صحيفة اللحظة:
قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب اللواء معاش عصام الدين مرزوق أن الإرهاب لادين له ولا وطن ولا يعرف الحدود
وأكد ان السودان ظل يعاني من الحدود الممتدة على سبعة دول وكان في السابق معبرا لهذه التنظيمات الإرهابية والآن اصبح حاضنة بعد التضييق على هذه الجماعات في دول الجوار
وأوضح في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن جهاز المخابرات ظل يتتبع هذه الجماعات الارهابية منذ فترة بعد أن دخلت من دول الجوار بغرض تنظيم نفسها وترتيب أوضاعها للعودة مرة أخرى ولاتوجد لهم خطط لتنفيذ عمليات داخل السودان
وأشار الى ان هذه الجماعات الارهابية يتم تمويلها عبر الكاش دائما وأكد مرزوق ان العمليات مازالت جارية وهنالك خلايا أخرى جاري التعامل معها
وقال ان الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب تعمل وفق القانون الدولي في مكافحة الإرهاب والاهتمام بحقوق الإنسان ولا نلجأ للعنف كخيار أول كما تقوم الهيئة برفع قدرات القوات العاملة في مكافحة الإرهاب
مؤكدا وجود تعاون مستمر مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للعب دور توعوي وتحصين الشباب بالإضافة لتواصل دائم مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي
وقال اللواء عصام الدين مرزوق ان جهاز المخابرات العامة نفذ أكثر من 10 عمليات تفكيك لخلايا إرهابية ناجحة بنسبة 100٪ في الفترة من أكتوبر 2020 م وحتى أكتوبر 2021م ولم يسمع بها أحد
مشيرا الى ان الجهاز يتحرك بمعلومات كاملة وتخطيط وقال مرزوق ان الجهاز تعرض لضغوط أثرت في مقدرته على مكافحة الإرهاب وفقد العديد من العناصر المدربة تدريب عالي في دائرة العمليات ومكافحة الإرهاب
وقال أن الخلية الارهابية الاخيرة في منطقة جبرة ظهر فيها أحد افراد خلية الدندر المشهورة وكان يتبع لتنظيم القاعدة في السابق وتحول فكريا للعمل مع داعش وكان يعمل كمسهل في الحركة والسكن وإحضار الأسلحة
وأشار إلى أن هناك سوء تقدير من القوة المداهمة أدي لتلك الخسائر البشرية للجهاز وأشار اللواء عصام مرزوق الى الوجود الأجنبي بالبلاد وقال ان هناك 8 مليون لاجئ غير مقنن يشكلون تهديد أمني على البلاد
مطالبا بضرورة ضبط الوجود الأجنبي وضبط الحدود والمعابر بالاضافة للشقق المفروشة مطالبا أصحاب تلك الشقق بضرورة أخذ معلومات كافية من النزلاء وتم تبليغ السلطات
وقال أن السودان غير بعيد عن ما يحدث في المحيط الإقليمي والدولي من جرائم إرهابية وقال اللواء مرزوق ان داعش فقدت بريقها بعد أن اكتشف كل الشباب المنضمين لها حقيقة التنظيم وفقدت الان موارد كبيرة مثل بترول الموصل في العراق وأصبحت تعاني من التشرد في غرب وشرق أفريقيا
وطالب اللواء مرزوق بمنح جهاز المخابرات العامة الصلاحيات الكافية والدعم للقيام بدورة الكامل في مكافحة الارهاب .
