صحيفة اللحظة:
قال رئيس تحرير صحيفة التيار الاستاذ عثمان ميرغني أن ذكرى الاستقلال روتينية تمر علينا كل عام نحكي فيها الحدوتة بالتفاصيل المملة وتنتهي الحكاية
مشيرا ان غالبية شباب السودان يعتبرون إجازة الأول من يناير هي عطلة رأس السنة وليست استقلال السودان واكد في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن الاحتفال بعيد استقلال السودان أصبح مراسيم بروتوكولي واصبح عبارة عن فرحة كاذبة والاسئلة التي تطرح الآن بعد 67 عام هي أسئلة كان يفترض ان تطرح ما قبل الاستقلال لتنمو الدولة نمو طبيعي وقال ان السودان بعد 67 عام من الاستقلال مازال يبحث عن الهوية وكينونة الدولة
مشيرا الى ان الخطأ منذ البداية كان هيكليا ولم تكن هنالك رؤية لبناء الدولة بعد ولادتها في 1956م وحتى الاستقلال جاء في ظل صراع سياسي محتدم جدا
مبينا ان أول انتخابات أجريت في السودان كانت قبل الاستقلال وقال ان لحظة لقاء السيدين في ديسمبر 1955 هي التي قرعت الجرس للنخب السياسية ان أدخلي في القفص ومنذ ذلك الوقت ظلت داخل هذا القفص والآن بعد 67 عام عندما اشتدت الازمة اضطر الناس للاستعانة بالسيد محمد عثمان الميرغني واحضاره من عزلته الاختيارية كأنما نقول للشعب السوداني اننا بعد 67 عام نرجع مرة أخرى للحظة التي أعلن فيها استقلال السودان
موضحا ان تقرير المصير السياسي للبلاد ليس عند الساسة انما عند الطائفية بأشكالها المختلفة وقال عثمان ميرغني ان كل الأحزاب حكمت وشاركت في الحكم وانقلب وراودها الانقلاب لكن لم يفكر احد في تصحيح هذه المعادلة والكل يبدأ من نقطة واحدة والكل يقرأ من كتاب واحد وكل الدول من حولنا تقدمت ونحن نسير عكس الاتجاه.
وقال عثمان ميرغني ان الشعب السوداني أنجز ثلاث ثورات واقتلع الحكومة من فم الأسد ويسلمها لسياسيين ولكن للأسف الساسة يرجعونها مرة أخرى العسكر والساسة هم من أنجزوا 4 ديكتاتوريات حتى الآن
مشيرا إلى ان الرابط الوحيد الذي يربط السودان ويحميه من التفكك الآن هم الطرق الصوفية التي تقوم على مبادئ واسس معينة وسستم تراتبي علم مئات الالاف من السودانيين القرآن وهم ابعد الناس من السياسية واي زول بجي القصر الجمهوري يذهب للطرق الصوفية ليستخدمها سياسيا والصوفية ليست مسؤولة عن الطائفية في البلاد مشيرا الى ان الاحزاب السودانية تطالب بالديمقراطية لكن بشرط خارج الحزب
مبينا ان الأحزاب هي من تقوم بالانقلابات منذ تاريخ عبدالله خليل الذي طلب من الجيش الاستيلاء عن الحكومة التي هو رئيس وزرائها وذهب لأبعد من ذلك واتصل على العسكر متسائلا ” آها انقلابكم ماش كيف ” عندما قالوا له تمام قال لهم ” فليوفقك الله ” ووجه عثمان ميرغني رسالة للأحزاب السياسية افصلوا مصيركم عن مصير الشعب السوداني مامكن شكلة بين اثنين توقف حال الشعب السوداني سنة كاملة والساسة خانقين البلد والشعب كلو هرب لمصر والبعض يتمنى ان يدفن هناك
وقال ان السياسيين يتحكمون في الوظائف السيادة اذا ارادو تعيين سكرتير ثالث بوزارة الخارجية فانه يجلس لعدد كبير من الامتحانات والاختبارات والمعاينات لمدة سنة كاملة لكن تعين وزير للخارجية عادي بجيك من البيت ويكون في حياته كلها لم يدخل مكتب ويصبح وزيرا
وقال نحن دائما نبحث عن أشخاص لكن يجب البحث عن مؤسسات مستقلة قادرة على العمل في مجال اختصاصها وتصبح المؤسسات اقوى من اي امتيازات سياسية و اذا صنعنا دولة لايهم من يحكم.
