في نفس اليوم الذي شهد حريق مستشفى ابن الخطيب الدامي في بغداد، والذي راح ضحيته حتى الآن 82 شخصا، شهد شارع العيادات الطبية في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين حريقا كبيرا آخر.
وقال بيان للدفاع المدني العراقي إن “شرارة” اشتعلت في إحدى البسطات (محال متنقلة يستخدمها الباعة المتجولون) وأدى اشتعالها إلى امتداد النار إلى بسطات ومحال تجارية أخرى.
وأدى الحريق إلى أضرار مادية، وفيما لم يوقع خسائر بشرية إلا أنه أثار القلق بشكل كبير في المحافظة بسبب تزامنه مع حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد، خاصة وأن شارع العيادات في تكريت يؤمه مرضى المحافظة وأطباؤها.
حوادث متكررة
ويقول الصحفي العراقي، أحمد جاسم، من مدينة تكريت لموقع “الحرة” إن “هذا الشارع بالتحديد تعرض للحرق أكثر من مرة، وتعرض لأحداث مأساوية، ولا توجد بقربه أي سيارات إطفاء للطوارئ على الرغم من تكرر وقوع الحوادث فيه”.
ويقول الطبيب العراقي، عثمان الجبوري، الذي يملك عيادة في ذات الشارع إن “مئات المرضى يمرون من هنا يوميا”، مضيفا “لو لم يكن الوقت ليلا لكان حساب الخسائر مختلفا”.
وأضاف الجبوري لموقع “الحرة” أن “بعض العيادات تحوي مواد كيماوية قابلة للاشتعال، كما إن جميعها لا يحتوي على نظام إطفاء مركزي أو أتوماتيكي، وفي أغلبها مولدات كهرباء تستخدم لتوليد الطاقة عبر إحراق البترول، وهذا خطر كبير”.
حريق ابن الخطيب
والأحد، قال بيان لنقابة الأطباء العراقيين إن الأطباء “لن يقبلوا مستقبلا بالعمل في ظروف مشابهة وهكذا خطر مهدد للمساكين بما فيهم الأطباء”.
وطالبت النقابة “الجهات الحكومية كافة بتأمين متطلبات السلامة الكاملة حسب متطلبات الدفاع المدني وتأمين متطلبات الوقاية الشخصية بأعلى مستوى وإلا لن نقبل مستقبلا بالعمل”.
وقالت لجنة الصحة والبيئة النيابية، الاثنين، إن هناك “اهمالا كبيرا بحادث حريق مستشفى ابن الخطيب، فيما أشارت إلى أن عدد وفيات الحادث ضعف المرضى الموجودين، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة، قتيبة الجبوري، أن “التقصير غير متعمد”، بعد إجراء لجنته “زيارة ميدانية للحادث” ولقائه بالمسؤولين.
وعزا الجبوري الحادث إلى وجود ” تقصير واضح في متابعة الاحتياجات الفعلية لمستشفيات بغداد، وخصوصا في الرصافة والبالغ عددها 27 مستشفى ومن ضمنها ابن الخطيب”.
وأكد أن “مبنى مستشفى ابن الخطيب متهالك ومخصص للعزل الصحي لعلاج كورونا، ويضم أكثر من 200 مريض، أما الردهة التي حصل فيها الحادث فتضم 32 مريضا مع وجود كمية هائلة من الأوكسجين”. وقتل في الانفجار 82 شخصا، أغلبهم من المرضى والمرافقين لهم والكوادر الطبية الموجودة في المستشفى.
واتهم الجبوري “وزارة المالية أيضا بالتقصير في تخصيص مبالغ لدائرة صحة الرصافة، والتي طالب بها خلال ثلاث سنوات، لشراء منظومات إطفاء وحماية للمستشفى، ولكن المالية لم تلبى الطلبات”.
حملة تفتيش
وأطلقت مديرية الدفاع المدني العراقية “حملة كبرى تتضمن إجراء الكشوفات ومتابعة الإجراءات الوقائية للسلامة الواجب اتباعها في مختلف مؤسسات الدولة”، عقب حريق ابن الخطيب.
وأجرت فرق الدفاع المدني العراقية جولات تفقدية لعدد من المستشفيات والمراكز الأخرى في محافظات عراقية متفرقة، لكن لم ينشر حتى الآن تقرير بنتائج في تلك الجولات.