الرئيسية » المجتمع » اكتشاف كنيسة نوبية ضخمة من العصور الوسطى بشمال السودان

اكتشاف كنيسة نوبية ضخمة من العصور الوسطى بشمال السودان

كاتدرائية1

اكتشف فريق من علماء اثار بولنديين كنيسة ضخمة في منطقة دنقلا القديمة شمال السودان ربما تكون كاثدرائية هي الأولى من نوعها في المنطقة التي سادت فيها المسيحية قبل دخول الإسلام.
ووفقا لمقال نشرته مجلة ذي ارت نيوسبيبر The Art Newspaper في 6 يوليو 2021 فقد استخدم فريق من الباحثين البولنديين تقنية الاستشعار عن بعد للكشف عن المبنى ، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة ، بالإضافة إلى مقبرة يحتمل ان تكون لرئيس الأساقفة.
ويشير المقال إلى ان علماء الآثار البولنديين الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار في دنقلا القديمة شمال السودان اكتشفوا بقايا ما يبدو أنه أكبر كنيسة نوبية يتم العثور عليها في المنطقة. ويعتقد علماء الآثار باحتمال أنها ربما كانت مبنى كاتدرائية من العصور الوسطى وأنها ربما كانت مقراً رؤساء الأساقفة في مملكة المقرة النوبية ، التي سادت فيها المسيحية في منتصف القرن السادس الميلادي.
يقول أرتور أوبوسكي، الذي يقود البعثة الاستكشافية من المركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط التابع لجامعة وارسو، إن تقنية الاستشعار عن بعد قد قادت فريقه إلى استكشاف مساحة شاغرة في وسط القلعة القديمة في المدينة تحت الأرض في فبراير الماضي.
ويقول: "لم يتوقع الفريق العثورعلى كنيسة بل كان يتوقع وجود ساحة المدينة كانت تستخدم لإقامة الصلوات الجماعية " . وحتى الآن ، فإن وجود كنيسة خارج القلعة يعد اكتشاف لكاتدرائية دنقلا.
وقد كشفت الحفريات عن وجود جدارين من زخارف الكنيسة ، مزينان بلوحات تصور شخصيات ضخمة ، وقبة قبر كبير إلى الجنوب الشرقي. ويبلغ عرض مبنى الكنيسة حوالى 26 مترًا، ويبلغ ارتفاع طولها ارتفاع "مبنى من ثلاثة طوابق " ، وفقا لأوبلوسكي ،و يبلغ عرض النتوء الزخرفي 6 أمتار.
وكان اكتشاف المقبرة أكثر إثارة للدهشة. واستنادا الى مقارنة مع كاتدرائية اكتشفت في الستينيات في مدينة فرس النوبية القديمة ، وكانت تقع في وسط قلعة مع مقبرة أسقف على شكل قبة إلى الشرق ، فان أوبلوسكي يشير إلى أن مقبرة دنقلا قد تكون أيضًا قبرا لرئيس أساقفة. وكانت كنائس العصور الوسطى تعود لملاك الأراضي المهمين والاعمدة الفقرية للمجتمع ، وغالبًا ما يديرها أفراد من النخبة أو العائلات الملكية.
وقد ازدهرت دنقلا كمركز مسيحي حتى القرن الرابع عشر، عندما انتشر الإسلام مع وصول الجيوش من تلقاء مصر وأماكن أخرى.و يقوم علماء الآثار البولنديون بالتنقيب في المنطقة منذ عام 1964 إلا أنهم ومنذ عام 2018 تلقوا دعما عبارة عن منحة مقدارها 1.5 مليون يورو من مجلس البحوث الأوروبي بهدف المساعدة في إلقاء الضوء على تاريخ دنقلا المسيحية وتطور المجتمعات الأفريقية في فترة ما قبل الاستعمار.
يأمل اولويسكي وزملاؤه أن تساعدهم المزيد من البحوث من التمكن من تحديد تاريخ بناء الكنيسة. الا انه وبسبب من جائحة الكرونا والتحديات الاخرى، فقد اضطر الفريق إلى يلغي موسما واحدا من جدول عمله ولكنه يستأنف هذا الخريف.