صحيفة اللحظة:
قالت السفيرة سوزان بيج نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق للشؤون الأفريقية، في حديثها لبرنامج “ما وراء الخبر”، إن تعامل الإدارة الأميركية بنفس الطريقة مع طرفي النزاع في السودان “لم يأت بالفائدة”، مؤكدة أن بيان وزارة الخارجية الأخير يحمّل بشكل أساسي قوات الدعم السريع مسؤولية ارتكاب ما أسمتها فظاعات في إقليم دارفور.
غير أن الضيفة الأميركية أوضحت -في حديثها لحلقة (2023/6/16) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن بيان الخارجية أشار أيضا إلى مسؤولية الجيش السوداني وفشله في حماية المدنيين في مناطق النزاع، وإلى نقص في التزام الطرفين، مبرزة أنها المرة الأولى التي تشير فيها واشنطن بهذه الطريقة إلى طرفي النزاع في السودان اللذين لا ترى أنهما يحظيان بالشرعية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت -في بيان- إن قوات الدعم السريع تتحمل في المقام الأول مسؤولية ارتكاب ما وصفته بالفظائع في دارفور، واتهمت الوزارة في بيان لها قوات الجيش بالتقصير في حماية المدنيين، مشيرة إلى انتشار العنف الجنسي وأعمال القتل على أساس عرقي. ودعا البيان إلى وقف القتال، مؤكدا استمرار واشنطن مع شركائها لتحقيق ذلك.
وتضيف المتحدثة أن الموقف الأميركي الذي أورده بيان وزارة الخارجية، اعتمد على تقارير واردة من الميدان من سودانيين ومن جهات فاعلة مثل وكالات الأمم المتحدة، حيث رصدت هذه الجهات انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وفظاعات ارتكبت في إقليم دارفور.
وأعربت سوزان -وهي أيضا مستشارة سابقة للمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان- عن أملها في أن تمارس الأطراف الدولية، لا واشنطن فقط، ضغوطا على طرفي النزاع في السودان، لتفادي قصف البنى التحتية وارتكاب الفظاعات في مناطق النزاع، خاصة أن المدنيين تحت رحمة القوات المتحاربة، سواء في الخرطوم أو دافور أو مناطق النزاع الأخرى، مبرزة أن الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” اتخذت المبادرة من أجل حل الأزمة، ولو تم البناء عليها بالعمل مع خبراء خارج المنطقة فستكون هذه خطوة في الاتجاه الصحيح.
يذكر أن مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حذّر في وقت سابق من أن دارفور (غربي السودان) تتجه بسرعة نحو كارثة إنسانية، ولا يمكن للعالم أن يسمح بحدوث ذلك مرة أخرى.
وفي قراءاته لبيان وزارة الخارجية الأميركية، قال الكاتب والباحث السياسي السوداني محمد تورشين إن الموقف الأميركي جاء متأخرا جدا، وإن الأميركيين تتوفر لديهم المعلومات بشأن ارتكاب قوات الدعم السريع ما أسماها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال إن تحميل البيان الأميركي القوات المسلحة السودانية مسؤولية الإخفاق في حماية المدنيين، يؤكد اعتراف واشطن بشرعية الجيش السوداني وبأنه المنوط به حماية المدنيين وتحقيق الأمن والاستقرار.
وبينما اتهم القوى الإقليمية والدولية بالمسؤولية عن الأزمة السودانية لأنها لم تتحمس لإجراء الانتخابات، رأى الكاتب والباحث السياسي أن الخروج من المأزق الراهن يتوقف على طبيعة المبادرات التي تطرح، سواء من طرف الإيغاد أو من واشنطن وجدة. فإذا كان الأمر يتعلق بحلول جذرية، بدمج قوات الدعم السريع في الجيش وعقد مؤتمر شامل للحوار الوطني والتوافق على حكومة مؤقتة لفترة محددة ثم الخوض في العملية الانتخابية، فسيكون الأمر مقبولا.
أما إذا كانت المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية ستبقي الأوضاع على ما كانت عليه قبل الحرب، فلن تنجح هذه المبادرات وسيتم تأجيل الحرب إلى وقت لاحق، بحسبما أضاف المتحدث السوداني لبرنامج “ما وراء الخبر”.