صحيفة اللحظة:
أوضح الأستاذ عزمي عبدالرازق الصحفي والمحلل السياسي أن الصراع في النيل الأزرق بسبب النزاع حول الأرض والموارد كعادة النزاعات في السودان
وأشار عبدالرازق في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان انسحاب الصراع لإقليم النيل الأزرق مؤشر خطير بان تتمدد رقعة الصراعات القبلية وتشمل كل الولايات دون استثناء ، وشبه النزاعات القبلية في السودان الآن " بالقنبلة الموقوتة وإشعال عود الثقاب قرب كومة من القش" على حد تعبيره
وقال أن الحل الأمني للصراعات القبلية مطلوب ولكنه غير مجدي وقال ان هناك اسباب سياسية للنزاع القبلي في إقليم النيل الأزرق وان اتفاقية جوبا كرست بشكل كبير للأزمة ولأول في تاريخ السودان توجد ثلاث انظمة حكم في وقت واحد (اقليمي في دارفور وحكم ذاتي في المنطقتين ونظام الولايات في بقية السودان)
مؤكدا القضية اساسا هي قضية سياسية ويلعب فيها الاعلام السالب دورا كبيرا بالشحن الزايد مطالبا الإعلاميين بضرورة لعب دور توعي
وقال ان الاعلام في رواندا أيام الحرب الأهلية لعب دور سلبي كبير جدا وكانت الاذاعة المحلية تحرض على القتل وتبث مقاطع تقول فيها (مازالت المقابر لم تمتلئ بعد ) مبينا ان نفس الخطاب تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي الآن ولاتوجد حساسية الموقف الخطير
مؤكدا ان الإعلام لعب دورا سلبيا بتأجيج الصراعات القبلية متهما منظمات دولية وجهات خارجية تقوم بمؤامرة تستغل فيها الازمات للسيطرة على موارد السودان الكبيرة ولاتريد استقرار السودان مبينا ان اسباب النزاعات القبلية تبدأ لسبب تافه جدا وقد يكون "شاحن موبايل" مثلا ويتحول الأمر الى أزمة مجتمعية
وقال إن مركزية اتخاذ القرار هي مشكلة مشيرا ان حكام الأقاليم والولايات يريدون ان يحكموا ولاياتهم وهم داخل الخرطوم محذرا من انتشار الصراع لبقية ولايات السودان
وقال الاستاذ عزمي عبدالرازق ان من المؤسف الان الحديث عن القبيلة وعودة الادارات الأهلية وهذا يعني ان مجهود اكثر من 60 عاما في بناء الدولة السودانية ذهب هباء منثورا مستنكرا اختفاء الأحزاب السياسية في وقت النزاعات والصراعات القبلية وتوقع اعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعيين حكام عسكريين للولايات .
وأوضح الأستاذ البشرى الصائم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان إن الصراعات القبلية منتشرة في كل أنحاء السودان والقبائل في غرب السودان متعايشة لأكثر من 200 عام والهوسا في النيل الأزرق متعايشين مع كافة قبائل الإقليم لاكثر من 100 عام ومتصاهرين
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الجديد هو تحول الصراع القبلي الى صراع موارد بعد ان كان في المرعى والمياه وقال (ما في باطن الأرض هو من فجر النزاعات القبلية ) واتهم بشرى الصائم قيادات مجتمعية وقادة في الادارة الأهلية وتجار وشيوخ المعسكرات والنازحين
وقال أن لهم مصالح في استمرار الصراعات القبلية ولا يريدونها أن تتوقف حتى يحصلو على الامتيازات والأموال ويبقوا في المعسكرات داخل المدن
وأشاد الصائم بالدور الذي قام به والي ولاية القضارف وتعامله مع المحتجين والمتضامنين مع اقليم النيل الأزرق وتوجيهه بتسيير قافلة مساعدات عاجلة للاقليم
وقال الصائم ان أهل القضارف أهل مبادرات وسيروا قوافل الى مناطق النزاعات في دارفور أكثر من مرة مشددا على ضرورة تمكين الادارة الأهلية وقال إذا لم تحل مشكلة الإدارات الأهلية لن يستقر السودان مبينا ان 80٪ من مساحة السودان تسيطر عليها الإدارات الأهلية
وأضاف ان نظام الادارة الأهلية لايسمح بقيام نظارة او امارة دون وجود ارض «حاكورة» مطالبا بضرورة اجازة وتفعيل قانون الإدارة الأهلية
وأشار الى تدخل سياسي كبير في عمل الإدارة الأهلية وقال إن الإدارات الأهلية في السودان 56 إدارة لكن الآن هناك أكثر من 198 ادارة مبينا ان ولاية الخرطوم بها 200 نظارة
مشيرا الى ان النظام السابق ساعد في خلق ادارات اهلية جديدة بدون ان يكون لها حواكير ، وقال ان احتضان السيد رئيس مجلس السيادة ونائبه للادارات الأهلية خلق مشكلة وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه امارة ونظارة
وقال ان اتفاقية سلام جوبا هي المشكلة الكبيرة وهي السبب في تأجيج الصراعات القبلية وأتهم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية عضو مجلس السيادة مالك عقار وقال انه احتضن الهوسا وهو ضالع في أحداث النيل الأزرق بالتقصير ولم يفرض هيبة الدولة ويحرك قواته لفض النزاع .
