صحيفة اللحظة:
قال القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير هيثم عبدالله أن المبادرة المصرية تحدثت عن ضرورة توسعة ماعون الاتفاق الإطاري وإدخال اطراف أخرى فكان رد المجلس المركزي ان الأطراف المعنية بالتحول الديمقراطي ومؤمنة به محددة وقع جزء منها وننتظر توقيع الحزب وحزب البعث وحركتي جيش تحرير السودان والعدل والمساواة والحوار معهم مستمر
وقال ان المجموعات الرافضة له غالبيتها غير معنية بمسألة الاتفاق او دعمه لأنها أصلا جزء من بقايا النظام السابق ومؤسسات المؤتمر الوطني والحرية والتغيير ليست لديها أي قابلية للجلوس مع اطراف غير مؤمنة بمسألة التحول المدني الديمقراطي
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن هنالك حرية وتغيير واحدة فقط وهي التي قادت مسألة التفاوض والاختراق والعملية السياسية الجارية حاليا ولا نعرف الكتلة الديمقراطية
وقال ان الحرية والتغيير رسمت خارطة جديدة لإجراءات تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ستكون مختلفة تماما عما تم في السابق والعملية السياسية تسير والعمل السياسي متحرك والسهام تصيبه من كل الاتجاهات
وأوضح ان الرافضين للاتفاق الإطاري لديهم الحق في الإضافة والتعديل والتنقيح بالمشاركة في الورش والمؤتمرات مؤكدا ان مؤتمر الشرق سيقوم والإجراءات تسير وكذلك المؤتمر الاقتصادي ومؤتمر العدالة الانتقالية وذلك عبر مواقيت محددة مع نهاية يناير الحالي وبداية فبراير يمكن الوصول إلى شكل نهائي لمسألة وضع المعايير لاختيار الحكومة وشكلها وبرنامجها
وقال هيثم ان قضية الشرق مرتبطة بملف السلام وكذلك القضية الاقتصادية كل الملفات مرتبطة ببعضها البعض والحرية والتغيير تتحدث عن تقييم وتقويم اتفاق سلام جوبا ومسالة المصفوفات داخل الاتفاق “اكل عليها الدهر وشرب” وتحتاج الى مواقيت جديدة وكذلك بند الترتيبات الأمنية وملف النازحين واللاجئين والمسارات التي خلقت مشكلة كبيرة في عدم استقرار السودان ومسألة تقيم اتفاق جوبا لا يمكن أن تقوم بيها الحرية والتغيير لوحدها ويتم ذلك مع اطراف السلام وأصحاب المصلحة الحقيقية
مشيرا إلى أن حديث البرهان في إقليم النيل الأزرق مقصود منه اثارة الآخرين ونحن ماضين في قضية الإصلاح الأمني والعسكري و”المويه تكضب الغطاس” وهي مسالة تتطلب مزيدا من الجراءة وهي ليست الأصعب في ملفاتنا
وقال هيثم نحن أولاد تسعة واولاد السودان دا وماجايين من برة ومسألة تعاملنا مع المجتمع الدولي طبيعية جدا والعملية السياسية في السودان الحالي لا تدار بعقلية 83 ولا 85 وأكد ان حركة حق والحزب الناصري وقعا على الاتفاق الإطاري.
