صحيفة اللحظة:
قالت دراسة علمية نُشرت في دورية "نيتشر ميديسن"، السبت، إن سلالة "أوميكرون" يُمكن أن تصيب "بسهولة" الأشخاص المُطعمين؛ أو الذين لديهم مناعة مكتسبة جراء إصابة سابقة بفيروس كورونا المستجد، بسبب "الهروب الفيروسي" من الأجسام المضادة التي تقوم بتحييد سلالات كورونا السابقة.
وبحسب الدراسة، يبدو أن تطوير أعراض شديدة أو خطيرة جراء الإصابة بأوميكرون، غير شائع نسبياً لدى المُطعمين، أو من لديه مناعة مكتسبة جراء العدوى السابقة.
وتقول الدراسة إن عدم تطوير الأعراض الخطيرة "يُبرز الدور المحتمل للمكونات الأخرى لجهاز المناعة التكيفي" (الجهاز المناعي المكتسب).
ويوجد نوعان أساسيان لنظام المناعة، "المناعة الطبيعية" التي لا تتطلب أي مواجهات مع الأجسام الغريبة، إذ تعمل بشكل فعال دون الحاجة لتعلم التعرف عليها، و"المناعة المكتسبة"، وفيها تهاجم كرات الدم البيضاء الأجسام الغريبة بعد أن تتعرف عليها من خلال عدوى سابقة، وتتعلم كيفية مواجهتها.
على سبيل المثال، إذا ما تماثل شخص ما للشفاء من عدوى كورونا؛ يقوم جهازه المناعي بتذكر العدوى ويحتفظ بها في ذاكرة الخلايا البائية والتائية؛ وحين يُهاجمه نفس الفيروس، يستجيب الجسم على الفور ويهاجم الفيروس بغرض تدميره.
ولا يختلف الأمر كثيراً عند الأشخاص المُطعمين؛ فبعد التطعيم؛ يُكون الجسم ذاكرة ذاتية تجعله يُقاوم العدوى في حال التعرض لها، ويهاجمها بقوة بغرض "ابتلاع" الجسم الغازي وتحطيمه إلى شظايا صغيرة.
ووفقاً للدراسة، يستطيع "أوميكرون" مراوغة الجهاز المناعي بسبب الطفرات الموجودة في بروتينه الشوكي المستهدف من قبل اللقاحات، وهو ما يمنع تعرف بعض مكونات الجهاز المناعي المكتسب على العدوى، وتمنع إنتاج الأجسام المضادة. لكن بالنسبة للملقحين أو الناجين من الإصابات السابقة، تتعرف بعض مكونات الجهاز المناعي الأخرى على الفيروس.
وتقول الدراسة إن مجموعة من البروتينات التي تتولد في الغدة الزعترية، تقع أعلى الصدر وتنتج مجموعات متنوعة من الأجسام المضادة، تهاجم الفيروس بكفاءة وتحاول تحييده.
وتشير الدراسة إلى أن نوعين من الخلايا التائية (+CD4و +CD8) الموجودة عند المُطعمين أو أصحاب المناعة المكتسبة، توفران تفاعلاً مناعياً شاملاً ضد العدوى بسلالة أوميكرون، فقد أدت تلك السلالة وظيفتها في حماية الجسم ضد سلالة أوميكرون، بشكل يُشبه تماماً ما تفعله مع السلالات السابقة.
وهذا يعنى أن التطعيم أو المناعة المكتسبة جراء العدوى السابقة، تؤثر بإيجابية في الاستجابة المناعية للجسم، لكن عبر مكونات أخرى في الجهاز المناعي، تتمثل في آليات المناعة الإضافية التي تتجاوز إنتاج الأجسام المضادة، لتخفف من مسار العدوى بأوميكرون.