الرئيسية » السياسة » سامانثا: أمريكا تقف مع إنشاء جيش وطني تحت قيادة واحدة في السودان

سامانثا: أمريكا تقف مع إنشاء جيش وطني تحت قيادة واحدة في السودان

0.47378200 1627995024

أعلنت الولايات المتحدة الامريكية وقوفها مع انشاء قوات مسلحة سودانية موحدة ومهنية تجمع الجيش و الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح تحت قيادة واحدة في السودان.
وقالت السيدة سامنثا باور المديرة التنفيذية للوكالة الامريكية للتنمية الدولية في المحاضرة التي قدمتها اليوم بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم حول تجربتها مع السودان ومسيرة الثورة السودانية ان الولايات المتحدة تنظر الى ان احد وسائل الاستقرار في السودان هي وجود جيش وطني تدمج فيه القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع و قوات حركات الكفاح المسلح لتكون جيشا واحدا تحت إمرة موحدة.
وشددت المسؤولة الأمريكية ان ما يحتاجه السودان الآن قبل المعونات والدعم الخارجي هو وقوف شباب السودان ومنظمات المجتمع المدني كلها خلف ثورتها التي جاءت بها دون دعم خارجي و بطريقة أذهلت العالم وسلمية سلبت الرئيس المخلوع القدرة على استخدام البطش ضد الثوار وهو السلاح الذي كان يستخدمه بإشعال الحروب في مختلف أرجاء السودان.
وأكدت السيدة باور أنه مهما يقال فان السودان لم يكن في يوم من الأيام أشد تمتعها بالأمن مما هو عليه الآن مقارنة بـ الثلاثين عاما الماضية.
وأشارت في هذا الصدد الى اختفاء بيوت الاشباح والى توسعة الحريات وايقاف الحرب والانفتاح على العالم وازالة اسم السودان من قائمة الارهاب وان السودان والولايات المتحدة الان في حالة سعي للشراكة بينما كانا على مدى ثلاثين عاما في حالة عداء واحتراب.
واضافت ان السودان غني بموارده المختلفة الا ان اهم مورد عند السودان الان والذي يجب ان يعول عليه هو المواطن السوداني و على تفجير طاقاته وقالت ان على الشباب السوداني ان يتذكر دوما كل ما فعله حتى أصبحت الثورة السودانية مثالا وقدوة ودليلا على ان ما قد يعتقد الناس باستحالة يمكن ان يصبح ممكنا.
فقد كان المراقبون لا يظنون امكانية ازالة حكم الدكتاتور الباطش الذي طور وسائل عدة لتتمكن من الخروج من المَآزِق العديدة التي تورط فيها حتى اتى الشباب والشابات السودانيون ليثبتوا خطل هذا الافتراض. واكدت ان الولايات المتحدة ستقف مع السودان دوما ما واصل الطريق على مبادئ السلام والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية.
وقالت إن بلادها تريد ان تساعد وتساهم مع السودان في استغلال ثرواته وموارده العديدة . واشارت سمانتا الى ان التحديات التي تجابه السودان عديدة إلا ان على السودانيين التحلي بالمزيد من الصبر على الحكومة التي أتوا بها عبر ثورتهم.
وأضافت التي اتخذت إجراءات قوية و قاسية لكنها كانت شرطا لازما للخروج بالبلاد إلى الوضع الذي أصبحت فيه الآن بحيث أصبح في مكانها الآن الاستفادة من مبادرة الهيبك.
واتكأت السيدة باور على تاريخ الثورات السودانية انطلاقا من أكتوبر 1964 والتي انطلقت من جامعة الخرطوم العريقة والتي قدمت مثالا يعتبر إشارة لمسيرة الثورة عندما اختارت البروفيسور فدوى عبد الرحمن على طه مديرا لها بعد 19 من الرجال الذين تعاقبوا طوال مئة عام على قيادة الجامعة.
وقالت ان جامعة الخرطوم لعبت أيضا دورا محوريا كبير في انتفاضة 1989 والتي أنهت دكتاتورية استمرت منذ مايو 1969 ثم هي تلعب دورا مهما وأساسيا أثناء وبعد نجاح ثورة ديسمبر التي أفضت للحكومة الانتقالية الحالية 2019م.
وأشارت سامانثا في حضور الدكتور نصر الدين عبد الباري الذي شرف اللقاء الذي جمعها مع منظمات المجتمع المدني الى قرارات مفصلية اتخذتها الحكومة الانتقالية المدنية الآن.
وأوضحت منها ازالة القوانين التي تجدر لبس المرأة وقوانين النظام العام وجرمت بالقانون ختان البنات واكدت المساواة بين المواطنين دون النظر الى الدين او العرق أو النوع وبسطت الحريات العامة والحريات الدينية في البلاد.
وكانت البروفيسور فدوى قد افتتحت المحاضرة بمقدمة ضافية رحبت فيها بالحضور الذين شملوا منظمات المجتمع المدني اضافة الى تشريف السيد وزير العدل بجانب القائم بالأعمال الأمريكي في السودان برايان شوكان ومدير الوكالة الامريكية للتعاون الدولي في السودان السيد مارفين فارو ولفيف من القيادات الشعبية والنسوية في السودان.
وكانت سامانثا قد اعلنت مجموعة من المساهمات التي تقدمها بلادها للسودان منها مساهمة المعونة الامريكية بمبلغ 56 مليون دولار دعما للمناطق الطرفية والمهمشة في السودان لتوفير الخدمات الاساسية فيها من مياه وصحة وبيئة.
بجانب مساهمتها ايضا بمبلغ 4.3 مليون دولار في انشاء وتهيئة مفوضية تعمل على التجهيز والإعداد وتنفيذ الانتخابات عقب الفترة الانتقالية في البلاد اضافة الى ارسال طائرة خلال يومين تحمل لقاحات كوفيد – 19 بأكثر من نصف مليون جرعة. وأشارت سامانثا إلى جهود الحكومة السودانية في تخفيف آثار البرنامج الاقتصادي ورفع الدعم عن مجموعة من الخدمات.
وأكدت ان بلادها تدعم الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك لأجل تنفيذ هذا البرنامج للوصول لجميع الأسر السودانية المستحقة وقالت أن بلادها عازمة على دعم السودان في مختلف المجالات وخاصة في المجال الزراعي والعمل على إقامة وكالة لتطوير الزراعة في السودان مما يساهم في دعم البلاد تطوير هذا القطاع المهم واستغلال ثروات السودان من ارض وماء وموارد وأكدت استمرار دعم المعونة الامريكية لمنظمات المجتمع المدني التي كان لها القدح المعلي في نجاح الثورة السودانية حتي اصبحت مثالا يحتذى.