وأوضح الأستاذ محمد محمد خير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أن ما قامت به مصر ليس مبادرة انما مسعى لجمع الفرقاء السياسيين وفك تعقيد المشهد السوداني الذي تنقصه الإرادة الوطنية والخارج اثبت هو الثابت والإرادة الوطنية هي المتحول
وقال في حدثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الإرادة الأمريكية هي التي تقود المشهد في السودان بعد 25 أكتوبر مبينا ان مصر اختارت توقيت حرج لكل الأطراف السودانية ومريح للجانب المصري لأنه مرتبط بقضايا كبيرة تتمثل في هجرات ملايين السودانيين لمصر ومشاركتهم في الخبز المدعوم والمواصلات وغيرها وثانيا ان السودان يمثل العمق الأمني لمصر والزول ما بفرط في ” خلفه” متوقعا ان يكون لها نجاح كبير
وأشار الى ان الكتلة الديمقراطية تكونت بسبب خلاف عميق جدا وقديم بين حركتي جبريل ومناوي من جانب والحركة الشعبية وحلفائها الباقين في الجانب الآخر قبل 5 سنوات من الان نتج عن ذلك انشقاق الجبهة الثورية وقال ان حركتي جبريل ومناوي لديهم جذور عميقة في المجتمع الدولي وعلاقة مني اركو مناوي مع المجتمع الدولي اقوى من علاقة المجلس المركزي للحرية والتغيير وحركات دارفور لديهم علاقة حقيقية مع أمريكا منذ العام 2003م وكل المعارضة السودانية ما فيها زول دخل البيت الأبيض غير مني اركو مناوي وقابل بوش مبينا ان تحرك مصر ليس من هواجسها الأمنية فقط انما هنالك ضوء اخضر من الولايات المتحدة الأمريكية
وقال ان خطاب البرهان في النيل الأزرق دبلوماسي لحد ما مشيرا إلى التدخل الأجنبي الكبير في الشأن الداخلي السوداني وقال ” في سفارات بتدعي الناس للعشاء وناس تقوم بطردهم” وهذا قمة الانحطاط الذي حدث في السودان مؤخرا وشيء غير مسبوق
والآلية الرباعية من فوضها؟؟ ومن اين تستمد القوة لتحركاتها؟؟ والرباعية مع أمريكا ارتبطت أصلا بؤد أحلام الشعوب وتصفية الثورات وتم ذلك في مصر وتونس والجزائر وهذا منهج راسخ ولا يمكن ان أتصور ان يأتي عمل ديمقراطي من دولة زي السعودية
واذا تحدثنا بمنطق المصالح فمصر اكبر دولة لديها مصالح مع السودان وما في ديمقراطية بتجي من الخليج والمصريين لديهم كروت مهمة كرت الشرق وكرت الحلو عن طريق الحزب الاتحادي و ” في أي لحظة ممكن يجيبوا الحلو ويربكوا المشهد دا كلو” وقال محمد محمد خير ان كل ما يدور في السودان الآن المطلوب منه حاجة واحدة فقط هي ان أمريكا تريد عودة السودان الى ما قبل 83 لانهم يعتبرونه أساس الديمقراطية في السودان مؤكدا ان الازمة السودانية ستنتهي ونهايتها ستكون في القاهرة
من جانبه قال الأستاذ اشرف عبدالعزيز رئيس تحرير صحيفة الجريدة أن مصر مازالت تتعامل مع السودان من بوابة الملف الأمني وليس السياسي وهو ما يجعل كل خطواتها تجاه السودان خطوات خاسرة مشيرا الى ان تقديم الجانب الأمني على الجانب السياسي دائما ما ينتصر الجانب السياسي وقال في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان المخابرات المصرية تعمل من اجل تطويع العملية السياسية في السودان لصالح مناصرين لها في إطار معادلة السيطرة مشيرا إلى ان الاتفاق الإطاري شهد تقدما كبيرا ومحاولات قطع الطريق عصية في الوقت الحالي ومصر لا تلعب وحدها الآن في المشهد السوداني