فيما اكد اللواء ركن الخير عبدالله ادريس ابو مريدات رئيس دائرة الاستخبارات بقوات الدعم السريع أن الامن منظومة متكاملة يجب ان يشارك فيها الجميع
وأكد في حديثه لبرنامج (حديث الناس ) بقناة النيل الأزرق أن الجهاز ظل متابعا لهذه الجماعات الارهابية منذ فترة وتم جمع معلومات كافية حولها
وأوضح ان الجهاز طلب تدخل قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وقوات الشرطة
مؤكدا مشاركة قوات الدعم السريع في كل مايخص امن وسلامة المواطنين واشار الى ان العملية الاخيرة في جبرة تمت بواسطة قوات مشتركة من كل القوات النظامية
وقال الخير ان العمليات السابقة التي نفذها الجهاز بحرفية عالية ودون وقوع أي مقاومة او خسائر في الأرواح الشباب الذين نفذوا عملية الاقتحام الاخيرة في جبرة لذلك نتجت هذه الخسارة في الأرواح
مؤكدا على حرفية ومهنية جهاز المخابرات رغم ما فقده من قوة بعد الهيكلة التي تمت وطمئن الخير المواطن السوداني وقال ان قواته النظامية تعمل في تناغم تام وتتمتع باحترافية عالية في ملاحقة وكشف الجماعات الارهابية والقضاء عليها وقال ان القوات المشتركة استخدمت أقل قوة ممكنة مع الارهابيين مؤكدا ان الوضع تحت السيطرة
وأشار اللواء أبو مريدات رئيس استخبارات الدعم السريع الى عمليات الاتجار بالبشر وتجارة السلاح والمخدرات وقال إنها جرائم منظمة ولها ارتباط كبير مع الجماعات الإرهابية
وقال ان الدعم السريع قام بإنقاذ عدد 2107 من رعايا دول إفريقية بتوقيف عدد 2500 مهاجر غير شرعي كانوا في طريقهم لدولة ليبيا و135 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة بالاضافة 380 كانوا في طريقهم للعمل مرتزقة مع أطراف الصراع الليبي وضبط عدد كبير من الاسلحة مشيرا الى وجود رابط كبير وتنسيق بين الجماعات الارهابية وتجار السلاح والمخدرات وعناصر الهجرة غير الشرعية .
وتحدث العميد شرطة د.عبدالله ادريس ليمان الناطق الرسمي بأسم الشرطة عن خطر الوجود الأجنبي والهجرة غير الشرعية واللاجئين وقال ان الوجود الأجنبي في السودان ينقسم لقسمين مقنن وغير مقنن
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان من الصعب اعطاء احصائيات دقيقة للوجود الغير شرعي بالبلاد مطالبا بضرورة تعاون المواطنين مع الشرطة في ضبط الوجود الأجنبي غير المقنن
ووجه رسالة للمواطنين بضرورة الانتباه وارتفاع الحس الأمني ونفى وجود تساهل من الاجهزة الامنية مع الوجود الأجنبي بالبلاد
مؤكدا الاهتمام الكبير لوزارة الداخلية بهذا الموضوع وتم تشكيل عدد من اللجان لحصر وتسجيل الأجانب بالبلاد وستنطلق حملات واسعة لضبط وتقنين الوجود الأجنبي ونفى بشكل قاطع عدم وجود تجنيس او منح ارقام وطنية والاجانب عبر مراكز السجل المدني وقال ان هذا الكلام غير صحيح ولن يحدث .
وقال الاستاذ محمد عبدالعزيز الصحفي والمحلل السياسي أن الإرهاب يشكل خطر حقيقي على السودان ودول الإقليم وكل العالم وقال في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان عمليات مواجهة الإرهاب تبدأ بمواجهة ومعالجة الجذور الكلية للارهاب مؤكدا ان التدخل الأمني والمواجهة هي آخر مراحل مكافحة الإرهاب
وقال ان من اسباب ظهور الجماعات الإرهابية تتمثل في حالات الحرمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإضافة الى ارتباط الإرهاب بإيدلوجية فكرية او دينية محددة
واشار الى ان العمليات الارهابية هي بغرض لفت الانتباه للمطالب والقضايا التي تتبناها الجماعات الإرهابية وقال ان هذه الجماعات استغلت ظروف الانتقال التي يمر بها السودان
مؤكدا ان المجتمع السوداني متصوف ومتسامح ولا يتصالح مع هذه الجماعات الارهابية وحتى من التحق بهذه الجماعات من السودانيين لم تكن لهم أدوار قتالية مباشرة وقال عبدالعزيز ان هنالك دور كبير على الاعلام يجب ان يقوم به في توعية المواطنين بكيفية التعامل مع العمليات الارهابية وكذلك كيفية التغطية الاخبارية لعمليات المداهمة وتفكيك الخلايا الإرهابية
مشيرا الى المفارقات التي حدثت أثناء تفكيك خلية جبرة وتجمهر المواطنين وتسرع النشطاء الاعلاميين في نشر تفاصيل العملية على وسائل التواصل الاجتماعي مما شكل خطرا على المواطنين وعرقلة عمل القوات الامنية وكانت ستكون الخسائر كارثية لاقدر الله لو كان هناك متفجرات مع هذه الخلية الارهابية واشار الى القاعدة الاساسية في العمل الاعلامي (لاتوجد تغطية إعلامية تستحق ان يضحي الصحفي من بحياته من أجلها) وطالب الاستاذ محمد عبدالعزيز بضرورة الشفافية وتوفير المعلومات الكافية للاجهزة الاعلامية والمواطنين .