صحيفة اللحظة:
أعلن قصر باكينجهام في بيان وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاماً، فيما وصف ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث، وفاة والدته، بأنها “أكبر لحظة حزن بالنسبة له”.
وجاء رحيل ملكة بريطانيا، بعد ساعات من إعلان أطبائها عن “قلقهم” من وضعها الصحي، فيما كانت عائلتها قد توجهت على وجه السرعة إلى مقر إقامتها في قصر بالمورال في اسكتلندا للبقاء إلى جانبها.
وعانت الملكة إليزابيث الثانية مشكلات صحية عدة منذ أكتوبر 2021، ألغت على إثرها سلسلة التزامات رسمية بناء على نصائح أطبائها.
وتواجد ولي العهد الأمير تشارلز (73 عاماً) وزوجته كاميلا إلى جانب الملكة خلال ساعاتها الأخيرة، بالإضافة إلى ابنتها آن، وولداها الآخران الأميران أندرو وإدوارد.
كما حضر إلى قصر بالمورال حفيدها الأمير وليام، الثاني في ترتيب خلافة العرش البريطاني، وحفيدها الأمير هاري.
آخر ظهور:
وفي آخر ظهور علني لها، صادقت الملكة إليزابيث رسمياً، الثلاثاء، على تعيين ليز ترَس في منصب رئيسة الوزراء، لتصبح رئيس الحكومة الـ15 خلال 70 عاماً من تولي الملكة العرش.
وكانت الملكة إليزابيث قررت البقاء في بالمورال بدلاً من العودة إلى لندن، حيث ينظم عادة حفل التسليم والتسلم بين رئيسي الوزراء. وأظهرت صور بثها القصر الملكة مبتسمة وهي تستند إلى عصا وتصافح ليز ترس.
وفي مايو الماضي، ألقى الأمير تشارلز بدلاً منها للمرة الأولى خطاب العرش أمام البرلمان، وهو من أبرز مهامها الدستورية.
وفي مطلع يونيو، احتفل البريطانيون على مدى أربعة أيام بمرور سبعين عاماً على اعتلاء الملكة الراحلة العرش.
ولم يسبق لأي ملك بريطاني أن تولى العرش لهذه الفترة الطويلة. فالأمير تشارلز وارث العرش يبلغ 73 عاماً فيما نجله وليام سيحتفل بعيده الأربعين قريباً.
وأطلت إليزابيث خلال هذه الاحتفالات على شرفة قصر باكينغهام لتحية عشرات آلاف الأشخاص.
وبعد ذلك بأسابيع خرجت في مناسبات عامة عدة في اسكتلندا وظهرت مبتسمة وهي تستعين بعصا خلال عرض للقوات المسلحة في إدنبره في نهاية يونيو.
واعتلت الملكة العرش في 6 فبراير 1952 وهي بعمر 25 عاماً، بعد وفاة والدها الملك جورج السادس. هي أرملة منذ رحيل زوجها الأمير فيليب في أبريل 2021، قبل بلوغه عامه المئة بقليل.
العالم يُنعي إليزابيث:
وأعرب البيت الأبيض عن تعاطفه مع عائلة الملكة إليزابيث ومع “شعب المملكة المتحدة”، على ما أعلنت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار.
وحيا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب “الإرث الاستثنائي من السلام والازدهار” الذي تركته الملكة إليزابيث، قائلاً إن “روح القيادة والدبلوماسية لديها أتاحت إقامة وتعزيز التحالفات مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى عبر العالم”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر “تويتر” إن “الملكة إليزابيث الثانية جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها لأكثر من 70 عاماً”. وأضاف: “أتذكرها صديقة لفرنسا وملكة طيبة القلب تركت انطباعاً دائماً في بلدها”.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن الملكة شكلت “حضوراً دائماً” في حياة الكنديين و”ستبقى إلى الأبد جزءاً مهماً من تاريخ بلدنا”. وأضاف رئيس الحكومة: “سيتذكر الكنديون وسيثمنون على الدوام حكمة جلالتها وتعاطفها”.
ووصف الرئيس الإيرلندي مايكل هيجينز الملكة بأنها كانت “صديقة مميزة لإيرلندا”، معتبراً أن “تأثيرها كان كبيراً على أواصر التفاهم المتبادل” بين الشعبين.
وقدمت زعيمة حزب “شين فين” القومي الأيرلندي الشمالي، خالص تعازيها لأسرة ملكة بريطانيا، وقالت إن “الملكة أسهمت إسهامات مهمة في دفع السلام والمصالحة بين الجزيرتين” في إشارة لبريطانيا وأيرلندا. وأضافت في البيان “بشكل شخصي، أنا ممتنة لإسهام الملكة إليزابيث المهم والجهود الحثيثة في دفع السلام والمصالحة بين جزيرتينا”.
وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن التي تؤيّد استقلال بلادها عن بقية المملكة المتحدة، إنّ “رحيل إليزابيث الثانية كان لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتّحدة، ومنظمة الكومنولث والعالم”.
وقدّم رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراجي تعازيه بوفاة الملكة اليزابيث الثانية، قائلاً: “لقد حافظت على الاستقرار في أوقات الأزمات وأبقت قيمة التقاليد حية في مجتمع في تطور مستمر.. إن روح الخدمة والتفاني لديها طوال هذا الوقت الطويل شكلت مصدر إعجاب دائم لأجيال”.
وأشاد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش بالمزايا التي تمتّعت بها ملكة بريطانيا الراحلة من “فضيلة ونعمة وتفان”، منوّهاً بحضورها “المثير للطمأنينة على مدى عقود من التغيير الكبير”.