الرئيسية » السياسة » لقاءات مكثفة لوزيرة الخارجية السودانية مع المناديب الدائمين بمجلس الأمن

لقاءات مكثفة لوزيرة الخارجية السودانية مع المناديب الدائمين بمجلس الأمن

الخارجية1

التقت السيدة مريم الصادق المهدي ، وزيرة الخارجية، والسفيرة ليندا قرينفيلد، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية.
إبتدرت السيدة الوزيرة اللقاء شاكرةً الدور الأمريكي الداعم لحكومة الفترة الإنتقالية، ثم قدمت شرحاً لموقف السودان إزاء تطورات ملف سد النهضة الأخيرة، مؤكدةً أن السودان يهدف إلى تعزيز مسار التفاوض الأفريقي ولا يهدف إلى معالجة الملف بشكلٍ مستقل داخل المجلس، وقد طلبت السيدة الوزيرة أن تقوم الولايات المتحدة من منطلق تأثيرها وعضويتها الدائمة بدعم مطالب السودان العادلة في المجلس.
من جانبها، أعربت السيدة ليندا عن وقوف الولايات المتحدة مع الموقف السوداني فيما يتعلق بالحاجة إلى تعزيز العملية الأفريقية، كما أنها تعترف بعدالة ووجاهة مطالب السودان.
ومضت السيدة السفيرة لتؤكد بأن الولايات المتحدة تدرس مختلف الخيارات بشأن الوثيقة التي يمكن أن يخرج بها المجلس عقب اجتماعه اليوم.
تناول الطرفان عقب ذلك عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل قوة يونسفا وقرار مجلس الأمن 1591 للعام 2005، وأعربت السيدة السفيرة عن استمرار دعم حكومتها للفترة الانتقالية بما في ذلك قضايا السودان في الأمم المتحدة.
مجموعة الدول الأفريقية:
عقدت السيدة مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية، اجتماعاً مهماً مع المندوبين الدائمين لمجموعة الدول الأفريقية الثلاث في مجلس الأمن وسينت فينسنت، والمعروفة اختصاراً بـ A3+1، بجانب القائم بأعمال الكونغو الديمقراطية (والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأفريقي)، إضافة إلى المندوبة الدائمة المراقبة لبعثة الإتحاد الأفريقي، بمقر البعثة الدائمة للسودان لدى الأمم المتحدة وشارك في اللقاء البروفيسور ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية.
قدمت الوزيرة في مستهل الاجتماع الشكر للمجموعة على تصديها ودعمها لقضايا القارة الأفريقية في مجلس الأمن، بما في ذلك موضوعات السودان في المجلس. وقدمت شرحاً وافياً بموقف السودان إزاء التطورات الأخيرة لملف سد النهضة الإثيوبي في مجلس الأمن، مُبيِّنةً بأن وضع الملف على طاولة المجلس لا يعني إبقاءه على أجندته، بل يتمثل القصد في تعزيز المسار الأفريقي للتفاوض بما يفضي إلى توقيع الأطراف الثلاثة على اتفاق قانوني ملزم، خلال إطار زمني محدد، تتمكن إثيوبيا في سياقه من توليد الطاقة الكهربائية ويتجنَّب السودان الآثار الكارثية التي يمكن أن يحدثها السد، مؤكدةً في هذا السياق أن المجلس مطالب بالاضطلاع بمهامه بشكلٍ وقائي.
وطلبت الوزيرة من دول المجموعة دعم المخرج الذي يعتمده المجلس والذي سيعيد بموجبه الملف إلى الإتحاد الأفريقي معززاً وقاية الإقليم من أي مهددات لسلمه واستقراره، موضحةً بأن معالجة المجلس لهذا الملف ووفق الطريقة التي تم شرحها لا يعتبر تدويلاً، كما أن المسألة لا تمثل بنداً مائياً إذ أن المجلس لن يناقش المسائل الفنية لسد النهضة وإنما سيمارس دبلوماسيةً وقائية يعالج بها خلافات الدول الثلاثة في إطار تعزيز العملية الأفريقية.
