صحيفة اللحظة:
في وقت يواجه السودان أكبر أزمة سياسية في مرحلته الانتقالية الممتدة لعامين، تجمع آلاف المحتجين من جناح الإصلاح في الحرية والتغيير (المنشق عن الحرية والتغيير والذي يضم عدداً من الحركات المسلحة، والممثلة عبر وزراء في الحكومة أيضا) أمام القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، اليوم السبت.
كما هتف المتظاهرون الذي يدعمون القوات الأمنية، "تسقط تسقط حكومة الجوع"!
رفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدعو لاستكمال مؤسسات الحكم وعودة نقابات العمال وإصلاح شامل يشمل كل مؤسسات الدولة .
هذا وشاركت جموع غفيرة من المواطنين تقدر بالآلاف في المظاهرة التي دعت لها قوى سياسية أعلنت العودة لمنصة تأسيس الحرية والتغيير باسم قوى الحرية والتغيير- الميثاق الوطني – وهي مجموعة مناوئة لقوى الحرية والتغيير التي تشكل الحاضن السياسي لحكومة عبد الله حمدوك.
كما شارك في الحشد الجماهيري أمام القصر الجمهوري اليوم أنصار الأحزاب وحركات الكفاح المسلح التي أعلنت في وقت سابق عزمها التوقيع على ميثاق وطني والعودة لمنصة التأسيس، بجانب إدارات أهلية وطرق صوفية وممثلين لبعض القبائل.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستخبارات العسكرية السودانية ألقت القبض على أحد المتظاهرين بعد أن أطلق أعيرة نارية في الهواء على بعد عدة أمتار من القصر الجمهوري، الذي يحتشد أمامه المحتجون.
" أن "أحد المتظاهرين أطلق عدة طلقات نارية في الفضاء بالقرب من القصر الجمهوري وقامت الاستخبارات العسكرية السودانية ومجموعات من الأمن السوداني بإلقاء القبض عليه من وسط الحشود".
ويذكر إلى أن الأعيرة النارية التي أطلقها المتظاهر، لم تسفر عن وقوع قتلى أو حدوث أي إصابات.
أتى ذلك، بعد أن أكد والي الخرطوم في وقت سابق اليوم أن مسلحين منعوا قوى أمنية من تأمين بعض المنشآت الحيوية في العاصمة. وقال أيمن خالد، في بيان إن لجنة شؤون أمن ولاية العاصمة أغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المواقع السيادية في وسط الخرطوم، من أجل الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
إلا أن عناصر من قوات الشرطة والاستخبارات تفاجأوا بمجموعة تدعي الانتماء للحركات المسلحة قامت بإعاقتهم ومنعهم من مواصلة عملهم.
وكانت قوى الحرية والتغيير جناح الإصلاح، دعت في بيان ليل أمس الجمعة إلى تسيير مواكب باسم استرداد الثورة، على أن تتجه نحو مجلس الوزراء، من أجل الاعتصام، حيث سيتم توقيع ميثاق التوافق الوطني، الذي تلته القوى المنشقة عن الحرية والتغيير الأسبوع الماضي.
تأتي تلك التحركات فيما تشهد الساحة السياسية في السودان انقساماً حاداً بين مكونات الحكم الانتقالي عقب إحباط محاولة انقلابية الشهر الماضي (سبتمبر)، تصاعد بسببها التراشق الإعلامي بين المكونين المدني والعسكري، لحد توقفت فيه اجتماعات مجلس السيادة والاجتماعات المشتركة مع مجلس الوزراء.
في وقت أعلنت فيه قوى سياسية منضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير طرح ميثاق جديد، يضمن مشاركة كل قوى الثورة، ويوسع قاعدة المشاركة دون إقصاء كل المكونات الأخرى.
خارطة طريق:
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، أعلن في خطاب موجه للشعب السوداني مساء أمس، وضع خارجة طريق لإنهاء الأزمة، مشدداً على ضرورة إنهاء الشقاق بين مكونات الثورة، وتوسيع قاعدة الانتقال لاستيعاب كل مكونات قوى الحرية والتغيير.
كما أشار إلى أن الأزمة التي يمر بها السودان وحالة الاستقطاب الحاد بين مكونات الفترة الانتقالية، وخلافات الحاضنة السياسية خطيرة جدا.
كذلك، أوضح أن الصراع الدائر في البلاد هو صراع بين معسكر الانتقال الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة، مؤكداً أنه لا يقف وسيطا فى الأزمة، وإنما منحازاً لدعاة الانتقال المدني الديمقراطي.