باريس (موفد سونا) – تنظم الحكومة الفرنسية في ثاني أيام مؤتمر باريس المخصص لدعم المرحلة الانتقالية في السودان قمة تمويل الاقتصادات الافريقية جنوب الصحراء يحضره دكتورعبد الله حمدوك رئيس الوزراء.
وأبان سفير السودان بفرنسا السفير جبير اسماعيل جبير (لسونا) أن هذه القمة والتي قدمت فيها الدعوة للسودان تهدف الى إيجاد مصادر تمويل جديدة لهذه المنطقة من القارة الافريقية خاصة وأنها تضررت بشدة من تداعيات جائحة كوفيد١٩.
وأضاف جبير أن السودان من ضمن هذه الدول المثقلة بالديون وحرم من الاستفادة من مبادرة صندوق النقد الدولي لصالح الدول الفقيرة(هيبك )(HIPC ) بسبب العقوبات التي كانت مفروضة عليه نتيجة لسياسات النظام السابق وأن تلك العقبة قد أزيلت بإعلان الولايات المتحدة الامريكية رسميا في ١٤ ديسمبر الماضي رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما يمكنه الاستفادة من تلك المبادرة كبقية الدول التي استفادت منها في الماضي.
وقال جبير إن مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون لعقد تلك القمة الافريقية جاءت بعد قناعات لعدد من الاقتصاديين والمحللين بأن معالجة الديون ليست كافية ولابد من استراتيجية تمويل أكثر شمولا بما في ذلك المزيد من التدفقات الخارجية لتعزيز القطاع الخاص الافريقي والجاذبية الاقتصادية لأفريقيا لإيجاد مصادر جديدة للتمويل .
وأشار جبير في حديثه (لسونا) أن فرنسا ترغب من خلال هذه الإصلاحات إعطاء التنمية دور محوري في سياستها الخارجية واسترجاع صورتها في افريقيا من خلال إعطاء الاولوية لتقديم المنح أكثر من القروض، موضحا أن حجم المساعدات التنموية التي قدمتها فرنسا عام ٢٠١٩بلغت ١٠.٩مليار يورو و١٢.٨مليار خلال ٢٠٢٠ وسيستمر في الارتفاع خلال العام الجاري بالتركيز على دول إفريقيا جنوب الصحراء وهاييتي في مجالات الفقر والصحة والمناخ والتعليم والمساواة بين الرجل والمرأة، وذلك عبر ضم مؤسستين رئيسيتين في سياسة التنمية في هيكل واحد هما وكالة التعاون الفني (اكسبرتيز فرانس) والتي تمثل أفريقيا ٦٠%من أنشطتها، عبر مختصين في مشاريع متعلقة بالصحة أو التنمية المستدامة، والوكالة الفرنسية للتنمية والتي ستقوم بتقديم القروض والمنح. وأكد الجبير أن السودان سيستفيد من هذه القمة بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب رسميا من خلال الشرح الواضح والمدعوم بالأرقام لحجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد السوداني بسبب سياسات النظام السابق الذي أورث الحكومة الانتقالية خزينة فارغة،وتداعيات جائحة كورونا وتقديم مطالب واضحة بالأرقام خاصة في المجال الصحي والبنية التحتية المرتبطة به وفي مجالات مكافحة الفقر والمناخ والتعليم والمساواة بين الرجل والمرأة.
على صعيد آخر تجري الاستعدادات في العاصمة الفرنسية باريس وسط جو يسوده التفاؤل لعقد المؤتمر الذي دعت له الحكومة الفرنسية لدعم السودان في مرحلة الانتقال السلمي للسلطة وانضمامه للعالم عقب رفع العقوبات الامريكية وحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال السفير جبير اسماعيل جبير القائم بالاعمال بسفارة السودان بفرنسا بالانابة (لسونا) ان الحكومة الفرنسية في غاية الحماس لهذا المؤتمر ولا صحة لما يتم تداوله من تذمر الحكومة الفرنسية لكثرة المشاركين فى الوفد السوداني مؤكدا ان فرنسا ترحب بمشاركة كافة القطاعات الفاعلة على المستويين الرسمي والشعبي قائلا “ليس أدل على ذلك من أن فرنسا عمدت للإعداد لعقد لقاء لمنظمات المجتمع المدني السودانية تحت عنوان (أصوات الثورة) في الثامن عشر من مايو بمعهد العالم العربي بباريس بمشاركة كبيرة لكافة القطاعات التي لعبت دورا في الثورة من الشباب والمرأة والطلاب وغيرها من فعاليات المجتمع وذلك بهدف استعراض الدور الذي قامت به تلك الفئات والمنتظر منها خلال الفترة الانتقالية” .
وأضاف السفير جبير ان فرنسا هي التي دعت لهذا المؤتمر واصدرت توجيها واضحا لكافة وسائل الإعلام الفرنسية ان تتناول هذا الحدث وتبرزه في كل الوسائل الاعلامية مضيفا ان فرنسا ترى كثرة الراغبين في المشاركة امرا ايجابيا بحسبانه يعبر عن رغبتها في اقامة حدث سياسي واقتصادي فاعل يدعم الانتقال السياسي في السودان . وحول الدول المشاركة في مؤتمر باريس إبان السفير جبير ان الحكومة الفرنسية قدمت الدعوة لأكثر من عشرين دولة أوروبية وعربية وأمريكا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأوروبي اضافة الى بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والصندوق العربي للتنمية .