صحيفة اللحظة
انتقلت مذكرات جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى محطة السودان لكشف كواليس السلام مع إسرائيل.
تفاصيل ترى النور لأول مرة أوردها كوشنر في كتابه “كسر التاريخ.. مذكرات البيت الأبيض”، ونقلتها شبكة سي إن إن، بعد أيام من البدء في توزيعها.
وفي كتابه الجديد، قال صهر ترامب: إن “وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بدأ رحلة خاصة إلى السودان، وهي دولة ذات أغلبية عربية تقع في شمال أفريقيا”؛ حيث تحدث في الخرطوم مع المسؤولين وقادة الفصائل الحاكمة عن احتمالية أن يكون بلدهم منفتحا على الانضمام لاتفاقيات السلام مع إسرائيل.
مطالب سودانية
لكن السودانيين حددوا مجموعة مطالب، وفقا لمذكرات كوشنر، تمثلت في: “حل عدد من القضايا، وإن كان طلبهم الأكثر إلحاحا هو شطبهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “أدى وجود السودان في قائمة الإرهاب إلى منعه من تلقي المساعدة الأمريكية ووضعه في فئة الجهات الفاعلة السيئة مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا”.
كوشنر برر إدراج السودان على القائمة الأمريكية للإرهاب بدعمه “لحماس وتوفير ملاذ آمن لأسامة بن لادن ورفاقه الإرهابيين في تنظيم القاعدة، الذين عملوا من داخل السودان لتنسيق التفجيرات المميتة لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998 ويو إس إس كول (البارجة الأمريكية) في عام 2000”.
غير أن السودانيين نجحوا في عام 2019 في الإطاحة بـ”الديكتاتور الوحشي عمر البشير، الذي حكم لأكثر من ثلاثة عقود وارتكب فظائع ضد الشعب السوداني.. كانت حكومة انتقالية تتجه ببطء نحو الديمقراطية”.
وبحسب ما نقلته سي إن إن عن كوشنر فإن “السودان وافق على دفع 335 مليون دولار لحكم قضائي لضحايا تفجيرات 1998 و2000، وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل رفعه من قائمة الإرهاب”.
إنهاء العداء:
وفقا لما أورده صهر ترامب في كتابه الجديد فإنه “بعد جهد دبلوماسي مكثف، أصدرت الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان بيانا مشتركا في أكتوبر/تشرين الأول 2020.. اتفق القادة على تطبيع العلاقات بين الدول الثلاث وإنهاء حالة العداء بين دولهم”.
البيان نفسه أكد حينها أن “البلدين سيبدآن علاقات اقتصادية وسيجتمعان في الأسابيع المقبلة للتفاوض حول مجالات التعاون المحتملة.. وفي ديسمبر/كانون الأول، ومع ذلك ظهرت قضية أخرى أراد السودان أن تمنح الولايات المتحدة بلادهم حصانة سيادية، وتعويض قيادتها الجديدة من المسؤولية القانونية عن الأفعال التي ارتُكبت في عهد الديكتاتور السابق عمر البشير”.
وهنا يروي كوشنر: “لهذا، كنا بحاجة إلى موافقة تشريعية.. منح الكونغرس حصانة سيادية في مشروع قانون الإنفاق لنهاية العام، والذي وقعه ترامب في 27 ديسمبر/كانون الأول 2020. وضمن هذا مشاركة السودان في اتفاقيات أبراهام واستمر في التحول الإيجابي في الشرق الأوسط”.
وفي عام 2020 توصل السودان وإسرائيل لاتفاق سلام بجهود أمريكية خليجية، وتأتي هذه التحركات في سياق وضع اللمسات الأخيرة للتوقيع.
ويحظى السلام مع إسرائيل بتأييد واسع من مختلف المكونات السودانية التي ترى عدم جدوى المقاطعة وضرورة أن تودع البلاد عزلتها، بينما تناهضه مجموعات قليلة انطلاقاً من مواقف أيديولوجية.