل هذه التغييرات المهمة ترى النور وتُنفّذ.
فيما يلي تورد “اللحظة” نص البيان:-
إننا كمنظمات تركز وتحرص على حقوق الطفل: منظمة رعاية الطفولة العالمية، الخطة الدولية (بلان انترناشونال) ومنظمة الرؤية العالمية- ندعو اليونيسف إلى بذل المزيد من الجهود لتفعيل القوانين والسياسات التي تهدف إلى حماية الأطفال
بعد ثلاثين عامًا من اعتماد الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل (ACERWC)، فإن السودان يقف على مفترق طرق حاسم نحو القدرة على حماية واحترام حقوق الطفل وتحقيق ذلك على أتمّ وجه. بينما نحتفل ، 16/6/2021 م والذي يصادف اليوم العالمي للطفل الأفريقي، بالانتصارات الأخيرة التي تمّ تحقيقها بالنسبة لحقوق الطفل في السودان، فإننا ندعو أيضًا إلى بذل المزيد من الجهود لجعل هذه التغييرات المهمة ترى النور وتُنفّذ
لقد قامت الحكومة الانتقالية في السودان في عام 2020 بإزالة ثلاثة تحفظات كانت قد وضعتها سابقًا في الميثاق وتتعلق بخصوصية الأطفال، وزواج الأطفال، واستمرار الفتيات الحوامل في التعلُّم.
كما قامت الحكومة الانتقالية السودانية بتمرير المادة 141 في القانون الجنائي السوداني والتي تُجرِّم ممارسة تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث). وقد تم الترحيب بهذا القرار التاريخي والاحتفاء به في جميع أنحاء السودان وخارجه باعتباره مَعْلمًا مهمًا في زيادة تعزيز حقوق ورفاه الفتيات والنساء في السودان. وعلينا أن نعمل بشكل عاجل على اعتماد هذا الزخم كأساس قانوني نبني عليه حماية أرواح ملايين الفتيات اللائي ما زلن عُرضة لخطر هذا الانتهاك في هذه البلاد
على الرغم من تجريم ممارسة تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية والمعاقبة عليها بموجب القانون الجديد، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال، ولسوء الحظ، تمارس بشكل شائع في السودان كما تشهد على ذلك منظمة “رعاية الطفولة العالمية” (Save the Children International)، و”اليونيسف” (UNICEF)، ومنظمة “الرؤية الدولية” (Plan International)، ومنظمة “ورلد فيجن” (World Vision) وذلك في المجتمعات المحلية التي تعمل فيها هذه المنظمات. تُظهر البيانات المتاحة أن 87٪ من الفتيات السودانيات /أو النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و49 عامًا قد خضعن لشكل من أشكال ختان الإناث، وأن 32٪ من الفتيات دون سن 14 عامًا تعرضن لآثار هذه الممارسة، كما أن الفتيات دون سن العاشرة هنّ في دائرة الخطر
بصفتنا منظمات تركز وتحرص على حقوق الطفل، فإننا لا نزال متشبثين بالتزامنا في دعم ومناصرة الجهود التي تدعم حقوق الأطفال ورفاههم، وفي مواصلة تشجيع الجهات المسؤولة والعمل معها كافة – على المستويين الوطني والشعبي- لضمان حماية الطفل والمساهمة في العمل بشكل إيجابي
إننا نقر ونقدر الخطوات الواعدة التي يتم اتخاذها نحو القضاء على ممارسة تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) في السودان بالإضافة إلى تجريم هذه الممارسة. وفي هذا العام، على سبيل المثال، وافق مجلس الوزراء السوداني على بروتوكول الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا، والذي ينص بموجب المادة 5 على القضاء على جميع الممارسات الضارة، والتي تغطي المجالات الأساسية مثل الوعي العام، الإجراءات القانونية، ودعم الضحايا وحماية النساء المعرضات للخطر
تسير كل هذه خطوات في الاتجاه الإيجابي، ويمكن بل وينبغي لها أن تؤدي إلى مستقبل أفضل وصحيّ أكثر بالنسبة للأطفال في السودان. وعليها أن تشجع وتعمل على تطوير سياسات واستراتيجيات أفضل والتأكد من اتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف ممارسة تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية التي تُعد انتهاكًا خطيرًا له آثار صحية جسدية ونفسية وجنسية وإنجابية جسيمة على الفتيات والنساء في مختلف مراحل حياتهن.
أخذًا لما ما ورد هنا في عين الاعتبار، فإننا ندعو الجهات الحكومية والجهات المانحة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي، وبشكل عاجل، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل إنهاء تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية وكافة أشكال الانتهاكات الأخرى ضد الأطفال، وذلك من خلال إعطاء الأولوية لما يلي:
• تعزيز تفعيل وإنفاذ القانون الجنائي الجديد فيما يتعلق بتشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) ، بما في ذلك زيادة المناصرة والتوعية بشأن إنفاذ القانون.
• تكثيف حملات التوعية على الصعيد الوطني لضمان المطالبة بالقانون وقبوله، كما ينبغي تعزيز الإصلاحات التعليمية والثقافية ودعمها، وتمكين الأطفال من خلال تعريفهم على ماهية الممارسات التقليدية الضارة وتجهيزهم للمشاركة في المناقشات المتبادلة بين الأتراب وتطوير تقنيات التوعية بينهم في المدارس وعلى مستوى المجتمع المحليّ.
• تخصيص الموارد بشكل مناسب من أجل تنفيذ القانون، بما في ذلك تدريب مسؤولي إنفاذ القانون وتعزيز المؤسسات القضائية لإدارة الحالات المُبلَّغ عنها والتعامل معها، وتعزيز المساءلة وآليات التتبع والتحقيقات ومقاضاة الانتهاكات، وذلك من خلال نهج يُراعي النوع الاجتماعي (الجنسانية) والأطفال
• تشجيع اتّباع نهج متعدد القطاعات لتنفيذ القانون الذي يدمج بين الأدوار التي تقوم بها وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والتعليم في تعميم البرامج ذات الصلة بموضوع تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)، بما في ذلك التثقيف الصحي الجنسي الشامل الذي يجهز الفتيات ويمكنهن من اتخاذ قرارات مستنيرة حول صحتهن الجنسية ورفاههن
• الاستثمار في التعليم الجيد للفتيات. إن الذهاب إلى المدرسة يمنح الفتيات خيارات وفرصًا في الحياة، مما يسمح لهن بتحقيق أحلامهن ولعب دور نشط وإيجابي في مجتمعاتهن وكسر طوق الفقر.
• تعزيز أدوار وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والتعليم في الالتزام بتفعيل الخطة الوطنية للقضاء على تشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية (2021-
إن المنظمات التالية كافة، منظمة رعاية الطفولة العالمية، ومنظمة بلان إنترناشيونال، ومنظمة الرؤية العالمية الدولية، واليونيسف، تقف على أهبة الاستعداد لدعم الحكومة وجميع الشركاء في هذه المساعي الحاسمة لاستيفاء حقوق جميع الأطفال في السودان، وخاصة الفتيات، وذلك لضمان مستقبل صحي ومزدهر للبلاد.