استقبل الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال أمس الدكتورة مريم الصادق وزيرة الخارجية بمنزله في دكار، وذلك في إطار الجولة الإفريقية التي تقوم بها الوزيرة حاليا.
في بداية اللقاء نقلت الوزيرة تحيات رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء الدكتورة عبد الله حمدوك، وأعربت عن سعادتها بالزيارة التي تمت في زمن وجيز.
وتناولت الوزيرة خلال اللقاء عمق العلاقات بين البلدين وتأثير البعد الثقافي في هذه العلاقة، وعددت مكاسب التغيير الثوري الذي حدث في السودان وأولويات الحكومة الانتقالية والأوضاع الراهنة في السودان والانفتاح المبصر نحو العالم.
وشددت على ضرورة زيادة حجم التعاون والاستثمار، وفي هذا الصدد تطرقت إلى الصعوبات التي تواجه السودانيين في الحصول على التأشيرة إلي السنغال وإدراج السودان في القائمة (ج)، ودعت الوزيرة إلي الدخول في شراكات استثمارية بين البلدين.
وشرحت الوزيرة الوضع الحالي لقضية سد النهضة وموقف السودان إزاء هذه القضية، وحرصه على الحلول الأفريقية للقضايا الإفريقية، ورغبة السودان في أن يبذل الرئيس السنغالي جهودا لتأثيره في القارة للوصول إلى حل سلمي مع قرب الملء الثاني الذي أعلنته أثيوبيا، وان السودان يتحلى بإرادة سياسية مع التشديد على رغبته في الوصول لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الأطراف الثلاثة ويحفظ حقوقها، تحت قيادة الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين الضامنين للاتفاق.
وأكدت الدكتورة مريم في اللقاء علي أن الحدود بين السودان وإثيوبيا تعد من أوضح الحدود وتحميها اتفاقيات معترف بها وأن السودان يسعى لإقناع الجانب الإثيوبي باحترام المعاهدات والاتفاقيات والقانون الدولي، وأن الجيش السوداني بسط سيادته على أراضيه. من جانبه رحب الرئيس السنغالي بالوزيرة، وأكد ان للسنغال تجربة جيدة في إدارة الأنهار العابرة للدول وأنه يؤمن بالمنافع المشتركة والتعاون بين الدول وليس الاحتكار للمياه، وان تجربة السنغال التي تزيد عن ٤٠ سنة في إنشاء منظمة حوض السنغال تمثل تجربة ناجحة للشراكة التعاونية التي تقوم على المشاريع الاستثمارية المشتركة وتصلح كنموذج لحل قضية سد النهضة.
وأوضح سال بأنه سوف يثير هذا الأمر في اجتماع هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي، وسوف يتواصل مع رئيس الكونغو رئيس الاتحاد الإفريقي للتوصل لحل يرضي جميع الأطراف. وأشار ان قضية الحدود يرى ضرورة الجلوس في طاولة التفاوض والحل السلمي. وأعرب الرئيس السنغالي عن تقديره لعمق العلاقات بين البلدين.
وذكر الرئيس في اللقاء بأن شركة إكسبريسو السودانية للاتصالات تعتبر مثالا لنجاح الاستثمارات السودانية في السنغال وهي الاستثمار الإفريقي الوحيد الناجح، ووعد بدعمها، وتشجيع راس المال ورجال الأعمال للاستثمار المتبادل، ومعالجة العقبات في الضرائب والجمارك. وقام الرئيس بتوجيه وزير الداخلية من داخل الاجتماع برفع اسم السودان من القائمة (ج) التي تضع السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب والتي تمنع مواطنيها الدخول إلا بإجراءات معقدة ومطولة. هذا وقد تم الاتفاق على جملة من القضايا أهمها تنشيط الاتفاقيات المفعلة، وعقد اجتماعات اللجنة الوزارية وكذلك لجان التشاور السياسي والي رفع التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارة للسنغال بالخرطوم.
المصدر: سونا