واشار الفريق شرطة د.أبراهيم أحمد نورالدين حامد الخبير الشرطي ان ولاية النيل الأزرق ولاية شاسعة ومترامية الاطراف ونسبة التعليم فيها قليل جدا وهنالك تعايش سلمي كبير بين اكثر من 200 قبيلة
وقال في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن القوات الأمنية تعاملت بمهنية عالية مع النزاعات القبلية لكن طبيعة المنطقة وقلة الإمكان هي التي تقيد عمل القوات مشيرا الى صعوبة التحرك خارج الدمازين في فصل الخريف
مبينا ان هناك تقاطع مصالح محلية واقليمية ودولية بسبب الموارد التي يتمتع بها اقليم النيل الأزرق ، وأتهم الدول الغربية بلعب دور كبير في إشعال الصراعات القبلية في السودان وتشعلها بالريموت كنترول بمساعدة ابناء من داخل السودان وتعمل على سياسة الشد من الأطراف
وقال الفريق إبراهيم أحمد نورالدين ان النزاع قديما كان يحل بواسطة قسم شرطة واحد محذرا من تنامي خطاب الكراهية والعنصرية مطالبا بضرورة تفعيل دور الإدارات الأهلية وعودة قانون الادارة الأهلية .
وشدد الفنان المسرحي الاستاذ علي مهدي على ضرورة محاربة خطاب الكراهية واللغة المتوحشة التي افضت لهذه النزاعات
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان هناك مبادرة طرحت للوصول لمناطق النزاع والوقوف معهم على ارض الواقع وان يقف كل أبناء السودان مع بعضهم البعض وقال ان هنالك وفود فنية وثقافية وصلت للمنطقة وستصل وفود اخرى لنشر ثقافة السلام وتغير لغة الكراهية والخطاب المتوحش
واشار علي مهدي الى ان هنالك فوضى لغات وتعاملات انسانية وقال اننا فقدنا لغة التخاطب مع بعضنا البعض ولاتوجد لغة مشتركة بين جميع اهل السودان مشددا على ان الأزمة ليست سياسية ولا ازمة أرض وموارد ولكنها أزمة إنسان ويجب احترام هذا الإنسان وعدم قتله
موضحا ان الإنسان السوداني الآن للأسف "يموت فطيس" ويموت بدون سبب ، مطالبا بضرورة الاهتمام بالإنسان بغض النظر عن لونه وانتمائه القبلي وقال مهدي ان غياب السلطة موحش وسيؤدي السودان في 1000 داهية .
قال السيد الفاتح المك مك عموم قبائل النيل الأزرق ان ماحدث كارثة نتمنى ان لاتكرر في أي منطقة واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان ماجرى هو صراع قبلي بين مكونين اجتماعيين وان فئة قليلة من قبيلة الهوسا طالبت بإنشاء أمارة جديدة للقبيلة رغم انف أهل المنطقة موضحا ان إحصائيات الجرحى والقتلى متضاربة حتى الآن
كشف عن وصول قوات اضافية للفصل بين المتنازعين مؤكدا هدوء الأوضاع بالنيل الأزرق وقال ان النزاع الذي نشب بالإقليم هو بين قبائل النيل الأزرق مجتمعة مع اقلية من قبيلة الهوسا وطالب المك الفاتح بضرورة نشر ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي
ومناشدا بضرورة السرعة في تقديم يد العون للمتضررين من النزاع بالإقليم .
فيما قالت الأستاذة فواتح النور البشير رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالنيل الأزرق أن الأوضاع عادت الى طبيعتها في الروصيرص ومنطقة النزاع الأخير
واشارت في حديثها لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الاسواق فتحت أبوابها امام المواطنين مع انتشار القوات الأمنية وتم احتواء الموقف
مشيرا الى وجود اعداد كبيرة من الجرحى بالاضافة الى حركة نزوح كبيرة داخل وخارج الأقليم مناشدة منظمات المجتمع المدني والخيرين والحكومة بتقديم العون لهؤلاء النازحين مبينة ان هناك 36 قتيل وعدد كبير من الجرحى كاشفة عن وجود جثث بالمشارح لم يتم دفنها حتى الآن .