*توطئة وتمهيد الجدية التي تبدو على ملامح وقسمات الطالبة النابغة النجيبة أمنية محمد موسى أولى الشهادة الثانوية السودانية للعام ٢٠٢٢م خلقة ربانية وطبع سليقي وتنشئة عبقرية فريدة قلما نجد نظيرها في كل بقاع العالم ، جعلها في قمة التعقل والوعي الإثرائي المحيط بكل جوانب حياتها، فهي تمثل حالة اتقاد ذهني وصفات علمية لم يجود الزمان بمثلها في العهد القريب.
تم تكريمها ووالدتها الأستاذة ندى عوض معلمة مادة الجغرافيا في برنامج الاحتفال باليوم العالمي للبنت الذي أقيم بمدرسة امتداد حلة كوكو النموذجية بنات بمحلية شرق النيل، بتعاون طيب ومشاركة فاعلة بين وزارتي التربية والتعليم الاتحادية وولاية الخرطوم والائتلاف السوداني للتعليم للجميع، وقد استقبلتها زميلاتها بهذه المدرسة العريقة استقبالا حارا وكبيرا وحفاوة بالغة سعدن بها جميعا وتدافعن لأخذ اللقطات التذكارية معها مما حبهن للعلم والتفوق.
بعد تكريمها في هذا الاحتفال شرفت هذه الطالبة ووالدتها وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم في زيارة خاصة كان لها وقعها الطيب ونكهتها ومذاقها، وقد استقبلها الدكتور قريب الله محمد أحمد مدير عام التعليم بولاية الخرطوم بمكتبه وسط احتفاء كبير من كل العاملين بالوزارة الذين فرحوا بزيارتها وازدهار بما قدمته من مستوى مشرف جدا في نتيجة امتحانات الشهادة الثانوية السودانية مما أثلج صدور الجميع ببهاء مركزها الأول.
اغتنمت إدارة الإعلام التربوي والعلاقات العامة بالوزارة هذه السانحة، وجلست معها ووالدتها وأدارت معها حوارا استثنائيا يعد من باب الخبطات الصحفية لإيرادنا معلومات على لسانها ووالدتها تنشر لأول مرة عن أسرار هذا التفوق والنبوغ الذي احتوى جميع مراحل حياتها مما جعلها فخرا لأهل السودان قاطبة والإعزاز من ذوي العلم والمعرفة في العالم أجمع.
ولادتها: ابتدرت والدتها الحديث عنها بأنها قد ولدت يوم ٢٠٠٦/١/٢٧م الموافق مطلع شهر محرم من العام الهجري الذي يعادله وذلك بمستشفى الإنقاذ الذي كان بالقرب من موقف أبو جنزير سابقا وكان من أوائل المستشفيات التي تعاملت بنظام التأمين الصحي، وكانت أسرتها حين ولادتها تسكن الديوم الشرقية قرب الساحة الشعبية، وينحدر والدها من قرية زحل بمحلية المناقل فيما تعود جذور والدتها إلى منطقة الحصاحيصا.
دراستها بالروضة:
بعد أن شبت عن الطوق درست في روضة نور الهدى بجبرة وكانت متميزة في الروضة تحب الابتكار وتأتي بأشياء ملفتة للنظر مما جعلهم يقومون بتنبيه والدتها على الملاحظات التي ظهرت عليها عبرت عبقريتها ونبوغها الذي ظهر مبكراً.
مرحلة الأساس
دخلت مدرسة جبرة الحارة(١٨) الأساسية وكان عمرها آنذاك خمس سنوات وأربعة أشهر ودرست بها الصفوف الأول والثاني والثالث أساس بالمدرسة التي كانت تحرز فيها المركز الأول وتحافظ عليه ، وأثناء ذلك توفي والدها وعمرها سبع سنوات.
بعد ذلك نافست في الالتحاق بمدارس الموهبة والتميز وكان لها ما أرادت، فدرست من الصف الرابع حتى الصف الثامن بمدرسة عابدون حماد للموهبة والتميز وظلت محافظة على مستواها الأكاديمي الرفيع حتى توجت كل ذلك بإحرازها مجموع (٣٣٠٠) درجة من المجموع الكلي(٣٤٠٠) درجة في نتيجة امتحانات شهادة الأساس محتلة المركز الثاني على مستوى مدارس الموهبة والتميز بولايات الخرطوم والجزيرة والقضارف ، وتمت إذاعة اسمها في مؤتمر إعلان نتيجة الأساس في العام (٢٠١٩) ، وقد حفظت خلال هذه الفترة عشرة أجزاء من القرآن الكريم.
