صحيفة اللحظة:
تتزايد المخاوف في السودان من تكرار المشكلات المزمنة التي تعاني منها معظم المدن والقرى النائية في موسم الخريف في ظل مؤشرات بهطول أمطار غزيرة خلال الأسابيع المقبلة.
وبعد هطول أولى أمطار خريف 2022 في الخرطوم يوم الأربعاء، ظهرت عورات البنية التحتية حيث تعطلت حركة المرور في العديد من الطرق الرئيسية والفرعية في العاصمة، وبدأت برك المياه في التراكم حتى في أرقى إحياء الخرطوم.
وعلى مدى أشهر الخريف يقضى معظم سكان أحياء الخرطوم ساعات طوال في محاولة إخراج المياه من منازلهم وفتح منافذ تمكنهم من الوصول إلى أماكن الخدمات اليومية؛ خصوصا عند هطول أمطار غزيرة تتبعتها سيول جارفة تؤدي في العادة إلى قطع عدد من الطرق القومية أبرزها الطريق الرابط بين موانئ الصادرات والواردات الرئيسي على البحر الأحمر ومدن البلاد الأخرى والذي يمر عبر مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل.
يؤكد منتصر مأمون مصطفى الخبير في مجال البنية التحتية وجود الكثير من أوجه الخلل المتعلقة بالتخطيط والصرف الصحي والتي تحتاج إلى معالجات شاملة وفق خطة مدروسة يوفر لها التمويل المطلوب.
ويقول مصطفى لموقع سكاي نيوز عربية إن حل أزمة البنية التحتية يحتاج إلى إرادة سياسية تنطلق من إيمان عميق بأهمية البنية التحتية باعتبار أنها تشكل حجر الزاوية لأي خطط تنموية أو تطويرية على مستوى المدن والأرياف.
ويتفق صلاح يوسف الذي أشرف على عدد من المشروعات الهندسية في مدينة الخرطوم مع ما ذهب إليه مصطفى؛ لكنه يقول إن غياب المؤسسية وعدم الاهتمام بالكادر البشري المؤهل انعكس سلبا على البنية التحتية في البلاد التي يعاني معظمها من التقادم ونقص الصيانة والمتابعة، وعدم مواكبة التوسعات الكبيرة التي تشهدها العديد من مدن البلاد وخصوصا العاصمة الخرطوم.
ويواجه سكان مناطق الخرطوم المختلفة صعوبات كبيرة في الحركة سواء سيرا على الاقدام او باستخدام السيارات حيث تتحول معظم أحياء وطرقات العاصمة إلى بركة مياه كبيرة خلال الفترة من يوليو وحتى نهاية سبتمبر من كل عام؛ مما يؤدي إلى غيابات عن العمل تصل إلى أكثر من 50 في المئة في معظم أيام الأسبوع.
وفي العام الماضي تضرر أكثر من 18 ألف منزل ونحو 90 ألف مواطن من موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم ولايات البلاد.
وتعمل عدد من المنظمات الطوعية على مساعدة المتضررين وسط ظروف بالغة التعقيد خلال مواسم الخريف.
ويوضح رامي الشيخ عضو منظمة نفير وهي منظمة شبابية تعمل على درء مخاطر السبول والفيضانات أن معظم المناطق التي تتضرر في الخريف تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية وانقطاع الطرق.
ويقول الشيخ لموقع سكاي نيوز عربية إنه وفي ظل ضعف التصريف وخدمات البنية التحتية يتسبب موسم الخريف في أوضاع خطيرة يتضرر منها بشكل كبير الأطفال وكبار السن بسبب انتشار أمراض الملاريا والإسهامات المائية في ظل توالد الناموس والحشرات وسوء الأحوال البيئية.
ووفقا لتقارير هيئة الإرصاد الجوي، فمن من المتوقع هطول أمطار أعلى من المعدل خلال الأسابيع المقبلة في ولايات البلاد الوسطى والغربية والشرقية وبعض المناطق الشمالية الغربية من العاصمة الخرطوم التي قد تكون أكثر تأثرا بالفيضانات الموسمية الناتجة عن التدفقات القادمة من الهضبة الإثيوبية عبر النيل الأزرق. لكن في الجانب الآخر بدت الاستعدادات لخريف هذا العام أقل بكثير من المتوقع.
وفي هذا الإطار، يرى الصحفي أحمد خليل أن مشاكل الخريف والفيضانات ظلت لسنوات طويلة تؤرق سكان المدن والقرى السودانية على السواء بسبب الإهمال الواضح وعدم الاستعداد المبكر من الحكومات وتقادم ونقص البنية التحتية وغياب التخطيط السليم.
وأوضح خليل لموقع سكاي نيوز عربية إن أزمة تصريف مياه الأمطار تعطل حركة المرور والسكان خصوصا في العاصمة الخرطوم والقرى النائية التي لا ترتبط بشبكة الطرق المعبدة، مما يتسبب في مشكلات صحية واقتصادية كبيرة.
ويشير خليل إلى ضرورة إيلاء البنية التحتية درجة قصوى من الاهتمام عبر وضع الخطط اللازمة وتوفير التمويل المناسب والكادر البشري المؤهل.
المصدر:سكاي نيوز