حرق متظاهرون غاضبون في عدد من المدن التونسية مقرات حزب «حركة النهضة»، بينما هتف محتجون أمام مقر البرلمان التونسي مطالبين بحل مجلس نواب الشعب، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
واقتحم المتظاهرون مقرات حزب «حركة النهضة» في القيروان، وتوزر، وقفصة، والمنستير، وسوسة والكاف، وفي تونس العاصمة، ورغم حواجز الشرطة المنتشرة على مداخل العاصمة ووسط المدينة، تجمع مئات الأشخاص من بينهم العديد من الشبان، أمام البرلمان.
ورددوا شعارات معادية للتشكيلة الحكومية التي يعتبرون أن وراءها حزب النهضة ، وإن من خلف الستار، ورئيس الوزراء هشام المشيشي وهتفوا «الشعب يريد حل البرلمان»، كذلك، حملوا لافتات كتب عليها «تغيير النظام».
وأدت الخلافات بين الأحزاب في البرلمان والمواجهة بين رئيس البرلمان راشد الغنوشي، زعيم النهضة، والرئيس قيس سعيد، غضب الرأي العام، لأن هذا الواقع السياسي يشل القرارات.ما يستنكر المتظاهرون عدم إدارة الحكومة الأزمة الصحية بشكل جيد، خصوصا أن تونس تعاني نقصا في إمدادات الأكسجين. ومع نحو 18 ألف وفاة لعدد سكان يبلغ 12 مليون نسمة، فإن البلاد لديها واحد من أسوأ معدلات الوفيات في العالم.
ووجهت مجموعات مجهولة وجهت عبر موقع فيسبوك دعوات إلى التظاهر في 25 يوليو، عيد الجمهورية، ويطالب المتظاهرون ايضا بتغيير الدستور وبمرحلة انتقالية يكون فيها دور كبير للجيش مع إبقاء الرئيس سعيد على رأس الدولة.
أدانت حركة النهضة في تونس، اليوم الأحد، الاعتداء على مقراتها، واصفة المحتجين بـ"مجموعات فوضوية وعصابات إجرامية".
وأدانت الحركة ما وصفتهم بـ"العصابات الإجرامية" التي يتم توظيفها من خارج حدود البلاد ومن داخلها للاعتداء على مقرات حركة النهضة وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب خدمة لأجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد، وذلك حسب "قناة نسمة" التونسية.
وقالت إن "هذه العصابات الإجرامية التي يتم توظيفها من خارج حدود البلاد ومن داخلها للاعتداء على مقرات الحركة ومناضليها وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب خدمة لأجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد، وما الحملة الإعلامية المسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرضة على العنف إلا دليل قاطع على ذلك".
واعتبرت أن المتظاهرين تعمدوا ترهيب المتواجدين داخل مقراتها وتهديدهم، متوجهة بالشكر لأجهزة الأمن في تونس على التصدي للتجاوزات، داعية كل الأطراف السياسية والمنظمات وأنصار الديمقراطية ودولة القانون إلى إدانة هذه الاعتداءات والتشديد على المتابعة القضائية لكل المتورطين.
واقتحم محتجون تونسيون، في وقت سابق اليوم الأحد، مقرات لـ"حركة النهضة" في ثلاث محافظات، إذ شهدت عدد من المدن وقفات احتجاجية للمطالبة بإسقاط حكومة هشام المشيشي، وحل البرلمان وتغيير النظام السياسي، كما اقتحم المحتجون في محافظة توزر مقر الحركة وحرق محتوياته بالتزامن مع اقتحام مقرات الحركة في محافظتي القيروان وسيدي بوزيد.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن البلاد قد شهدت 140 حريقا خلال يوم واحد هو أمس السبت، وقامت الحماية المدنية بالتعامل معها.
وبحسب بيان صدر، اليوم الأحد، عن وزارة الداخلية التونسية نشره موقع قناة "نسمة"، جاء فيه "الوحدات التابعة للديوان الوطني للحماية المدنيّة، قامت، يوم أمس، بإطفاء 140 حريقا.
وأوضح البيان أن إطفاء تلك الحرائق جاء في إطار 480 تدخلا في مجالات مختلفة. وأكّد القيام بـ97 عملية نجدة وإسعاف بالطرقات، و 219 تدخلا في الإسعاف في غير حوادث المرور، إلى جانب التدخّل في 24 عملية أخرى مختلفة.
المصدر: وكالات