دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد مجلس دفاع "استثنائي" صباح الخميس من أجل مناقشة برنامج التجسس "بيغاسوس" بعد نشر تقارير عن استخدامه في فرنسا هذا الأسبوع.
وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال، إن ماكرون يتابع هذا الموضوع عن كثب"، مضيفا أن اجتماعا غير مقرر لمجلس الدفاع "سيخصص لقضية برنامج بيغاسوس ومسألة الأمن الإلكتروني".
هذا وأعلن مسؤول كبير في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية NSO المصنعة لبرنامج "بيغاسوس" للتجسس، يوم أمس الأربعاء أن ماكرون لم يُستهدف بالبرنامج، وذلك بعد أن كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن سلطات المغرب استخدمت "بيغاسوس" للتجسس على ماكرون.
وقالت الصحيفة إن "أحد الأرقام الهاتفية التي يستخدمها ماكرون بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة، ظهرت في قائمة الأرقام التي اختارها جهاز أمن الدولة المغربية لمراقبتها عبر بيغاسوس".
أثارت التقارير التي كشفت استخدام عدة دول برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس على الهواتف ردود فعل مدوية، خصوصا وأن هذا البرنامج استهدف نشطاء وسياسيين وصحفيين وحكومات.
وتكشف التقارير الصحفية المتعلقة ببرنامج التجسس الإسرائيلي أن الطرف الرئيسي الذي استغل البرنامج هي حكومات حاولت تعقب هواتف نشطاء وصحفيين ومديري شركات وسياسيين، فكيف يعمل هذا البرنامج وكيف يخترق الهواتف، رغم أن شركات التكنولوجيا العملاقة تصرف مبالغ طائلة سنويا لحماية أجهزتها من الاختراق.
كيف يخترق "بيغاسوس" الهواتف؟
يعتقد الباحثون أن الإصدارات المبكرة من برنامج القرصنة التي كشفت لأول مرة عام 2016، استخدمت رسائل نصية مفخخة لتثبيتها على هواتف المستهدفين.
ويجب أن ينقر المستهدف على الرابط الذي وصله في الرسالة حتى يتم تحميل برنامج التجسس، لكن لذلك حدا في فرص التثبيت الناجح لاسيما مع تزايد حذر مستخدمي الهواتف من النقر على الروابط المشبوهة.
خلافا لذلك، استغلت الإصدارات الأحدث من "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو غروب" الإسرائيلية ثغرات في تطبيقات الهواتف النقالة واسعة الانتشار.
ففي عام 2019، رفع تطبيق المراسلة "واتس آب" دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات المعروفة بـ"ثغرة يوم الصفر" في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس على نحو 1400 هاتف.
وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر "واتس آب"، يمكن أن ينزل "بيغاسوس" سرا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة.
وورد في الآونة الأخيرة أن "بيغاسوس" استغل ثغرة في تطبيق "آي ميساج" الذي طورته شركة "آبل"، ومن المحتمل أن ذلك منحها إمكان الوصول تلقائيا إلى مليار جهاز "آي فون" قيد الاستخدام حاليا.
هل يمكن التخلص من البرنامج؟
نظرا للصعوبة البالغة في معرفة ما إذا كان هاتفك يحمل البرنامج الخبيث، فإنه يصعب أيضا أن تعرف بشكل قاطع إن تمت إزالته، حيث يثبت "بيغاسوس" نفسه على أحد المكونات الصلبة للهاتف أو في ذاكرته، اعتمادا على الإصدار. فإذا تم تخزينه في الذاكرة، فإن إعادة تشغيل الهاتف يمكن أن تمحوه نظريا، لذلك يوصى الأشخاص المعرضون لخطر الاستهداف مثل رواد الأعمال والسياسيين بإغلاق أجهزتهم وإعادة تشغيلها بشكل منتظم.
وفي هذا السياق أفاد وودوارد بأنه "يبدو الأمر مبالغا فيه بالنسبة لكثيرين.. يمكن اللجوء إلى برامج لمكافحة الفيروسات متوفرة لأجهزة الجوال".
المصدر: وكالات