صحيفة اللحظة:
مع افتتاح حكومة الولايات المتحدة رسميا لبرنامج تأشيرة التنوع في بداية السنة المالية الجديدة، يستمر آلاف من الفائزين السابقين من أفغانستان ومصر وإيران، ودول أخرى، في الانتظار، في ظل إجراءات بطيئة قد تقضي على آمالهم في حياة جديدة في أميركا.
والأربعاء، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنطلاق التسجيل في برنامج تأشيرة الهجرة المتنوعة لعام 2023 .
وقد أجاز الكونغرس الأميركي 55 ألف بطاقة خضراء سنويا للمهاجرين حول العالم لتعزيز التنوع لدى السكان في الولايات المتحدة.
ويبدأ التسجيل قبل أي سنة مالية، لإتاحة الوقت لمعالجة الطلبات، لكن التأخيرات أصبحت مزمنة وولدت إجراءات قانونية.
وكشف موقع إذاعة "فويس أو أميركا" أنه في الوقت الذي يتم فيه قبول معاملات جديدة، أقر مسؤولون أميركيون بوجود تراكم كبير يبطئ إنجاز المعاملات الموجودة التي قدم معظمها خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتباطأت عملية إنجازها بسبب الوباء.
الموقع نقل عن سمر، وهي مصرية تبلغ من العمر 35 عامًا وحائزة على تأشيرة التنوع لعام 2021، تأكيدها أن التعطيل الحاصل يُعد بمثابة إغلاق نافذة بالنسبة لها.
سمر التي وصفها الموقع بأنها "منتقدة صريحة لانتهاكات حقوق الإنسان في وطنها مصر" طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل.
وتلقت سمر أخبارا في عام 2020 بأنها من الفائزين في برنامج تأشيرة التنوع.
وتم اختيارها من بين ملايين الأشخاص حول العالم الذين يدخلون اليانصيب كل عام، لكنها كشفت أن "السلطات المختصة بتقديم التأشيرة الأميركية لم ترد على غالبية استفساراتها حول قضيتها".
ملاذ
وقالت سمر "فرصة الهجرة هذه ليست رفاهية لعائلتي، لقد تعرضت أنا وعائلتي لمضايقات الشرطة منذ عام 2016"، ثم تابعت "ستساعدني فرصة الهجرة هذه وعائلتي على بدء حياة إنسانية وآمنة".
ولا تنتقل أهلية الحصول على التأشيرة إلى العام التالي، حيث يجب أن تكتمل العملية برمتها في غضون عام.
ومع نفاد الوقت، قررت سمر الأم لثلاثة أطفال، الانضمام إلى فائزين آخرين بتأشيرات متنوعة، في دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية على أمل الحصول على وثائق سفر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ"فويس أوف أميركا" في الصدد: "أن يتم اختيارك عشوائيا كمحدد لا يضمن حصولك على تأشيرة أو مقابلة تأشيرة. الاختيار يعني فقط أن الشخص مؤهل للمشاركة في برنامج التنوع".
لكن هذا التفسير لا يريح سمر، وفق الموقع، إذ قالت ردا على ذلك: "أنا وزوجي نتقدم للحصول على (تأشيرات متنوعة) منذ عام 2000، لدينا ثلاثة أطفال، اتبعنا جميع الإجراءات وقدمنا جميع النماذج والوثائق المطلوبة".
ومضت تقول: "لقد حاولنا حتى المغادرة إلى الاتحاد الأوروبي لكننا لم نتمكن من الحصول على تأشيرة". ويمر برنامج تأشيرة التنوع بسنوات وعرة في الآونة الأخيرة.
في عام 2017، أقر الرئيس الأميركي، آنذاك، دونالد ترامب، عن سلسلة من الإجراءات التي منعت الأشخاص من الدول ذات الأغلبية المسلمة من القدوم إلى الولايات المتحدة.
ثم، في مارس 2020، أغلق ترامب القنصليات في جميع أنحاء العالم وسط جائحة فيروس كورونا، ثم أعلنت إدارته لاحقًا حظرًا على بعض تأشيرات الهجرة، بحجة أنها ضرورية لحماية الاقتصاد الأميركي.
ونتيجة لذلك، مُنع آلاف الفائزين في يانصيب التأشيرة من القدوم إلى الولايات المتحدة.
وفقًا للوثائق الفيدرالية، بمجرد أن بدأت القنصليات في إعادة فتحها في صيف عام 2020، صدرت أوامر للمسؤولين بمعالجات تأشيرات التنوع أخيرًا.
وأمر قاضٍ فيدرالي إدارة بايدن باستئناف معالجة معاملات الفائزين بتأشيرات التنوع، بينما قال مسؤولون أميركيون إن التأخير ناتج عن جائحة فيروس كورونا، وهي حجة لم تؤثر على القاضي، يقول الموقع.
ووفقا للمحامين الذين يمثلون الفائزين بتأشيرات التنوع، فإن السفارات الأميركية لديها آلاف المعاملات التي يجب معالجتها، وتجري مقابلات مع حوالي 10 من أصحاب ملفات تأشيرة التنوع.
وقال كورتيس موريسو، محامي الهجرة في حديث لـ "فويس أوف أميركا: "إنه أمر مفجع ومحبط للغاية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، لأنهم في طي النسيان منذ عامين".
وكشف أن الفائزين الذين يعانون من تأخيرات حالية لديهم فرصة تقارب 1 في 3 لإنهاء العملية والهجرة إلى الولايات المتحدة.
وقال "سنطلب المزيد من التأشيرات، لكن لا يمكننا ضمان أن القاضي سيوافق على طلبنا" ، في إشارة إلى الدعوى المرفوعة حاليا.
لذلك قالت سمر، المصرية التي لم تحصل على فرصة المقابلة في سفارة الولايات المتحدة في بلادها، إنها يمكن أن تتقدم لبرنامج 2023، لكن احتمالات الفوز باليانصيب مرتين على التوالي ضئيلة.
المصدر: الحرة