وأوضح المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد محمد خير ان العقلية السياسية السودانية واحدة وتحمل نفس الجينات مستشهدا بـ تقليد سايد في سجن كوبر منذ العام 1924م وهو ان أي معتقل يكتب اسمه في الحيطة وتاريخ اعتقاله وفي العام 1990 قمت انا ود. صلاح العالم من قيادات الحزب الشيوعي أثناء اعتقالنا بحساب عدد المعتقلين أيام الاستعمار والمعتقلين في فترات الحكومات الوطنية وجدنا ان عدد المعتقلين في فترة مايو فقط يساوي عدد المعتقلين في ايام المستعمر 65 مرة
مبينا ان المرحوم صادق عبدالله عبد الماجد كان عامل أسمنت في الحيطة شكل برواز وكاتب اسمه بخط جميل جدا وتاريخ اعتقاله وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن المناضلين ضد الانقاذ طوال 30 عام وبعد النجاح في إسقاط الإنقاذ حافظ صناع التغيير على نفس القوانين ونفس المكاسب التي تركها النظام السابق ومارسوا التمكين وفي واحد عينو والي للخرطوم خلال شهر واحد قيادات حزبه كلهم اصبحوا مدراء عامين موضحا ان الطوائف التي حكمت السودان انبثقت من الطرق الصوفية والإدارة الاهلية التي لا يوجد بداخلها مبدأ تبادل السلطة والشيخ هو المسيطر لذلك من الصعوبة إقامة مجتمع ديمقراطي
موضحا ان هناك بوابة امل الآن في السودان بوجود العقل النقدي الحالي مطالبا كل القوى السياسية التي حكمت السودان حتى لو عشرة دقائق ان نعتذر للشعب السوداني بما فيهم ابنعوف
وأوضح ان الخارج هو من يتحكم في السودان الآن وكل ما هو مطروح في الساحة الآن يعبر عن رغبة جهات سياسية لحكم الفترة الانتقالية بلا انتخابات وأهم شخصية في السودان الآن هو فولكر.
وقال الاستاذ صديق مساعد الكاتب الصحفي أن المشكلة السودانية عميقة وعظيمة وبدأت مع تأسيس اول نادي للخريجيين عام 1918م ومن بعد تحول لمؤتمر الخريجين وللأسف اول من خرج منه كان صاحب النظرية ذات نفسه احمد خير المحامي وبرر خروجه ان حزب الأشقاء يمتازون بالدكتاتورية والقوقائية وحصلت انتكاسة كبيرة جدا
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن الأحزاب السياسية تشكلك في رحم الطائفية وحدث انشراخ في الوجدان السوداني واختلف حزب الامة مع الاتحاديين في تصميم وتشكيل علم السودان مبينا ان البلاد لم يكن لها قائد ملهم يوازي ما بها من طبيعة وموارد وتعدد وتنوع وظلت الحركة السياسية رهينة لقيود الطائفية وحركة ضعيفة تعاني من كساح وزاد الطين بلة فترة حكم الإنقاذ 30 عام وكان الفكر الحاكم مشدود ومتأثر بالفكر النازي والديمقراطية لم تكن حاضرة مشيرا الى ضغوطات إقليمية حاضرة في المشهد السوداني منذ الاستقلال والازمة الحقيقية في الديمقراطية ثقافة وممارسة وقيم والديمقراطيات التي حدثت في أوروبا سبقتها مشاريع تنموية وفكرية كبيرة
مشيرا إلى أن السودانيين لا يقبلون الآخر ولا يؤمنون بالحوار مطالبا الحركة السياسية بعمل مراجعات فكرية عميقة في كامل تجربتها متمنيا ظهور قائد ملهم من رحم الغيب يقود هذه البلاد لان الأحزاب السودانية شاخت وأصبحت غير قادرة على تقديم رؤية تنقل البلد لمربع جديد موضحا ان البلاد الآن تعيش حالة احتقان غير مسبوق ونحتاج مشروع وطني قومي متكامل بالإضافة لتنمية الانسان ومراجعة مناهج التربية والتعليم.
من جانبه أشار الصحفي والمحلل السياسي عمار عوض ان السودانيون مازالوا يكررون ويعيدون تجاربهم بعد 67 عام من الاستقلال مشيرا إلى أن السودان لم يكن بالسوء مقارنة الجوار الإقليمي القريب ولم تكن المنطقة حولنا عبارة حديقة غناء ونحن ‘كوشة’ وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن النخب السودانية دائما كانت تخذل الجماهير منذ الاستقلال
مبينا ان الانجليز تركو لنا بنية تحتية وسيتم جيد لكن النخب كانت دائما تكرر تجربة المأمور وهي منفصلة من الجماهير وأشار الى ان د. حسن الترابي جاء من ستربون واختطاف العاطفة الدينية السودانية وادخل البلد في حتة عجيبة جدا ونفس الحال في شعارات اليسار ” لن نسمح بجزيرة رجعية في محيط هادي ” ويتم استغلال الجماهير والتحدث وعمل أشياء باسمها
موضحا ان البلاد الان وصلت للدرك الأسفل وأصبحت الصراعات قبلية بعد ان كانت سياسية وكل زول رجع لخشم بيتو موضحا ان كل زول ولد على الفطرة سوداني لكن النخب السياسية اختطفت خانة الجماهير لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها
وقال عمار إن ديسمبر فرصة لتصحيح كتاب التاريخ وتوليد جيل جديد وإيقاف الجدلية القديمة حول الهوية نحن عرب أم أفارقه واصفا ما حدث في 25 أكتوبر باستيلاء الجيش على السلطة والجنرال البرهان مسك الكورة وحمى الناس يلعبو
مطالبا العسكر بتصحيح أخطائهم منذ انقلاب عبود وكذلك القوى السياسية يجب ان لا تتحدث باسم الجماهير بدون تفويض ويرجعو لعقد مؤتمراتهم العامة بالإضافة للمجتمع يصحح نفسه وإذا لم يحدث ذلك ” فكل عام ترذلون ”
مشيرا إلى أن القوى السياسية تحتاج إلى مصالحة شاملة فيما بينها حتى نمضي للأمام والحل الوحيد هو العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات والحكومة للكفاءات.