سونا: سمية عبد النبى محمد
مع استمرار تفشي جائحة كورونا في موجتها الثالثة، يكافح القطاع الصحي بالسودان من أجل توفير متطلبات مواجهة الجائحة رغم عقبات كبيرة أبرزها شح الكوادر الطبية المؤهلة في هذا المجال ونقص المعدات الضرورية والنظام الصحي الهش الذي ورثه من الحكومة السابقة .
فقد تأثر السودان كغيره من الدول بجائحة فيروس كورونا المستجد التي ضربت العالم وسجل السودان أول حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في مارس 2020 ومنذ ذلك الوقت يعمل النظام الصحي بتناغم من أجل مكافحة الجائحة حيث كون لجنة عليا للطوارئ الصحية ووضع خطة للطوارئ شملت المستشفيات والمعابر والموانئ التي تم وضعها في حالة تأهب قصوى لأي طارئ بينما خصصت مستشفيات ومراكز لعزل المرضى المصابين بالفيروس.
الا ان سلامة العاملين في القطاع الصحي والمرضى من عدوى كوفيد-19 ظلت أولوية انتهجتها وزارة الصحة الاتحادية منذ بداية الجائحة فكان الرصد والتقصي المرضي للحالات المشتبه بها والمؤكدة اصابتهم معمليا.
وخلال الموجة الثانية جائحة فيروس كورونا المستجد كثفت الوزارة من الاستعدادات منها تشديد الاشتراطات الصحية لمجابهة تمدد الفيروس فضلا عن وضع خطة للقطاع الصحي بزيادة عدد مراكز العزل والمعامل الإضافية لفحص كورونا عبر معامل من المؤسسات الخاصة.
تفاهمات لوزارة الصحة:
تواصلت وزارة الصحة الاتحادية إلى تفاهمات مع آلية كوفاكس الحاكمة لتوزيع اللقاحات، لتوفير ٨،٤٠٠،٠٠٠ جرعة لقاح لكوفي-١٩ في الربع الأول من العام 2021م، ووضع السـودان فـي القائمة حسب الجدول الزمني المحدد. واكد د.أسامة أحمد عبدالرحيم وكيل وزارة الصحة حينها أن الأولوية لخط الدفاع الأول ستكون للكوادر الطبية و للأعمار فوق 45 سنة.
في 3 مارس 2021 استقبل السودان الدفعة الأولى من لقاح كوفيد 19 من آلية كوفاكس.
* تطعيم العاملين في المجال:*
وزير الصحة الإتحادي د.عمر النجيب، جدد في حفل التسلم بمطار الخرطوم انه سيتم استخدام الدفعات الأولى من اللقاح لتطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية لضمان الاستمرارية في تقديم الخدمات الصحية المنقذة للحياة، بجانب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما فما فوق ممن يعانون من الأمراض المزمنة.
ووجه سيادته بتطبيق الاشتراطات الصحية حتى في حالة اخذ اللقاح، وأضاف قائلا “أن جائحة كورونا تسببت في تعطيل تقديم الخدمات الأساسية في السودان ولاتزال أرواح الناس تزهق يوميا لذا وفرنا اللقاح الآمن الفعال المجاني”.
* أول دولة تتلقى اللقاح:*
ويعد السودان من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تلقت اللقاح من آلية كوفاكس وذلك بوصول 808,000 جرعة من لقاح (استرازينيكا) وكوفاكس هو تحالف ما بين منظمة الصحة العالمية والتحالف الدولي للقاحات وتحالف التأهب الوبائي.
وبعد اسبوع من استلام الدفعة الأولى من اللقاح شهدت البلاد في 10 مارس 2021 أول تطعيم للعاملين في الحقل الطبي بمراكز العزل والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة ويعانون من أمراض بمركز جبرة للطوارئ والاصابات بالخرطوم. وفي 24 مارس دشنت وزارة الصحة الاتحادية برنامج تطعيم وتحصين الكوادر الصحية وكبار السن بلقاح الـ(أسترازينيكا) بعدد من المراكز الصحية.
وتلى ذلك بعد اسبوعين تسلم السودان الدفعة الأولى من لقاح (سينا فارم) الصيني المضاد لفيروس كورونا المستجد و بلغ عدد اللقاحات (250) ألف جرعة، بمطار الخرطوم الدولي، وتم الإتفاق على تخصيص (100) ألف جرعة للقوات المسلحة، و(150)الف لوزارة الصحة الإتحادية، فضلًا عن ثلاث ألف جرعة للسفارة الصينية لتوزيعها على منسوبيها في السودان.
