صحيفة اللحظة:
لقد نشأنا في كنف كيان ثوري كان المؤسس للسودان الحديث؛ و انجز استقلاله و وحد أجناسه و قدم قادته وقواعده فداءا للوطن دون منٍ او أذى.
لذلك رضعنا حب السودان. و كتب الله علينا في هذا الكيان الدفاع عنه و حمايته من التمزق و الانهيار. و في سبيل ذلك تحمل كياننا الأذى، و صبر على ظلم بعض ابناء البلاد من المدنيين والعسكريين. و ظل يتعامل بمنطق (أم الجنى) و يتحرى نهج (من فش غبينته خرب مدينته)؛ بخفض جناحه للمسيء، و يغفر للمخطيء، و يضم البعيد.
هذا الكيان الكبير الضخم العريض هو الأنصع تاريخاً، و الأكثر بذلاً، و الأوسع شعبيةً، و الأكبر تنوعاً؛ ضم في أحشائه كل أهل السودان بتنوعهم الجميل الثر.
هذا الكيان هو القائد الحقيقي للسودان جمع بين ثنائياته كلها؛ لا يمكن لجهة أو مجموعة أن تزايد عليه، لا من داخل السودان و لا من خارجه. و لا ان تبيع فيه او تشتري.
هذا الكيان الذين قال عنهم الامام (أناجيلهم في صدورهم)؛ ينبع قراره من داخله وفق تقديره للمصلحة الوطنية، و لا يمكن ان ينقاد يوماً لأي جهة او جماعة او تحالف مهما علا صوته.
و نظل نعاهد أهلنا؛ جماهيرنا و جماهير الشعب السوداني الأبي في السير على خطى الاسلاف الذين بذلوا أنفسهم، و أموالهم، و فكرهم، و صحتهم؛ فداءا للسودان. و لن نتخلى او نتهاون او نتباطىء في نجدة بلادنا مهوى افئدتنا و منبت رزقنا ابداً، خاصة في هذا الظرف الحرج.
و نحن الآن و كل قوى الثورة نرى قرب يوم تحقيق الثورة لاهدافها، و تحقيق النصر لهذا الشعب الكريم الصابر الجسور؛ و الذي سيكون يوم 30 يونيو يوم التعبير الساطع عن ارادة الشعب، و جسر العبور نحو تحقيق الغايات التي نعمل جميعنا لادراكها وفاءا لأرواح أبنائنا و بناتنا شهداء (الحرية و السلام و العدالة)، و براً بتضحياتهم و صمود هذا الشعب، و تحقيقاً لتطلعاته المشروعة في التحول الديمقراطي الحقيقي و الحكم المدني الراشد و السلام العادل الشامل و النماء المستدام.
الله اكبر و لله الحمد
ابنة الشعب السوداني من كل جهاته، اقاليمه، و ولاياته:
مريم المنصورة الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي