الرئيسية » السياسة » حمدوك: السودان مازال يدعو لاتفاق قانوني وملزم حول سد النهضة

حمدوك: السودان مازال يدعو لاتفاق قانوني وملزم حول سد النهضة

0.77329600 1626800893

جدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك موقف السودان الداعي الى الوصول لاتفاق قانوني وملزم بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة وملئه بما يتماشى والقانون الدولي.
وقال حمدوك في خطابه للشعب السوداني بمناسبة عيد الاضحي المبارك ان ملف سد النهضة يظل في مقدمة أولويات الحكومة الانتقالية و انه ورغم إعلان الحكومة الإثيوبية عن اكتمال عملية الملء الثاني في مواصلة للتصرف في هذا الملف بشكل أحادي للمرة الثانية إلا ان السودان يظل متمسكا بالوصول الى اتفاق قانوني وملزم حول سد النهضة الإثيوبي.
واكد رئيس الوزراء "إلا أننا نواصل الدعوة للامتناع عن الإجراءات المنفردة مع ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم يتماشى مع القانون الدولي وسوف لن نألوا جهداً في تحقيق هذا الهدف الذي يحفظ مصالحنا القومية في السودان."
فيما يلي "اللحظة" نص الكلمة التي وجهها الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء للشعب السوداني بمناسبة عيد الأضحى المُبارك.
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وكل سنة وانتو طيبين وسالمين وتامين ولامين وأعاد الله علينا هذا العيد بالخير واليمن والبركات، وجعل أيامنا كلها أعياداً وبلادنا مستقرة. ورحم الله أمواتنا وأشفى مرضانا وجمع شمل المتفرقين.
شعبنا العظيم:
يعود علينا هذا العيد ونحن نمضي بثباتٍ نحو تحقيق الغايات، وهو ثباتٌ موروث من تاريخ مجيد، لشعب معلم للشعوب، وأرض معمرة بالحضارة منذ القدم. فالثورة السودانية من غاياتها استشراف المستقبل الذي يشبه تطلعات شعب قاوم أعداءه على مر العصور، ودافع عن أرضه في مواجهة كل غاصب معتدٍ ولم يستكن للظلم والإهانة، حتى انتصر.
أيها الشعب السوداني الأبي:
نستطيع اليوم أن نقول إن مجهودات بنات وأبناء السودان في سبيل استعادة حقه في الاستقرار والتطور بدأت تثمر، فمنذ مجيئنا، ورغم رهبة وتحديات البداية لحكومة أتت بعد ثورة عظيمة تحمل طموحات كبيرة لشعب موسوم بالتضحيات، كان عهدنا مع الناس ألا نطلق وعوداً، بل ظللنا نشرح صعوبات المشوار نحو الإصلاح الاقتصادي، بإيمانٍ عميقٍ بأن هذا الشعب بارع في الصبر لو صدق الحاكمون في النوايا وأتقنوا العمل، فقد جئنا نحمل المشروع الوطني الخالص لوجه هذا الوطن، أما شعبنا فقد كان وسيظل يملك العوامل الأكثر حسماً لتطبيق هذا المشروع وإنجاحه، الصبر والعزيمة والإصرار.
أيها الشعب المقدام:
من تباشير هذا العيد السعيد، مؤشرات التوافق بين المكونات المجتمعية والسياسية في ولايات شرق السودان الحبيب. انتهز هذه المناسبة لأناشد مواطنينا في شرق السودان لإعلاء قيم التعايش السلمي، وإشاعة السلم الاجتماعي والعمل معاً لمعالجة المظالم التنموية في شرقنا الحبيب حتى يصبح نموذجاً يحتذى.
شعبنا العزيز:
لقد قدمنا مبادرة (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال- الطريق إلى الأمام) من أجل تحقيق الغايات التي يتطلع إليها الشعب السوداني، وهي مبادرة معنية بتطوير مشروع وطني يسع الجميع، وتستكمل به مهام الانتقال على مستويات عديدة.
ولقد تحدثنا بشكل واضح عن ارتباط وثيق العرى بين المجهودات المبذولة على الصعيد الخارجي بما هو مطلوب تحقيقه على الصعيد الداخلي، ولذلك كان لزاماً علينا الطرق بشدة من أجل ترتيب بيتنا الداخلي عبر مجابهة الأزمة الوطنية والتنادي للإسهام في حلها، وعدم التراخي وتركها في النهاية لتستفحل.
ولذلك وضعنا أسساً للتسوية السياسية تضمن أكبر إجماع ممكن لعبور هذه المرحلة المفصلية لبلادنا نحو المستقبل المشرق، كما وضعنا جملة من المقترحات لتحقيق هذه التسوية.
إن مما يسعد، هو تقبل المبادرة من الشعب السوداني بأطرافه الواسعة وقطاعاته المتنوعة وسائر فئاته، ومن المكونات السياسية الفاعلة داخل السلطة وخارجها. ها نحن ذا نسير بثقة نحو الاندماج الكامل مع العالم في مجالات عدة، فعودة بلادنا لمجتمع التنمية الدولي، ستفتح الطريق أمام العودة لتعليمٍ متطور، وستفتحه أمام خدماتٍ أفضل في مجال الصحة، وكذلك ستفتح الطريق أمام تحقيق تنمية مستدامة تقوم على أسس ومقومات المواكبة والتحديث.
شعبنا البطل:
يظل ملف سد النهضة في مقدمة أولويات الحكومة الانتقالية ورغم إعلان الحكومة الإثيوبية عن اكتمال عملية الملء الثاني في مواصلة للتصرف في هذا الملف بشكل أحادي وللمرة الثانية، إلا أننا نواصل الدعوة للامتناع عن الإجراءات المنفردة مع ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم يتماشى مع القانون الدولي وسوف لن نألوا جهداً في تحقيق هذا الهدف الذي يحفظ مصالحنا القومية في السودان.
ختاماً نتمنى أن يعود هذا العيد وبلادنا تنعم بالاستقرار والنماء بعد رسوخ الحرية وتحقيق السلام الشامل والوصول إلى العدالة المنشودة.
كما أود أن أقدم تعزية خاصة جداً لكل من فقد عزيز، ولكل أسرة غاب عنها حبيب أو قريب ولم يحضر هذا العيد الموسوم بعيد للفداء، وأريد أن أطمئن الناس بأننا نعمل بمسؤولية وجدية من أجل رفع الغلاء، ولإزاحة كل أشكال البلاء، والعمل لإدارة عجلة الإنتاج واستعادة كل المكتسبات، والنهوض بالمشاريع والمؤسسات التي تدهورت أو اندثرت، ومن ثم، تطويرها كي نأخذ مكاننا عالياً بين الأمم.