صحيفة اللحظة:
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء الأربعاء، عن سقوط مواطن سوداني خلال المظاهرات التي تشهدها البلاد إحياء لذكرى الاعتصام الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، والمطالبة بحكم مدني.
وذكرت اللجنة، في بيان، أن الطيب عبدالوهاب، البالغ 19 عاماً، توفي إثر إصابته برصاصة، قالت اللجنة إن مصدرها "قوات السلطة الانقلابية خلال قمعها لمليونية 6 أبريل بمدينة شرق النيل بولاية الخرطوم".
شهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وأكثر من 20 مدينة في البلاد احتجاجات حاشدة، يوم الأربعاء، شارك فيها الآلاف من المطالبين بالحكم المدني وتحقيق العدالة.
وبعد الإفطار واصل المحتجون تظاهراتهم التي انطلقت بعد الظهر رقم ظروف الصيام والارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي وصلت إلى نحو 45 درجة لحظة انطلاق الاحتجاجات في الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي.
وخلال وقت سابق الأربعاء، أطلقت السلطات الأمنية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على متظاهرين حاولوا التقدم نحو مطار العاصمة.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن قوات الأمن السودانية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين المناهضين للحكم العسكري وداخل مستشفى في العاصمة، حسب ما أفاد شهود عيان.
وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، أن "قوات المجلس العسكري الانقلابي اقتحمت مستشفى الجودة وأطلقت الغاز المسيل للدموع بداخله، وتروّع المرضى والكوادر الطبية وتتسبب في اختناق عدد منهم".
وبحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان، انتشرت قوات الأمن السودانية منذ صباح الأربعاء حول القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش في العاصمة، كما أغلقت الجسور التي تربط الخرطوم بمدنها الرئيسية الأخرى.وكانت الحكومة السودانية أعلنت الأربعاء "عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد".
وفي الأسابيع الأخيرة كثف النشطاء السياسيون دعواتهم، عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لتنظيم احتجاجات الأربعاء مستخدمين عدد من الوسوم مثل "#عاصفة 6 أبريل" و "#زلزال 6 أبريل".
وقال بدوي بشير أحد المشاركين في التظاهرات بالخرطوم: "إنه يوم مهم.. نتوقع خروج الكثيرين إلى الشوارع رغم الطقس الحار والصيام"، مضيفاً "نريد فقط إسقاط الانقلاب".
وفي بيان نُشر الثلاثاء، دعا ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، السودانيين إلى المشاركة في الاحتجاجات.
وفي مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، قال جعفر حسن المتحدث باسم الائتلاف: "نتطلع إلى أبريل ليكون شهر انتصارات السودانيين". وأضاف: "يجب أن يهزم السودانيون الانقلاب".
ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي يعزز العسكريون قبضتهم على البلاد خصوصاً في طريقة التعامل مع المتظاهرين، إذ سقط حتى الآن 93شخصاً وجرح المئات خلال الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري، فيما تشن السلطات حملة توقيفات واعتقالات تطال القيادات المدنية البارزة.
كما قطعت الدول الغربية المانحة مساعداتها المالية للسودان حتى يتسلم المدنيون الحكم الانتقالي.وكانت الولايات المتحدة أشادت بالمتظاهرين السلميين في السودان، "الذين ألهموا العالم بشجاعتهم وتضحياتهم"، وذلك في بيان بمناسبة الذكرى الثالثة لاحتجاجات 6 أبريل 2019، المطالبة بالديمقراطية والحكم المدني في السودان.
وأسفرت الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار والغلاء والتي انطلقت في 19 ديسمبر 2018 واستمرت 4 أشهر، عن عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير في 11 أبريل 2019.
وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن "مئات الآلاف من أبناء الشعب السوداني بدأوا اعتصاماً سلمياً"، مطالبين بالحصول على فرصتهم في "رسم ملامح مستقبل بلدهم".
وأشار البيان، الذي ألقاه نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن هذا الاعتصام "ضم سودانيين من شتى ميادين الحياة ومن جميع أجزاء البلاد، من أطباء ومزارعين، ونساء وشباب، وأشخاص من خلفيات متعددة، ويتحدثون لغات مختلفة".
وخلال الأيام الماضية، دعت "لجان المقاومة" وتجمع المهنيين وأحزاب سياسية في ذكرى إسقاط نظامي الرئيسين السابقين عمر البشير في 2019، وجعفر نميري في 1985، لتنظيم مواكب ليلية للإعلان عن "مليونية 6 أبريل".
وقالت تنسيقية لجان المقاومة السودانية في بيان على فيسبوك فجر الأربعاء، إن المواكب "ستكون ضربة أخرى مُوحدة وقوية لبنية الانقلاب المتهالكة، الآيلة للسقوط لا محالة. جميعنا نعي ونعلم بل ونثق تمام الثقة بأن هذا الانقلاب قد وُلد ميتاً".
وفاقمت الأزمة الاقتصادية ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية بشكل كبير منذ الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع الحاد سيتضاعف إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر 2022.
وتصاعدت معدلات الجريمة وعدم احترام القانون مع تصاعد وتيرة العنف في المناطق النائية بالسودان خصوصاً في إقليم دارفور في غرب البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
والأسبوع الماضي، وقعت اشتباكات بين قبائل عربية وغير عربية أدت إلى سقوط 45 قتيلاً على الأقل في جنوب دارفور.
كما هدد رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان بطرد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، بعدما حذر من تدهور الأزمة في السودان خلال إفادة لمجلس الأمن الدولي.
وأوضح البرهان أن "البلاد لن تسلم إلا لسلطة أمينة منتخبة يرتضيها كافة الشعب".
وكان بيرتس حذر من أن السودان يتجه "نحو الانهيار الاقتصادي والأمني" ما لم تتم العودة إلى المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها بعد إسقاط البشير.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكتلة ايغاد (منظمة تضم دول شرق إفريقيا) قررت توحيد جهودها من أجل إطلاق محادثات سياسية في السودان.