صحيفة اللحظة:
رغم تحذيرات الجيش السوداني من خطورة الوضع الأمني الراهن بعد التوترات التي تفجرت في منطقة مروي بالولاية الشمالية للبلاد، إلا أن قوات الدعم السريع لم تنسحب حتى اللحظة من قاعدة مروي، بحسب ما أكد مراسل العربية/الحدث.
لكنه أضاف أن اجتماعاً لمجلس الأمن والدفاع السوداني بحضور قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو الذي يرأس الدعم السريع، سيعقد مساء اليوم.
كما أوضح أن العديد من الأحزاب المدنية والسفارات الأجنبية تدخلت للتهدئة بين الجانبين، ولفت إلى أن اجتماع القوى المدنية الذي عقد بوقت سابق اليوم خلص إلى تشكيل لجنة للتواصل مع قيادات الجيش.
إلى ذلك، أفاد بأن البرهان ما زال يتمسك بمسألة وجوب دمج قوات الدعم السريع ضمن صفوف القوات المسلحة، وضرورة عدم تحركها دون تنسيق.
مطار استراتيجي:
وكان هذا التوتر بين الطرفين بدأ بعدما دفعت قوات الدعم السريع بـ 100 مركبة نحو مطار مروي الذي يعتبر مطاراً استراتيجياً مسانداً لمطار الخرطوم المدني في حالات الطوارئ، ويضم قاعدة جوية عسكرية مساندة للمطار العسكري الأول الموجود بالخرطوم، تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان.
كما تعتبر أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية. كذلك تضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، فضلا عن أكبر سد كهرومائي في السودان.
ويبلغ عدد سكان مروي نحو 120 ألف نسمة وتضم المنطقة عدداً من القبائل أبرزها الشايقية والبديرية والحسانية والهواوير.
يشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت نفت في وقت سابق مزاعم قيامها بعمليات حربية باتجاه مطار مروي. وأكدت أن وجود قواتها بالولاية الشمالية يأتي في إطار تأدية واجباتها ومهامها كما هو في باقي الولايات. كما أكدت أنها تعمل بتنسيق مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى.
إلا أن بيان الجيش الذي صدر صباح اليوم أظهر وبوضوح وجود خلافات خطيرة بين الطرفين، وبين أن تلك التحركات أتت دون إخطاره.
وكانت الخلافات بين الجانبين تبلورت سابقا أيضا خلال ورشة الإصلاح الأمني التي أقيمت قبل أسابيع في العاصمة الخرطوم، لاسيما لجهة ملف دمج الدعم السريع في صفوف الجيش، ومعايير هذا الدمج وغيره، ما أدى إلى تأجيل الإعلان عن الاتفاق السياسي النهائي في البلاد.