صحيفة اللحظة:
قال حاكم إقليم دارفور في السودان، مني أركو مناوي، الاثنين، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يعوّل على نجاح “منبر جدة” التفاوضي بين الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء الصراع.
وأضاف مناوي الذي يرأس حركة جيش تحرير السودان الموقعة على اتفاق جوبا مع الحكومة السودانية، أن “القوات المسلحة تعتبر وقف إطلاق النار مهماً جداً من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها”.
وكان “منبر جدة” التفاوضي انطلق في مايو الماضي، برعاية سعودية أميركية، ونجح في التوصل إلى عدد من الهدن بين قوات الجيش و”الدعم السريع”، لكنه توقف بعد ذلك بسبب انسحاب وفد الجيش وعودته إلى الخرطوم.
وبشأن موقف حركة “جيش تحرير السودان” المعلن من قبل بـ”الحياد في الحرب”، قال مناوي: “موقفنا ثابت، وكما قلنا من قبل لا يمكن أن نكون محايدين فيما يتعلق بالخروقات الإنسانية، وحيال أي انتهاك يحدث، لأن الحياد فقط في المعركة”.
وكان عدد من الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أعلنت عن وقوفها على الحياد تجاه الحرب الحالية في السودان بين طرفي النزاع.
واندلع القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 من أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.
اتفاق جوبا:
وفي ما يتعلق بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام، قال مناوي إنه “لا يمكن انتظار انتصار طرف أو هزيمة طرف للحديث عن اتفاق جوبا للسلام”. وأضاف: “لا يمكن أن ننتظر أحداً لينتصر لكي يطبق الاتفاق، لكن الاتفاقية صالحة في كل الظروف لكي تنفذ”.
وكان مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، قال الأحد، إن البرهان وحاكم إقليم دارفور بحثا سبل تنفيذ اتفاق جوبا للسلام.
وأوضح مناوي أن اتفاق جوبا لا يشتمل فقط على الجوانب المرئية منه للناس، لكنه يحتوي على نقاط كثيرة جداً مثل “تغطية الاحتياجات الإنسانية واحتياجات المدارس والجامعات والتعليم بصورة عامة والترتيبات الأمنية”.
وكان عدد من الحركات المسلحة في دارفور، من بينها حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي، وقعت على اتفاق جوبا للسلام خلال حكم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في أكتوبر 2020، برعاية جنوب السودان.
4 ملايين نازح ولاجئ:
وتطرق مناوي إلى الحديث عن الأوضاع الإنسانية في دارفور، وقال إن من بين سكان الإقليم “ما يفوق 3 ملايين نازح ومليون لاجىء”.
وأضاف أن الجهات المانحة قدمت بعض المعونات للإقليم، تم نقل جزء منها بينما لا يزال العمل جارياً لنقل الباقي.
يذكر أن إقليم دارفور من أكثر المناطق التي تضررت من الحرب الحالية في السودان، حيث شهدت ولايتا غرب دارفور وجنوب دارفور على وجه الخصوص جولات محتدمة من القتال.
بدورها، توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين، وصول أكثر من 1.8 مليون شخص من السودان إلى 5 دول مجاورة بحلول نهاية العام الجاري.
وطالبت المفوضية بجمع مليار دولار لمساعدة الفارين، وسط تقارير عن ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض والوفيات.
ويبلغ التقدير مثلي ما توقعته المفوضية في مايو الماضي، بعد بدء الصراع بوقت وجيز وبزيادة 600 ألف عن تقدير مؤقت.
وفرّ أكثر من مليون شخص من السودان إلى دول مجاورة، مثل تشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، في خضم الاشتباكات المسلحة بالعاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق.