صحيفة اللحظة:
صدر سجن “الهُدى” واجهة الأحداث المُثيرة بالسودان، بعد اتهام الجيش السوداني لقوات الدعم السريع بالإغارة على السجن لتحرير السُجناء عنوة تحت تهديد السلاح. بدوره سارعت قوات الدعم السريع لتبرئة ساحتها ونفي الاتهام. إلا أن البعض رسم سيناريو مُغاير، مفاده إن أحداث سجن “الهُدى”، ما هي إلا مقدمة لتهيئة المسرح لاقتحام سجون أخرى.
وقال الجيش السوداني، مساء الجمعة، إن قوات الدعم السريع هاجمت سجن الهدى وأطلقت سراح عدد كبير من النزلاء، فيما نفت قوات الدعم السريع ما وصفتها “بمزاعم متداولة” على وسائل التواصل الاجتماعي عن اقتحام عناصرها لأحد السجون وإطلاق سراح السجناء. وقالت في بيان لها إنها نبهت سابقا في بيان من عمليات توزيع لزي قواتها على عناصر وصفتهم بـ”الفلول” لتنفيذ أعمال إجرامية وإلصاق التهمة في الدعم السريع.
يتوسط سجن “الهُدى”، الذي يضم آلاف النزلاء، منطقة كثبان رملية نائية، ذات مناخ صحراوي شديدة القسوة، غربي مدينة أم درمان. سجن “الهُدى” ذاع صيته في الأعوام الأخيرة، ليصبح واحدا من أشهر السجون في السودان.
السلطات في السودان بدأت في رفع قواعد السجن تحت اسم “مدينة الهُدى الإصلاحية” عام 2000م.
وتبلغ المساحة الكلية لسجن “الهُدى” مليون و900 ألف متر مربع، وتضم السجن و”ثكنات الشرطة” و”المزارع”. وصُمم السجن لاستيعاب 10 آلاف نزيل ترتفع إلى 15 ألف نزيل عند اكتماله. ولهذا يعتبر سجن “الهُدى” أكبر السجون بالسودان من حيث الطاقة الاستيعابية، وعلى سبيل المثال يشتكي المسؤولين بسجن “كوبر” من اكتظاظ السُجناء، حيث يضم حوالي 4 آلاف نزيل خلف جدرانه.
وافتتح سجن “الهُدى” عام 2007م وخُصص للوهلة الأولى لاستقبال نزلاء الجرائم المالية والغارمين مثال متعسري دفع الديّات وسداد الشيكات المصرفية وغيرها من المنازعات المالية، المعرفين داخل السجون في السودان بإسم “يبقى لحين السداد”. لاحقا أضيف لهم نزلاء جرائم الإتجار بالمخدرات.
صُمم سجن “الهُدى” بمواصفات دولية، ويضم إلى جانب الزنازين، قاعة ضخمة للزيارة، ووحدة صحية، كما خُصصت غرف لـ”الخلوة الشرعية للمتزوجين”.
وتشيرالمعلومات إلى أن سجن “الهُدى” شهد العديد من الذرى الساخنة، ففي فبراير الماضي تعرّضت ناقلة سُجناء لهجوم مُسلّح، وقالت المصادر حينها إن المسلحين، نصبوا كميناً مُحكماً قرب مركز الفحص الآلي للمركبات، بطريق شريان الشمال القومي. كما وقع اشتباك مسلح بين النزلاء وشرطة السجون في مارس 2020م.