أدت المواجهات في مدينة الجنية التي تقع غرب دارفور في السودان، إلى عبور 1860 شخصاً الحدود إلى تشاد الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء 13 أبريل.
وجاء في بيان للمتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، أن “اللاجئين وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين فروا من منازلهم في قرى قرب الحدود بعد سلسلة مواجهات دامية بدأت في الثالث من أبريل الماضي”، أوقعت 144 قتيلاً على الأقل. وبعض هؤلاء نزحوا أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة.
في يناير بعد أسبوعين على انتهاء مهمة قوات السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في الإقليم، أوقعت مواجهات مماثلة أكثر من 200 قتيل، غالبيتهم سقطوا في ولاية غرب دارفور التي تشهد اضطرابات وانعداماً للاستقرار.
وقال بالوش إن “اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد شهدوا الدمار الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم، وهجمات استهدفت مراكز إيواء النازحين”.
وأعلن أن “الأوضاع الميدانية كارثية” في مكتب المفوضية العليا للاجئين في فرشانا، وتابع أن المهجّرين إما “في الهواء الطلق وإما يستظلون الأشجار أو استحدثوا مأوى لهم”. وأضاف بالوش أن المهجّرين “بلا أي حماية تقريباً في منطقة يمكن أن تصل فيها الحرارة إلى 40 درجة مئوية في النهار”.
ويعاني إقليم دارفور الواقع في غرب البلاد من اضطرابات منذ عام 2003، عندما حملت السلاح مجموعات تنتمي إلى أقليات أفريقية بحجة تهميش الإقليم سياسياً واقتصادياً، في وجه حكومة الخرطوم التي ناصرتها مجموعات عربية.
وتراجعت حدة القتال في الإقليم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن الاشتباكات القبلية ما زالت مصدر التهديد الرئيسي للأمن في الإقليم. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح أكثر من 2.5 مليون، خصوصاً في السنوات الأولى للنزاع، وفق الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول)، وقّعت الحكومة الانتقالية اتفاق سلام مع عدد من الفصائل المتمردة، خصوصاً في دارفور، لكن فصائل أخرى رفضت التوقيع.
والجمعة، أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان “صدمتها” إزاء تجدّد العنف في ولاية غرب دارفور.