المرحلة الثانوية:
وتواصل والدتها في سرد مراحلها التعليمية بمشاركة ابنتها الأولى التي درست المرحلة الثانوية بمدرسة التيجاني الماحي للموهبة والتميز الثانوية بنات بمحلية الخرطوم، وقد درست فيها الصفين الأول والثاني محرزة المرتبة الأولى في كليهما ، وقضت فترة شهر في الصف الثالث بهذه المدرسة، فكان أن دخل بعض المعلمين في دعوة الإضراب ، فمكثت فترة في هذه المدرسة دون أن تجد دروسا في بعض المقررات التي غاب عنها معلموها بسبب الإضراب الذي كاد أن يحطم مستقبلها ورفيقاتها بعد أن أضحت الأمور غير مستقرة في هذه المدرسة.
تقول والدتها بأنها وبعض أمهات الطالبات قد اجتمعوا بإدارة المدرسة وتفاكروا معهم حول هذه التداعيات بإضراب بعض المعلمين، فكان مدير المدرسة يوعدهم خيرا و يحرص على تواجد ابنتي معهم في المدرسة وبعض زميلاتها نسبة للمستوى العالي لهن و(يترجاهم) بعدم النقل لمدارس أخرى ، ولكنه قد عجز عن إثناء هؤلاء المعلمين عن مواصلة الإضراب مما أدخلنا في بعض الضيق والتبرم والتضجر … فقررنا الالتحاق بالمدارس الخاصة نسبة جوانب الاستقرار بها عكس المدارس الحكومية التي كانت تعاني من آثار إضراب المعلمين والمعلمات مما تسبب في تدمير الكثير من العقول النيرة وزعزعة لمستقبلهن ، مشيرة إلى أنها كانت تعمل مشرفة تربوية في إدارة التعليم الخاص بالمرحلة الثانوية بمحلية الخرطوم ، وكان لها الإشراف التربوي على مدارس الفتح الخاصة بنين وبنات، علاقتي قديمة بهذه المدرسة فألحقت ابنتي أمنية محمد موسى بها بعد مرور شهر ونيف من بداية العام الدراسي، ورغم ذلك ظل مدير مدرسة الموهبة والتميز وبعض معلميها يسألون باستمرار عنها ويتابعون أخبارها.
ماذا جرى بمدرسة الفتح الخاصة:
تقول الطالبة الأولى أمنية محمد موسى: بعد أيام قليلة لي بمدرسة الفتح الخاصة نزلت مع زميلاتي في اختبار شهري تقيمه المدارس لطالبات الصف الثالث، وأحرزت المركز الأول رغم قلة فترتي معهم كما حصلت على الدرجة الكاملة في مادة الرياضيات والأحياء(٩٧) درجة وظللت على هذا الحال في جميع الاختبارات الشهرية أقوم بإحراز الدرجة الكاملة في بعض المواد وما فوق ال(٩٥) درجة في بعض المواد الدراسية الأخرى ولم أفارق المرتبة الأولى بتاتا، مما لفت إلى شخصي الضعيف الأنظار من إدارة المدرسة والمعلمين والمعلمات، فوجدت عناية خاصة منهم واهتمام كبير لأنني أحرز نتائج مشرفة في اختبارات كل شهر، وكنت وما زلت شغوفة بمادة الكيمياء التي أحرز فيها الدرجة الكاملة باستمرار.
درجاتها في المواد الدراسية المختلفة في الشهادة الثانوية
كما يعلم الجميع فإنها قد أحرزت نسبة نجاح ٩٨% معتلية المركز الأول على مستوى السودان عن جدارة واستحقاق، وقد جاءت درجاتها في المواد الدراسية المختلفة على النحو التالي:
اللغة العربية: (٩٤) درجة
التربية الإسلامية: (١٠٠) درجة
الرياضيات(١٠٠) درجة
الفيزياء: (١٠٠) درجة
الكيمياء: (١٠٠) درجة
اللغة الإنجليزية: (٩٦) درجة
الأحياء: (٩٧) درجة
تنظيم جدول مذاكرتها:
وذكرت هذه الطالبة النابغة بأنها وضعت جدول لمتابعة ومراجعة الدروس أولا بأول ، ولا تميل إلى السهر كثيرا، ولكن إذا رأت أن هنالك مادة تحتاج إلى تركيز أكثر تزود لها عيار الاهتمام وتعطيها زمنا إضافيا.
هوايتها
ذكرت إلى أنها تنحاز إلى الجانب العلمي أكثر ولا تميل كثيرا إلى الرياضة وسماع الأغنيات وتعشق أكل السمك كمادة غذائية دسمة تساهم في النمو العقلي وبه من البروتين المفيد ما يقوي الجسم ويحافظ عليه.
الإهداء
وفي ختام حديثها أهدت نجاحها الباهر وتفوقها إلى جميع أفراد الشعب السوداني الكريم بطبعه الأصيل بوطنيته الذي قام بتكريمها معنويا وماديا ليؤكد بذلك أصالة معدنه، كما اهتدت نبوغها في نتيجة امتحانات الشهادة الثانوية إلى والدتها وأسرتها ومدرستها ومعلميها ومعلماتها وأهلها في قرية زحل والحصاحيصا ووزير التربية والتعليم المكلف ومدير عام التعليم بولاية الخرطوم.