مشيرا إلى أن مصر لم تصدر أي بيان بعد انقلاب 25 أكتوبر وكانت رؤيتها اقرب للجانب العسكري وهذا شأن يخصها ولا احد يعيب عليها ذلك موكدا ان من الصعب جدا تجاوز مصر للسياسيين السودانيين وخيارهم المطروح الان في الاتفاق الإطاري ونفى اشرف عبدالعزيز توقيعه على اتفاق مجموعة الإعلاميين الذين يدعمون الاتفاق الإطاري
وقال ان هذا شأن وطني من حق الجميع ان يدلي فيه بدلوه ولكن في الاطار المهني قد يرى البعض غير ذلك موضحا ان هنالك انقسام وسط الصحفيين منهم من أيد الفكرة والبعض فضل الحياد ونقابة الصحفيين السودانيين لم تصدر أي بيان في هذا الإطار
وقال انه بحكم وظيفته رئيسا لتحرير صحيفة مستقلة فضل وضع نفسه في خانة الحياد ولو كنت خارج هذه الوظيفة لأيدت الاتفاق الإطاري بشكل كامل مشيرا إلى أنه حتى الآن ومن خلال التوصيات لا نستطيع ان نحكم على لجنة إزالة التمكين ستكون قانونية او سياسية في المستقبل ويجب ان يسود القانون والعدالة
مبينا أن اللجنة واجهت عراقيل ومعوقات من المكون الآخر في فترة عملها الأولى ونتيجة ذلك كانت اول اللجان التي تمت التضحية بها بعد الانقلاب رغم ان بعض حسابات اللجنة كانت خاطئة في بعض القضايا واعتذرت عنها للشعب السوداني
مشيرا إلى أن القرارات التي اتخذت بعد حل اللجنة كان لها سند سياسي وأشار الى ان الكتلة الديمقراطية فشلت فشل ذريع في لعب دور اسنادي للانقلاب وموقفها ضعيف ومهزوز وهي استلمت الدولة بعد الانقلاب وفشلت سياسيا واقتصاديا وامنيا وهذا ما جعل العسكريين يرجعون للمجلس المركزي للحرية والتغيير ولو المكون العسكري خرج من الاتفاق الإطاري اليوم لا يستطيع ان يعتمد على الكتلة الديمقراطية في تسيير الدولة ومن الصعب عودتهم للحرب مرة أخرى بسبب المكاسب التي تحصلوا عليها.
وقال السفير الصادق المقلي الدبلوماسي والمحلل السياسي أن مصر جانبها التوفيق في توقيت مبادرتها ومصر ظلت طيلة بداية الازمة خارج المشهد السياسي ولم يكن لهم أي أثر
مبينا ان هنالك ارتباك في مواقف مصر وأول مرة ترد كلمة مبادرة كانت بعد لقاء السفير المصري مع البرهان وتحدث عن وجود مبادرة مصرية وفي لقاء السفير المصر مع د. الهاي ادريس عضو مجلس السيادة تحدث حديث مختلف تماما
وقال انه مع الاتفاق الإطاري ويؤيدونه وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الموقف المصري ليس فيه غرابة لكن الغرابة في التوقيت الذي وصفه بالسيء وقال المقلي ان التدخل المصري حالة نفسية ومصر تنزعج جدا من حكاية الفترات الديمقراطية ودائما يتعاملون مع الحكومات العسكرية والان تعاطفوا مع الانقلابين
وقال المقلي ليس هنالك مبرر للتدخل لان مصر أصلا عضو في الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وكلهم موجودين في الآلية الثلاثية والرباعية لكن مصر ارادت تجاوزهم لخلق منبر موازي لإرباك المشهد السياسي وتأخير العملية السياسية
وأشار الى ان الجامعة العربية لم يكن لها أي دور في المشهد السوداني وقال ان المبادرة المصرية ولدت ميتة موضحا ان التدخل الأجنبي ينقسم لنوعين تدخل خبيث تدخل حميد والخبيث انتهى قديما وتدخل الأمم المتحدة الآن جاء بإرادة سودانية وهم مجرد مسهلين ومسيرين للعملية السياسية ولا غضاضة في ذلك ومسألة حميدة جدا والعرف الدبلوماسي لا يمنع ان يكون هنالك نشاط مجتمعي للسفراء بعلم وأذن الدولة.