وأمَّن السيد وزير الري على حديث السيدة الوزيرة، مضيفاً بأن لسد النهضة فوائد للسودان يمكن أن تنقلب لمضار في حال عدم التوقيع على اتفاق ملزم ينظم الملء والتشغيل.
من جانبهم فقد تقدم مندوبو دول المجموعة بالشكر للسيدة الوزيرة على شرحها الوافي، سيما في جانبه المتعلق بتعزيز دور الإتحاد الأفريقي، كما وعدوا بدعم هذا التوجه، بما لا يتعارض مع مبادرة الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، مؤكدين وقوفهم على مسافة واحدة من كل الأطراف.
المندوب الدائم للهند:
التقت السيدة مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية، بالسيد تي إس تيرومورتي، المندوب الدائم للهند، ، والمندوبة الدائمة لإيرلندا، السيدة جيرالدين بيرن، العضوين غير الدائمين بمجلس الأمن، كُلا على حده، حيث قدمت لهما شرحاً مفصلاً بموقف السودان من تطورات سد النهضة الإثيوبي الأخيرة ورؤية السودان لمعالجة الملف داخل مجلس الأمن والمتمثلة في تعزيز المسار الأفريقي للتفاوض، طالبةً من الهند وإيرلندا، دعم مطالب السودان المشروعة حتى يتحقق الأمل بتوقيع الأطراف الثلاثة على اتفاق قانوني ملزم يمكن إثيوبيا من ملء وتشغيل السد ويجنَّب السودان مضاره المتوقعة.
وقد تقدم المندوبان، بالشكر للسيدة الوزيرة على شرحها الوافي، وأعرب كلٌّ منهما عن تفهمه لموقف السودان ومشروعيته، كما وعدا بدعم التحرك الرامي لتعزيز مسار التفاوض القائم تحت مظلة الإتحاد الأفريقي.
مندوب جنوب أفريقيا:
إستقبلت السيدة مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية، بمبنى بعثة السودان الدائمة في نيويورك، السيدة ماثو جوييني، المندوبة الدائمة لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، حيث ثمَّنت السيدة الوزيرة مواقف جنوب أفريقيا الداعمة لمفاوضات سد النهضة، إبان رئاستها للاتحاد الأفريقي، في العام الماضي، ومن خلال مراقبيها داخل غرفة التفاوض.
وقدمت الوزيرة تفصيلاً بموقف السودان إزاء تطورات الملف في مجلس الأمن موضحةً أن الغرض من اللجوء للمجلس هو لتعزيز المسار الأفريقي، دعماً لمبادرة الحل الأفريقي للمشاكل الأفريقية، وليس لافتراع مسار جديد أو نية لإبقاء الملف على أجندة المجلس لفترات قد تطول.
وتطرقت السيدة الوزيرة في هذا الإطار إلى بعض التجارب الأفريقية الناجحة في مجال المجاري المائية العابرة للحدود، كتجربة نهر النيجر ونهر السنغال.
وفي جانب العلاقات الثنائية فقد أعربت السيدة الوزيرة عن رغبة السودان الأكيدة لتطويرها بما يحقق طموحات شعبي البلدين الشقيقين.
وقد شكرت السيدة المندوبة الدائمة، من جانبها، الوزيرة على الشرح الوافي لموقف السودان من تطورات ملف سد النهضة، وعلى تقديرها لمواقف جنوب أفريقيا، مؤكدةً عدالة الموقف السوداني ومعربةً عن أملها في أن تتوج الأطراف الثلاثة جهودها بالتوصل لحل يلبي تطلعاتها، داخل البيت الأفريقي، مشيرةً إلى أن جنوب أفريقيا كانت هي من بادرت، إبان عضويتها في مجلس الأمن للعام ٢٠٠٧م، بضرورة تعضيد العلاقة بين الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي.
وأمَّنت على حديث السيدة الوزيرة حول تجربتي نهر النيجر ونهر السنغال، معربةً عن ا إستعدادها لابتدار نقاش، حول هذه المسألة، على مستوى المندوبين الدائمين الأفارقة في نيويورك.