وخلال التسليم قال عضو مجلس السيادة الإنتقالي بروفيسور صديق تاور إن السودان يتطلع للمزيد من المساعدات الصينية فيما يتعلق بلقاح فيروس كورونا، وأبان أن الشحنة التي تبرعت بها الحكومة الصينية إلى السودان تمثل امتدادًا لسلسلة من المساعدات الصينية في مجال المستهلكات الطبية والدعم الفني ومعينات الكوادر الطبية خلال فترة الجائحة.
* تطورات القطاع الصحي:*
وتأتي هذه الجائحة وتطوراتها في وقت يشهد فيه القطاع الصحي طوال الثلاثين عاما المنصرمة تدهورا مريعا كاد ان يؤدي لانهيار المنظومة الصحية في كافة أرجاء الوطن. وغشي ذلك التدهور المؤسسات الصحية والكوادر الصحية من حيث الوفرة العددية والنوعية والوضع الوظيفي والتدريب والتأهيل. كما شمل أيضا نظم الإدارة والحوكمة والجودة على كافة المستويات. و يزيد الوضع تعقيدا التمييز السلبي بين العاصمة والولايات وتكدس الخدمات رغم شحها في العاصمة وبعض عواصم الأقاليم.
* الاهتمام بصحة المواطن:*
و تؤكد الحكومة الانتقالية في السودان إن الاهتمام بصحة المواطنين كافة هو أحد أهم متطلبات التنمية، ويشكل مشروع تطوير وبناء القطاع الصحي أحد أهم ركائز مشروع النهضة الوطنية الشاملة لحكومة الثورة في الفترة الانتقالية.
وقد أعلن الوزير الاتحادي عن معالجات جذرية للمشكلات التي يعاني منها القطاع الصحي عبر سياسة الوزارة التي أجازها مجلس الوزراء أول أبريل 2021 لتضع حلولاً للمشكلات الراهنة على أن تكون لوزارة الصحة الاتحادية كامل الولاية على الصحة في كافة أرجاء البلاد نظما ومؤسسات حتى انقضاء الفترة الانتقالية. بنهاية الفترة الانتقالية ستتمكن البلاد وفق الخطة وبرامجها لاحقا من بناء منظومات صحية عصرية في كافة أقاليم السودان تدار بالكامل على المستوى الإقليمي
بنهاية الفترة الانتقالية تتحول وزارة الصحة الاتحادية إلى مؤسسة تشريعية تعنى بقوانين الصحة والجودة والحوكمة (الادارة العلمية)،على أن تتم إدارة مشاريع الخطة بناء على أسس ونظم ومبادئ إدارة المشاريع بعيداً عن البيروقراطية الإدارية.
*أولويات وزارة الصحة:*
ستتركز أولويات الوزارة في العام الأول على إيلاء أقصى درجات الاهتمام بجائحة كورونا والتعامل مع ذلك كمشروع يدار على أسس إدارة المشاريع يعين له مدير مشروع يتبع له فريق. وتقوم الخطة أيضا على تاسيس مشروع فني ولوجستي متخصص ويعمل وفق برنامج يحافظ على حياة المواطنين ويعمل على استمرارية تقديم خدمات صحية آمنة ويراعي سلامة العاملين في الحقل الطبي.
ويعني ذلك أيضا تأهيل أقسام الطوارئ في كافة المستشفيات خاصة في المناطق الطرفية والمناطق التي تأثرت بالحروب و النزوح وتأهيل مراكز الرعاية الصحية الأولية بحيث تبنى المرافق وفق نموذج مختلف يتمحور حول المريض وتحقيق أكبر قدر من الكفاءة في تقديم الخدمات الصحية وبحيث تكون كل الوحدات التي يحتاجها المريض متوفرة في المركز حتى نقلل من الزمن الضائع ونخفف الضغط على المستشفيات الكبيرة.
وضع خطط على المدى الإسعافي القصير والمتوسط والطويل لحل مشكلة توفير الدواء بإشراك الاختصاصيين والمواطنين والعمل على بناء صناعة وطنية للدواء تفي بحاجة الوطن على المدى المتوسط. الاهتمام بالكوادر الطبية والصحية كافة من حيث التأهيل والتدريب وتوفير بيئة عمل آمنة وجاذبة لنمو القدرات والعطاء