أعرب وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الأربعاء، عن “قلقهم العميق” إزاء تصرفات روسيا التي وصفوها بأنها “غير مسؤولة ومزعزعة للاستقرار”، وتعهدوا بتعزيز الجهود الجماعية لمواجهة التهديد الملموس من الكرملين، فيما دعوا الصين للوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها الاقتصادية.
وقال وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان ختامي مشترك بعد اجتماع في لندن: “نشعر بقلق عميق من استمرار النمط السلبي لسلوك روسيا غير المسؤول والمزعزع للاستقرار”.
وأضاف البيان: “يشمل ذلك الحشد الكبير للقوات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني، وأنشطتها الخبيثة التي تهدف إلى تقويض الأنظمة الديمقراطية في الدول الأخرى، ونشاطها السيبراني الخبيث، واستخدام المعلومات المضللة”.
وتابع البيان: “مع ذلك، سنواصل تعزيز قدراتنا الجماعية وقدرات شركائنا لردع ومواجهة السلوك الروسي الذي يهدد النظام الدولي القائم على القواعد، بما في ذلك في مجالات أمن الفضاء الإلكتروني والمعلومات المضللة”.
وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة تفشي جائحة كورونا، تعهد الوزراء بالعمل مع قطاع الصناعة لتوسيع إنتاج لقاحات كورونا بأسعار معقولة، لكنهم لم يصلوا إلى حد المطالبة بالتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لشركات الأدوية.
وقال الوزراء: “نلتزم بالعمل مع قطاع الصناعة (الدوائية) لتسهيل التصنيع الموسع على نطاق لقاحات وعلاجات وتشخيصات كورونا والأجزاء المكونة لها بأسعار معقولة”.
وأوضح الوزراء، أن العمل سيشمل “تعزيز الشراكات بين الشركات، وتشجيع التراخيص الطوعية واتفاقيات نقل التكنولوجيا بشروط متفق عليها وعلى نحو متبادل”.
وتجدر الإشارة إلى أن القمة طغت عليها عدة ملفات ساخنة منها الصين وليبيا وسوريا وروسيا على لقاء وزراء خارجية مجموعة السبع الثلاثاء في لندن، في أول اجتماع لهم يعقد وجها لوجه منذ أكثر من عامين، وذلك تمهيدا لقمة رؤساء الدول والحكومات الشهر المقبل في جنوب غرب إنكلترا.
كما يناقش الوزراء أعمال العنف في إثيوبيا وملفات إيران وكوريا الشمالية والصومال والساحل والبلقان و”مشاكل جيوسياسية ملحة تقوض الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان”، بحسب ما أعلنت لندن.
وتُعقد الاجتماعات بين المشاركين وفق بروتوكول صارم بسبب الجائحة، بحضور وفود صغيرة واستخدام كمامات وجدران شفافة والإبقاء على مسافة آمنة.
فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب للصحافيين أن “جزءا قيّما حقا من تركيبة مجموعة السبع يتمثل بالتفكير بشكل شامل حول ما الذي نحتاج إليه من أجل مساعدة الدول الأضعف حول العالم؟”.
ماذا تعرف عن مجموعة السبع؟
تشكلت مجموع السبع التي تضم أقوى الدول الصناعية في عام 1976 لتنسيق سياساتها والحفاظ على هيمنتها الاقتصادية العالمية. تضم المجموعة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا. لتنسيق سياساتها والحفاظ على مكانتها العالمية في مختلف المجالات. خلال السنوات القليلة الماضية احتلت الأزمة المالية العالمية ومكافحة الإرهاب ومواجهة التغير المناخي حيزا هاما في جداول قادتها. وتتخذ المجموعة قيم الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، حكم القانون، والرخاء، والتنمية المستدامة كمبادئ رئيسية لها.
أقيمت القمة الأولى لهذا الكيان عام 1975 عندما اجتمعت ست دول “لتبادل الأفكار والحلول المحتملة” لأزمة الاقتصاد العالمي. وفي العام التالي انضمت كندا لهذه المجموعة.
ويحضر القمة الوزراء والموظفون المدنيون من الدول السبع على مدار العام لمناقشة الشؤون والمصالح المشتركة.
وتتولى كل دولة من دول المجموعة رئاسة هذا الكيان لعام واحد بالتناوب. وتكون الدولة التي ترأس المجموعة مضيفة لقمة السبع السنوية التي تمتد ليومين.
وتحتل سياسات الطاقة، والتغير المناخي، ومرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، والأمن العالمي مكانا بارزاً بين قضايا أخرى كثيرة تناقشها القمة. ويصدر عن القمة بيان ختامي يوضح ما تم الاتفاق عليه.
هل مجموعة السبع مؤثرة؟
رغم الانتقادات التي توجه إلى مجموعة السبع والنظر إليها على أنها بمثابة “تحفة فنية تنتمي لعصور غابرة”، حققت المجموعة بعض النجاحات الهامة، أبرزها إنشاء صندوق دولي لمكافحة أمراض الأيدز والسل والملاريا، والتي تقول إنه أنقذ حياة حوالي 27 مليون شخص منذ عام 2002.
كما أن مجموعة السبع كانت القوة الرئيسية المحركة وراء تفعيل اتفاقية المناخ الموقعة في باريس في 2016 حتى مع تقديم الولايات المتحدة طلب الانسحاب من الاتفاقية في ذلك الوقت.